رغم مرور عام بالتمام والكمال على الانفجار الضخم الذي هز بيروت، فإن آثاره المدمرة ماديا ومعنويا لا تزال مستمرة، خصوصا الصدمات النفسية التي تعرض لها سكان العاصمة اللبنانية.
وبدرجات متفاوتة، يعاني الكثير من اللبنانيين صدمة ما بعد الكارثة التي أصابت مدينتهم، ومنهم من يمر بمرحلة "اضطراب ما بعد الصدمة" التي تعد خللا نفسيا خطيرا يستدعي العلاج.
وتحاول السيدة ماري جميزي جاهدة تخطي هذه المرحلة، لكن انفجار مرفأ بيروت الذي أدى إلى مقتل أكثر من 200 شخص ودمر مساحات واسعة من بيروت، حمل معه أضرارا نفسية من الصعب تجاوزها.
وتقول ماري لموقع "سكاي نيوز عربية": "أفكر جديا في طلب استشارة اختصاصي في علم النفس، بعد عام على الصدمة".
وتضيف: "ازدادت عوارض القلق، وأخشى التعرض أكثر لضغط نفسي غير معروفة عواقبه".
ولا يزال نحو 300 ألف شخص ممن خسروا مساكنهم بعد الانفجار مباشرة، ومن بينهم 80 ألف طفل، فاقدين للمأوى.
وتناولت الكثير من التقارير مؤشرات الصدمة النفسية الجماعية التي مرّ بها الناجون، بما في ذلك الكوابيس والذكريات المتكررة والوهن العام.
ولعل مؤشر ازدياد الحاجة للاستشارات الصحة النفسية خلال الأشهر القليلة التي تلت الانفجار المدمر، يدل على اتساع الآثار النفسية له.
وتتحدث تقارير عن زيادة حالات الاكتئاب والقلق بين سكان بيروت، وفقما أكد مصدر طبي لموقع "سكاي نيوز عربية".
ويقول المصدر إن هناك زيادة كبيرة طرأت على طلب المكالمات على خطوط الاستشارات السريعة، للحد من عوارض ما قبل الانتحار، في عدة مراكز المتخصصة.
واعتبر رئيس قسم الطب النفسي في مستشفى الروم جورج كرم، أن ازدياد طلب الاستشارات "أمر طبيعي جدا، كشف مدى تأثير الانفجار في النفوس بحيث ازدادت هذه الاتصالات على الخط الساخن في كافة مراكز العلاج".
وتابع في حديث لموقع "سكاي نيوز عربية": "أعادت الذكرى تحريك العوارض، فالدماغ لا يمكنه أن ينسى التروما (الصدمة)، لذلك فتحت الجروح مجددا".
وتوقع الطبيب اللبناني"أن ترتفع أرقام المتصلين (بالخدمة النفسية) خلال الأيام المقبلة"، مطالبا من يشعر بأعراض نفسية غير طبيعية الإكثار من التمارين الرياضية من أجل تخطي المرحلة.
ولفت كرم إلى دراسة أجريت على الأطباء والممرضين العاملين بعد الانفجار مباشرة، فأظهرت أن ما بين 40 و50 بالمئة منهم مصابون بالقلق.