منذ ليلة الإثنين الماضي، تعرف عدة مناطق جبلية عبر 18 محافظة شرق الجزائر حرائق مهولة أتت على مساحات واسعة من الثروة الغابية وصلت ألسنتها إلى بعض السكان، مخلفة خسائر بشرية ومادية، وقد أطلق الجزائريون حملات تضامنية واسعة منذ الساعات الأولى للأحداث من أجل تقديم يد المساعدة للمتضررين والوقوف إلى جانب الجهود الوطنية لإخماد النيران.
وجراء الحرائق التي اجتاحت بعض المحافظات، قرر الرئيس الجزائري، عبد المجيد تبون، الأربعاء، إعلان حداد وطني لمدة ثلاثة أيام، ابتداء الخميس، مع تجميد مؤقت لكل الأنشطة الحكومية والمحلية ماعدا التضامنية منها، وفق بيان للرئاسة الجزائرية.
وارتفعت حصيلة الخسائر البشرية التي تسببت فيها حرائق الغابات إلى 65 حالة وفاة، أغلبها بولاية تيزي وزو، حسبما علم صباح الأربعاء، لدى خلية المتابعة، وأوضح المصدر ذاته أنه "من ضمن هذا العدد تم تسجيل وفاة 37 مدنيا و28 من أفراد الجيش الوطني الشعبي".
قوافل تضامنية
ومع تناقل وسائل الإعلام الوطنية والدولية ومواقع التواصل الاجتماعي لصور النيران وهي تلتهم غابات ومناطق سكنية على مستوى جبال منطقة القبائل في الجزائر ذات التضاريس الوعرة، حتى أبان الجزائريون عن روح التضامن الوطني، مؤكدين أن الوقت حان للتآزر والوقوف إلى جانب السكان المتضررين وانتشالهم من صور الفحم وإعادة البسمة إلى تلك الجهات ذات الطبيعة العذراء.
كما تصدرت عدة وسوم مواقع التواصل الاجتماعي في الجزائر، حيث أعلن أصحابها عن تضامنهم مع عائلات ضحايا الحرائق التي نشبت في عدد من محافظات البلاد.
وحشد نشطاء على مواقع التواصل الاجتماعي من مختلف جهات البلاد من أجل القيام بحملات تضامنية واسعة النطاق سواء بجمع مواد غذائية وأفرشة وأدوية الحروق والانطلاق بها إلى المناطق المتضررة من الحرائق، في المقابل قدم شباب من محافظة خنشلة في منطقة الأوراس شرق البلاد، وهي التي عرفت حرائق مشابهة الشهر الماضي، إلى تيزي وزو من أجل مد يد العون والمساعدة في إطفاء لهيب النيران.
وقد ذكرت مصادر محلية لـ"موقع سكاي نيوز عربية" أن حملات تضامنية انطلقت منذ الثلاثاء، من محافظة بومرداس المحاذية لتيزي وزو بعد نجاحها في حشد دعم كبير عبر مواقع التواصل الاجتماعي، حيث تفاعل المواطنون معها، وقاموا بتوفير المساعدات التي كانت عبارة عن قارورات المياه المعدنية إضافة لبعض أدوية الحروق".
وقد وفر بعض المواطنين في صور تضامنية فريدة من نوعها شاحناتهم لنقل المساعدات، ولم تقتصر حملات التضامن الشعبية على محافظة بعينها، بل كانت في مختلف الجهات انطلاقا من العاصمة إلى محافظات شرق وغرب البلاد.
وذكر رئيس اللجنة المحلية للهلال الأحمر الجزائري لبلدية بغلية شرق الجزائر العاصمة، رزقي سمروني في تصريح لـ"موقع سكاي نيوز عربية" أنهم "كانوا أول من أرسل قافلة تضامنية وصلت إلى تيزي وزو الثلاثاء بعد يوم واحد من الحرائق، محملة بكميات كبيرة من المياه المعدنية والمواد الغذائية كالحليب والحلويات للأطفال بمساعدة كبيرة من المواطنين المحليين".
وأضاف المتحدث أن "المواطنين استجابوا للدعوة التي أطلقناها عبر مواقع التواصل الاجتماعي وقاموا بتقديم كل ما يستطيعون تقديمه، وقد أبان الجزائريون عن روح تضامنية عالية في هذه المحنة الوطنية"، مشيرا في السياق ذاته إلى التحضير لتنظيم قافلة تضامنية ثانية.
وفي غضون ذلك، انطلقت قافلة تضامنية من قصر المعارض بالعاصمة، الأربعاء، محملة بأكثر من 340 طنا من المواد الغذائية والمعدات الطبية لفائدة العائلات المتضررة من حرائق الغابات بتيزي وزو، تحت إشراف وزيرة التضامن الوطني والأسرة وقضايا المرأة، ورئيسة الهلال الأحمر الجزائري، وممثلين عن عدة قطاعات وزارية.
وأشارت وزير التضامن الوطني الجزائرية، كوثر كريكو وفق تقارير صحفية محلية إلى أن "مصالح وزارتها نصبت خلية أزمة لمتابعة الوضع بالتنسيق مع وزارة الداخلية والسلطات المحلية لرصد احتياجات المتضررين والتكفل بانشغالاتهم والمتابعة الدورية للتطورات".
في حين قالت سعيدة بن حبيلس رئيسة الهلال الأحمر الجزائري إنه "إلى جانب المساعدات الغذائية والطبية فقد أوفد الهلال الأحمر الجزائري إلى تيزي وزو مختصين في تسيير الأزمات والكوارث".
نحو استئجار طائرات إخماد الحرائق
في سياق ذي صلة، كان الوزير الأول وزير المالية الجزائري، أيمن بن عبد الرحمن، قد كشف في تصريحات للتلفزيون الجزائري، أن "الدولة تعمل مع الشركاء الأوروبيين لأجل استئجار طائرات للإسراع في إطفاء الحرائق في أقرب وقت".
وأضاف الوزير الأول بن عبد الرحمن: "نحن في اتصالات جد متقدمة مع الشركاء الأوروبيين من أجل إتمام هذه العملية التي ستساعدنا في الإسراع بإطفاء هذه الحرائق".
وقد عبر بن عبد الرحمن عن "امتنانه وتقديره لرجال الحماية المدنية وحراس الغابات وكذا الجيش الوطني الشعبي وكل المواطنين على جهودهم وعلى الهبة التضامنية وتجندهم لمساندة إخوانهم المواطنين لإخماد هذه النيران".
وأكد الوزير الأول التزام الدولة على تعويض كافة المواطنين المتضررين جراء هذه الحرائق كما تم إسداء تعليمات بتسخير "كل الفنادق حتى الخاصة منها وكذا الإقامات الجامعية من أجل إيواء المنكوبين".
وجدير بالذكر أن تصريحات المسؤولين الجزائريين وعلى رأسهم الوزير الأول، تؤكد أن المؤشرات الأولية تشير إلى أن هذه الحرائق تحمل "طابعا إجراميا"، وشدد بن عبد الرحمان في السياق ذاته أن الدولة "لن تتسامح مع هؤلاء المجرمين الذين سنتابعهم بقوة القانون لأنهم أعداء الطبيعة والوطن".
وجراء الحرائق التي اجتاحت بعض المحافظات، قرر الرئيس الجزائري، عبد المجيد تبون، الأربعاء، إعلان حداد وطني لمدة ثلاثة أيام، ابتداء الخميس، مع تجميد مؤقت لكل الأنشطة الحكومية والمحلية ماعدا التضامنية منها، وفق بيان للرئاسة الجزائرية.
وارتفعت حصيلة الخسائر البشرية التي تسببت فيها حرائق الغابات إلى 65 حالة وفاة، أغلبها بولاية تيزي وزو، حسبما علم صباح الأربعاء، لدى خلية المتابعة، وأوضح المصدر ذاته أنه "من ضمن هذا العدد تم تسجيل وفاة 37 مدنيا و28 من أفراد الجيش الوطني الشعبي".
قوافل تضامنية
ومع تناقل وسائل الإعلام الوطنية والدولية ومواقع التواصل الاجتماعي لصور النيران وهي تلتهم غابات ومناطق سكنية على مستوى جبال منطقة القبائل في الجزائر ذات التضاريس الوعرة، حتى أبان الجزائريون عن روح التضامن الوطني، مؤكدين أن الوقت حان للتآزر والوقوف إلى جانب السكان المتضررين وانتشالهم من صور الفحم وإعادة البسمة إلى تلك الجهات ذات الطبيعة العذراء.
كما تصدرت عدة وسوم مواقع التواصل الاجتماعي في الجزائر، حيث أعلن أصحابها عن تضامنهم مع عائلات ضحايا الحرائق التي نشبت في عدد من محافظات البلاد.
وحشد نشطاء على مواقع التواصل الاجتماعي من مختلف جهات البلاد من أجل القيام بحملات تضامنية واسعة النطاق سواء بجمع مواد غذائية وأفرشة وأدوية الحروق والانطلاق بها إلى المناطق المتضررة من الحرائق، في المقابل قدم شباب من محافظة خنشلة في منطقة الأوراس شرق البلاد، وهي التي عرفت حرائق مشابهة الشهر الماضي، إلى تيزي وزو من أجل مد يد العون والمساعدة في إطفاء لهيب النيران.
وقد ذكرت مصادر محلية لـ"موقع سكاي نيوز عربية" أن حملات تضامنية انطلقت منذ الثلاثاء، من محافظة بومرداس المحاذية لتيزي وزو بعد نجاحها في حشد دعم كبير عبر مواقع التواصل الاجتماعي، حيث تفاعل المواطنون معها، وقاموا بتوفير المساعدات التي كانت عبارة عن قارورات المياه المعدنية إضافة لبعض أدوية الحروق".
وقد وفر بعض المواطنين في صور تضامنية فريدة من نوعها شاحناتهم لنقل المساعدات، ولم تقتصر حملات التضامن الشعبية على محافظة بعينها، بل كانت في مختلف الجهات انطلاقا من العاصمة إلى محافظات شرق وغرب البلاد.
وذكر رئيس اللجنة المحلية للهلال الأحمر الجزائري لبلدية بغلية شرق الجزائر العاصمة، رزقي سمروني في تصريح لـ"موقع سكاي نيوز عربية" أنهم "كانوا أول من أرسل قافلة تضامنية وصلت إلى تيزي وزو الثلاثاء بعد يوم واحد من الحرائق، محملة بكميات كبيرة من المياه المعدنية والمواد الغذائية كالحليب والحلويات للأطفال بمساعدة كبيرة من المواطنين المحليين".
وأضاف المتحدث أن "المواطنين استجابوا للدعوة التي أطلقناها عبر مواقع التواصل الاجتماعي وقاموا بتقديم كل ما يستطيعون تقديمه، وقد أبان الجزائريون عن روح تضامنية عالية في هذه المحنة الوطنية"، مشيرا في السياق ذاته إلى التحضير لتنظيم قافلة تضامنية ثانية.
وفي غضون ذلك، انطلقت قافلة تضامنية من قصر المعارض بالعاصمة، الأربعاء، محملة بأكثر من 340 طنا من المواد الغذائية والمعدات الطبية لفائدة العائلات المتضررة من حرائق الغابات بتيزي وزو، تحت إشراف وزيرة التضامن الوطني والأسرة وقضايا المرأة، ورئيسة الهلال الأحمر الجزائري، وممثلين عن عدة قطاعات وزارية.
وأشارت وزير التضامن الوطني الجزائرية، كوثر كريكو وفق تقارير صحفية محلية إلى أن "مصالح وزارتها نصبت خلية أزمة لمتابعة الوضع بالتنسيق مع وزارة الداخلية والسلطات المحلية لرصد احتياجات المتضررين والتكفل بانشغالاتهم والمتابعة الدورية للتطورات".
في حين قالت سعيدة بن حبيلس رئيسة الهلال الأحمر الجزائري إنه "إلى جانب المساعدات الغذائية والطبية فقد أوفد الهلال الأحمر الجزائري إلى تيزي وزو مختصين في تسيير الأزمات والكوارث".
نحو استئجار طائرات إخماد الحرائق
في سياق ذي صلة، كان الوزير الأول وزير المالية الجزائري، أيمن بن عبد الرحمن، قد كشف في تصريحات للتلفزيون الجزائري، أن "الدولة تعمل مع الشركاء الأوروبيين لأجل استئجار طائرات للإسراع في إطفاء الحرائق في أقرب وقت".
وأضاف الوزير الأول بن عبد الرحمن: "نحن في اتصالات جد متقدمة مع الشركاء الأوروبيين من أجل إتمام هذه العملية التي ستساعدنا في الإسراع بإطفاء هذه الحرائق".
وقد عبر بن عبد الرحمن عن "امتنانه وتقديره لرجال الحماية المدنية وحراس الغابات وكذا الجيش الوطني الشعبي وكل المواطنين على جهودهم وعلى الهبة التضامنية وتجندهم لمساندة إخوانهم المواطنين لإخماد هذه النيران".
وأكد الوزير الأول التزام الدولة على تعويض كافة المواطنين المتضررين جراء هذه الحرائق كما تم إسداء تعليمات بتسخير "كل الفنادق حتى الخاصة منها وكذا الإقامات الجامعية من أجل إيواء المنكوبين".
وجدير بالذكر أن تصريحات المسؤولين الجزائريين وعلى رأسهم الوزير الأول، تؤكد أن المؤشرات الأولية تشير إلى أن هذه الحرائق تحمل "طابعا إجراميا"، وشدد بن عبد الرحمان في السياق ذاته أن الدولة "لن تتسامح مع هؤلاء المجرمين الذين سنتابعهم بقوة القانون لأنهم أعداء الطبيعة والوطن".