في وقت يعيش فيه اليمن واحدة من أسوأ الأزمات الصحية في العالم خصوصاً بعد تفشي فيروس كورونا المستجد، اقتحمت ميليشيا الحوثي الانقلابية، عيادة طبية تابعة لموظفي الأمم المتحدة بمدينة الحديدة غربي اليمن، ونهبت ما تحتويه من لقاحات ضد الوباء.في التفاصيل، نقلت "وكالة 2 ديسمبر" الإخبارية اليمنية، عن مصدر مطلع، الثلاثاء، قوله، إن القيادي الحوثي المدعو أبو علي الكحلاني والمعين من قبل الميليشيا مديراً لأمن المحافظة ومجموعة من مسلحيه اقتحموا العيادة التابعة لموظفي برنامج الأغذية العالمي، ونهبوا كمية كبيرة من لقاحات ضد كورونا.وأكد المصدر أن القيادي الحوثي ومسلحيه منعوا بالقوة موظفي الأمم المتحدة من أخذ اللقاح ضد الفيروس.تهديداً لحياة الموظفينبدوره، عبر وكيل محافظة الحديدة وليد القديمي، عن استنكاره لهذه الواقعة، مطالباً بنقل البعثة الأممية للحديدة إلى منطقة محايدة خارج سيطرة ميليشيا الإرهاب الحوثي.كما أكد أن بقاء اللجنة يمثل تهديداً لحياة موظفي الأمم المتحدة، ويحول دون تأديتهم مهامهم وواجباتهم بحسب بنود الاتفاق، مبديا استغرابه من عدم اتخاذ رئيس بعثة الحديدة أو مكتب المبعوث الأممي أي ردة فعل تجاه هذه الواقعة.كذلك أشار المسؤول اليمني أنه ومنذ إعلان اتفاق استوكهولم ديسمبر 2018 لم تنفذ ميليشيا الحوثي بنود الاتفاق مواصلة خروقاتها دون مبالاة بوجود فريق البعثة بمناطق سيطرتها.وضع صعب جداًالجدير ذكره أن العاملين الصحيين في المناطق التي يسيطر عليها الحوثيون في اليمن كانوا أعلنوا مؤخرا أنهم يواجهون عقبات كبيرة للحصول على اللقاحات وأن اللقاحات الموجودة قد تنتهي صلاحيتها قبل استخدامها.وأشاروا إلى أن سلطات الحوثيين تُعرّض العاملين الصحيين في البلاد لخطر غير ضروري، عبر تقاعسها عن اتخاذ الخطوات المتاحة في مواجهة وباء كورونا، ما قد يُفاقم انهيار النظام الصحي في البلاد.إلى ذلك، شددت "هيومن رايتس ووتش" ومنظمات أخرى على أن سلطات الحوثيين تمارس سياسية التضليل حول الوباء وتقوم بتقويض الجهود الدولية لتوزيع اللقاحات.وبجانب كورونا، عاد منحنى الإصابات بأمراض الكوليرا وحمى الضنك والملاريا في اليمن خلال الأشهر الماضية إلى الارتفاع بشكل كبير، في أكثر من 70 بالمئة من أنحاء البلاد.كما تصاعدت أعداد المصابين بهذه الأمراض في أواخر شهر أبريل الماضي، مما شكل ضغطا على المرافق الصحية شبه المنهارة التي لا تستطيع تقديم أي خدمات لمكافحة هذه الأمراض والوقاية منها.