أثار هجوم الأمين العام لمليشيات حزب الله على القاضي المعني بتحقيقات انفجار مرفأ بيروت، غضبا واسعا في أوساط اللبنانيين.

ولا تزال مليشيات حزب الله وعلى رأسها أمينها العام حسن نصر الله مستمرة في هجومها على المحقق العدلي في قضية انفجار مرفأ بيروت طارق البيطار، بعدما كان له اليد الطولى في الإطاحة بسلفه فادي صوان على خلفية رفض نواب ووزراء مقربين منه المثول أمام القضاء.

ففي كلمة له مساء السبت، حاول نصر الله التنصل من مسؤوليته عن وجود مادة نيترات الأمونيوم في مرفأ بيروت قبل أن يهاجم القاضي بيطار واصفا التحقيقات بأنها "مسيسة".

النائب في كتلة حزب القوات اللبنانية في البرلمان اللبناني زياد حواط ،علّق على كلام نصرالله دون أن يسمّيه، قائلا: "عندما طالبنا بلجنة تحقيق دولية بعد زلزال بيروت واجهتمونا بنزاهة التحقيق المحلي وقدرة القضاء اللبناني... شو عدا ما بدا؟ (ماذا تغيّر الآن؟)"

وفي تغريدة على "تويتر" أضاف حواط "يكفيكم غروراً ومكابرة وتلفيقاً، سلاحكم حصد لنا العزلة والحصار والعتمة والفقر والدمار. مهما هددتمونا سنواجهكم ونقاومكم حتى النفس الأخير".

بدوره، طالب النائب جورج عقيص بحماية المحقق العدلي، قائلا عبر تويتر: "الحماية لطارق بيطار.. سلامته برقبة كل مسؤول.. من رئيس الجمهورية وقائد الجيش ونزول، الآن ولحين صدور القرار الظني وإلى ما بعد صدوره".

وأرفق عقيص تغريدته بهاشتاق “#الحماية_لطارق_بيطار”.

كما رد النائب السابق فارس سعيد على ما قاله أمين حزب الله فكتب عبر تويتر: "لا يستحي السيد حسن نصرالله.. تخلّص من أول قاضي تحقيق بشأن المرفأ وها هو يتخلص من الثاني".

وتابع: "نحن علناً مع رفع الاحتلال الإيراني عن لبنان".

وفي بيان له أيضا، عقّب الوزير السابق أشرف ريفي بقوله: "أطل حسن نصرالله محاولاً فرض نفسه علينا وكأنه المرشد الأعلى للجمهورية اللبنانية. وعليه وجب الرد على تضليله الذي يفتقر للحد الأدنى من المنطق”.

وأضاف: “نذكّر نصرالله أننا نعيش في جمهورية برلمانية وفي مجتمعٍ تعددي ولن نقبل الانصياع لمشروعك الإقليمي ولا نرى فيك إلا تابعاً صغيراً في مشروع نظام طهران المجرم والإرهابي. نذكّرك وإن أخذتَنا رهائن لفترةٍ معينة أن بعض الرهائن تنتفض غالباً على خاطفها وتحاكمه على جرائمه”.

ومضى في هجومه: “في جريمة اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري، اعتبر نصرالله أن المحكمة الدولية مسيسة وغير موضوعية، وبنتيجة التحقيقات والمحاكمات ثَبت أن حزب نصرالله هو قاتل الرئيس الحريري ورفاقه الشهداء".

ثم زاد: "وفي جريمة العصر.. تفجير مرفأ بيروت، استُبدل المحقق العدلي الأول فادي صوان بحجةٍ تافهة تحت عنوان الارتياب المشروع. وشنّ حسن نصرالله هجوماً عنيفاً على المحقق العدلي الثاني القاضي طارق بيطار واعتبر أنه مسيس وإجراءاته استنسابية وطالب باستبداله".

وعاد ليخاطب حسن نصر الله بقوله: "لا شك أن الموضوعية تقتضي أن ننتظر نتائج التحقيق والمحاكمة لنعرف من المتورط في هذه الجريمة، إنما ومن خلفيتي الأمنية وانطلاقاً من مبدأ أو قاعدة (كاد المريبُ أن يقول خذوني) ومن أسبقيات حزب الله الإجرامية.. أستطيع القول إن حزب حسن نصرالله متورط في هذه المجزرة الإنسانية.. اللبنانيون يصرون على الحقيقة والعدالة".

بدوره. كتب نائب رئيس تيار المستقبل النائب السابق مصطفى علوش معلقا على كلمة نصرالله وتحديدا حديثه عن الانقسام في لبنان حول سلاح الحزب، فقال: "بصراحة يا حبيبي لا داع للجيش الإسرائيلي ليراهن على انقسامنا فنحن بلا جميلة (بلا دور) ومنقسمون". في إشارة منه إلى "من يأخذون معاشاتهم وسلاحهم وأوامرهم من إيران".



وفي 4 أغسطس/آب الجاري، شهدت العاصمة بيروت تحركات ومسيرات شعبية، إحياء للذكرى السنوية الأولى لانفجار المرفأ، بمشاركة شعبية واسعة من اللبنانيين.

وبعد عام على التفجير الذي دمّر العاصمة بيروت وأدى إلى سقوط آلاف الجرحى وأكثر من 200 قتيل، لم تصل التحقيقات إلى نتيجة حاسمة فيما يرفض معظم المسؤولين رفع الحصانات عن النواب والوزراء للمثول أمام القضاء.