انتشر على مدار الفترة الأخيرة الحديث عن الولادة القيصرية ولجوء السيدات في مصر لـ"شق البطون" بدلا من الولادة الطبيعية، ظنًا منهم أنها الأسهل والأسرع.
وتتناسى السيدات المضاعفات الخطيرة التي من الممكن أن تحدث نتيجة الولادة القيصرية والتي تصفها أخصائية النساء والتوليد الدكتورة مي حلمي زهرة بـ"المرعبة، التي من الممكن أن تقضي على حياة الأم وجنينها".
وتقول أخصائية النساء والتوليد إنّ: "الأزمة بدايتها تكون عند الولادة البِكرية التي يتم من خلالها وضع المولود الأول، فيجب الصبر على السيدة وعدم الانسياق خلف رأي الطبيب الذي يشجعها على الولادة القيصرية، والذي يكون في تلك الحالة لا ينظر إلا لمصلحته فقط، حيث أنّ بعد الانتهاء من النصف الأول من الشهر التاسع يتم عمل فحص نسائي للحامل من حيث اتساع الحوض ووضعية الجنين".
الانتظار هو الحل
وتابعت "زهرة" في حديثها مع موقع "سكاي نيوز عربية" أنّ: "طالما كانت الأم وطفلها بصحة جيدة ونسبة المياه حول الجنين طبيعية فلا داعي للاستعجال قبل انتهاء الشهر التاسع من الحمل، أو مرور 10 أيام من الشهر العاشر".
وأكدت أخصائية النساء والتوليد أنّ: "هناك بعض المستشفيات تقوم بحجز الأم لمدة يومين تقريبًا للولادة الطبيعية، وفي حال تعذر الأمر يتم اللجوء للقيصري، ولكن هنا يكون الطبيب قد تعامل بشكل مثالي من حيث عدم تعرّض الأم وطفلها لمخاطر الولادة القيصرية، غير أنّ ذلك الأمر تكلفته كبيرة".
الولادة بدون ألم
ونوّهت "زهرة": "الولادة بدون ألم التي تلجأ إليها بعض السيدات ليست هي الفيصل، حيث أن هناك الآن ولادة طبيعية أيضًا بدون ألم. الأزمة هي تناقل السيدات لتجاربهم فيما بينهم والتي يعظّمون فيها من أهمية الولادة القيصرية"، موضحة أنّ هناك حالات لا غنى فيها عن "شق البطون" من بينها "انخفاض نسبة المياه حول الجنين بنسبة 3 سنتيميرات، وحالات النزيف للأم أو المشيمة المتقدمة أو أي تجمع دموي".
وأكملت أخصائية النساء والتوليد حديثها مع موقع "سكاي نيوز عربية": "هناك تمارين عديدة يجب على الحامل اتباعها أثناء فترة الحمل، والمشي لفترات كبيرة لتسهيل عملية الولادة الطبيعية. ومهما حدث لن يعود شكل جسم السيدة التي أقبلت على القيصري كما كان حتى ولو قامت بعمليات تنسيق القوام أو نحت الجسم، غير أنّ السيدات التي تصرّ وتلد بشكل طبيعي أكثر من 80٪ منهن تعود عضلات البطن لوضعها الأصلي كما كانت"..
أرقام مرعبة
في الوقت نفسه يقول الدكتور عمرو حسن مقرر المجلس القومي للسكان السابق وأستاذ مساعد النساء والتوليد والعقم بقصر العيني إنّ: "آخر مسح سكاني تم في مصر كان قبل 7 سنوات تقريبًا وتحديدًا عام 2014، وأشار إلى أن نسب الولادة القيصرية بلغت 52٪، وكانت أعلى المحافظات التي تلجأ لشق البطون هي بورسعيد بنسبة بلغت 77%".
وتابع "حسن" في حديثه مع موقع "سكاي نيوز عربية": "في عام 2000 كانت نسبة الولادة القيصرية في مصر تبلغ 10% وارتفعت في عام 2008 لتصل إلى 27.6 % وزادت الضعف تقريبًا في عام 2014 لتصل إلى 85.8 % لتحتل حينها المرتبة الثالثة عالميًا بعد جمهورية الدومينيكان والبرازيل".
وأوضح مقرّر المجلس القومي للسكان السابق أنّ: "هناك بعض التقارير التي صدرت خلال الأعوام الأخيرة والتي تشير إلى ارتفاع نسبة الولادة القيصرية في مصر لـ63% لتكون الدولة الأولى عالميًا".