العربية.نت

"الله يحرق قلبهم.. الله يحرق أولادهم مثلما حرقوا أولادنا".. بهذه الكلمات عبّر والد لبناني مفجوع عن غضبه وحزنه بعد فقدان اثنين من أولاده في انفجار خزان وقود في منطقة عكار شمال البلاد.

وتداولت مواقع التواصل الاجتماعي الأحد فيديو للأب يبكي بحرقة ويصرخ بألم: "ماذا أقول لأولادي؟ هل أقول لهم إن شقيقيهما ماتا من أجل البنزين؟".

كما أضاف بغضب ممزوج بقهر لا يوصف: "الله لا يوفق هذه الدولة التي أوصلتنا إلى هذا الحال، الله يحرق قلبهم. الله يحرق أولادهم مثلما حرقوا أولادنا".

يشار إلى أن هذه الفاجعة أغضبت اللبنانيين، الذين انتقدوا إهمال الدولة اللامتناهي. وعدم اكتراثها للشعب.



28 قتيلاً و79 مصاباً

الجدير بالذكر أن الانفجار أدى إلى مقتل 28 شخصاً على الأقل وإصابة 79 آخرين بجروح جراء انفجار خزان وقود في بلدة التليل بعكار أثناء تجمع العشرات حوله للحصول على القليل من البنزين.

وأعلن الجيش في بيان أنه "قرابة الساعة الثانية فجراً، انفجر خزان وقود داخل قطعة أرض تستخدم لتخزين البحص في بلدة التليل- عكار كان قد صادره الجيش لتوزيع ما بداخله على المواطنين".

جثث "لا يمكن التعرف إليها"

وفي أحد مستشفيات عكار، قال الموظف ياسين متلج لفرانس برس إن الجثث "محترقة إلى حد لا يمكننا التعرف إليها. بعضها بلا وجوه وبعضها بلا أيادٍ".

كما أوضح أن المستشفى اضطر إلى رفض استقبال معظم الجرحى لأنه غير مجهز لمعالجة المصابين بحروق بالغة.

وجراء أزمة المحروقات المتفاقمة، يصدر كل يوم في لبنان تحذير من قطاع ما: فالمستشفيات تحذر من نفاد المحروقات اللازمة لتشغيل المولدات وسط انقطاع التيار الكهربائي ومخاطره على حياة المرضى، والمتاجر قد تضطر لإفراغ براداتها لعدم توفر الكهرباء والوقود، فيما تنبه الأفران والمطاحن بأنها لن تكون قادرة حتى على توفير الخبز.

صرخة أب لبناني مفجوع.. "ولداي ماتا من أجل البنزين"
play icon
c9be59b4-10d1-43cf-9243-b14fcd604857


طوابير طويلة

إلى ذلك ينتظر اللبنانيون منذ أسابيع لساعات في طوابير طويلة أمام محطات الوقود التي اعتمدت سياسة تقنين حاد في توزيع البنزين والمازوت.

وعلى وقع شحّ احتياطي الدولار لدى المصرف المركزي، شرعت السلطات منذ أشهر في ترشيد أو رفع الدعم تدريجياً عن استيراد سلع رئيسية بينها الوقود والأدوية.

وتفاقمت الأزمة أكثر مع إعلان مصرف لبنان الأربعاء بدء فتح اعتمادات شراء المحروقات وفق سعر الصرف في السوق السوداء، ما يعني عملياً رفع الدعم عن هذه المواد الحيوية.