الحرة
باتت معظم حرائق الغابات الكبيرة المنتشرة في شمال الجزائر تحت السيطرة ولم تعد تشكّل خطرا على المواطنين، حسب ما أكّد مسؤول في المديرية العامة للحماية المدنية الجزائرية.
وأكد المدير الفرعي للإحصاءات والإعلام في المديرية العامة للحماية المدنية، العقيد فاروق عاشور، للإذاعة العامة أن "معظم حرائق الغابات أصبح متحكما فيها"، و"لا تشكل خطرا على الساكنة".
وأشار إلى أن جهود وحدات الحماية المدنية تنصب حاليا على "تحييد المناطق السكنية وحمايتها، خاصة بولايات الطارف وبجاية وجيجل وتيزي وزو".
وفي ما يتعلق بآخر المعطيات حول انتشار الحرائق، أوضح أن "الجهود متواصلة لإخماد 19 حريقا على مستوى 11 ولاية"، لافتا إلى أنه تم في الـ24 ساعة الأخيرة إخماد "أكثر من 74 حريقا".
وواصلت فرق الإنقاذ في الجزائر جهودها الأحد، لإخماد 19 حريقا كانت لا تزال مشتعلة في عدد من مناطق شمال البلاد حيث أسفرت النيران عن مقتل 90 شخصا على الأقل في أسبوع واحد، وذلك رغم تراجع حدّتها في تيزي وزو على وجه الخصوص، وفق السلطات.
وقالت الحماية المدنية في بيان سابق إن فرقها "تواصل برفقة المصالح المختصة إخماد 19 حريقا عبر عشر ولايات" منها "ستة حرائق في بجاية و3 في الطارف".
وبحسب الحماية المدنية، لم يبق في ولاية تيزي وزو التي شهدت أكبر الحرائق والخسائر البشرية، سوى حريقان.
ويشارك في إخماد الحرائق ما يقرب من 7500 من عناصر الحماية المدنية مع 490 شاحنة إطفاء وثلاث طوافات. كما حشد الجيش الجزائري خمس طوافات روسية الصنع من طراز "ام-آي 26". واستعانت فرق الإطفاء أيضاً بطائرتي إخماد حرائق فرنسيتين في إطار اتفاق مع الاتحاد الأوروبي.
والأحد، عادت هاتان الطائرتان إلى نيم في جنوب فرنسا بعدما نفذتا "250 عملية لإلقاء الماء في 72 ساعة" خاصة في منطقتي تيزي وزو وبجاية، وفق ما قال لفرانس برس المتحدث باسم الحماية المدنية الفرنسية ألكسندر جواسر.
وأوضحت الحماية المدنية الفرنسية في تغريدة على تويتر أنّ إسبانيا مستمرة في "المساندة الجوية" في إطار آلية التعاون مع بروكسل.
والخميس، قال الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون، إن أغلب الحرائق مفتعلة، وإنه تم توقيف 22 شخصا يشتبه فيهم.
وبعد أسبوع من الحر الشديد، لا يبدو أن الطقس سيمنح راحة، إذ حذرت مصلحة الأرصاد الجوية الأحد من تواصل ارتفاع درجات الحرارة في شمال البلاد لتصل إلى 44 درجة مئوية.
وتبلغ مساحة الغابات في الجزائر أكبر دولة في إفريقيا، 4,1 ملايين هكتار، مع معدل إعادة تشجير ضئيل يبلغ 1,76%.
وفي كل عام، تشتعل حرائق الغابات في شمال البلاد. ففي عام 2020، أتت النيران على 44 ألف هكتار من المساحات الحرجية.
وترتبط الحرائق التي تتزايد في جميع أنحاء العالم بظواهر يتوقعها العلماء وتنجم عن الاحتباس الحراري.