ابتكر طلاب حرمتهم مليشيات الحوثي من القبول من معهد القضاء العالي وسيلة جديدة لإيصال رسالتهم الاحتجاجية على التعسف الذي طالهم رغم تفوقهم.
وأظهر تسجيل مصور شبابا يشيعون وثائق وشهادات تفوقهم الجامعية، في إحدى مقابر العاصمة صنعاء، تعبيرا عن احتجاجهم على إقصاء مليشيات الحوثي لهم من القبول في معهد القضاء العالي، واستبدالهم بطلاب فشلوا في اختبارات القبول بالمعهد.
ورفضت المليشيات قبول طلاب غير منتمين لها رغم انطباق كافة معايير وشروط القبول عليهم، ما يعد انتهاكا لقوانين القضاء التي تحدد معايير قبول الطلبة في المعهد المختص بتخريج القضاة في اليمن.
وفي الفيديو تحدث الطالب صلاح عادل أبولحوم قائلا: "نحن أتينا إلى هنا نشيع أحلامنا وطموحاتنا، أنا الأول على دفعتي في جامعة صنعاء، وتقدمت إلى المعهد العالي للقضاء وحصلت على المركز الأول، ولكنهم استبعدوني أنا وزملائي، ونحن أوائل نمتلك معدلات عالية وتم قبول أصحاب المعدلات المتدنية.
وأشار إلى أنه وزملاؤه منذ ثلاثة أشهر وهم يتوسلون لقيادات مليشيات الحوثي لإنصافهم، لكنهم لم يحصلوا على أي تجاوب من قبل المليشيات.
وأضاف: "أصبحت أتندم أنني حصلت على المركز الأول، أتندم أنني تفوقت، أنا أتيت إلى هنا لأقبر حلمي، لأقبر مسألة تفوقي طوال سنوات".
ظهر الطالب أبولحوم في الفيديو وفي حديثه يأس وحزن نتيجة ما تعرض له وزملاؤه المتفوقون من إقصاء تعسفي مارسته قيادات مليشيات بحقهم، وحرمانهم من مقاعدهم الدراسية، واستبدالهم بطلاب حوثيين معدلاتهم ضعيفة، وآخرين راسبين في اختبارات القبول.
ونشرت سابقا كشوفات اختبارات القبول في المعهد العالي، تثبت تورط قيادات مليشيات الحوثي في استبعاد طلاب حصلوا على معدلات قبول عالية بين (93.6% - 75%)، وقبول طلاب تابعين للمليشيات معدلاتهم تراوحت بين (59% - 63.1)، بحسب الكشوفات.
وأصدر مجموعة من المحامين بياناً تضامنيا مع المستبعدين من القبول في معهد القضاء، هاجموا فيه قرار استبعاد الطلبة من القبول في المعهد في الدفعة 24 دراسات عليا والدفعة الأولى دبلوم علوم جنائية، رغم حصلوهم على المراتب الأولى واجتيازهم جميع مراحل القبول بنجاح.
وأشاروا إلى أن هذه المخالفات تفقد ثقة الناس بالقضاء والمحاكم، وأنها تزعزع الثقة بعدالة القضاء، لما حصل فيها من تجاوز للقوانين والشروط.
ولم تكن هذه المخالفات للقوانين هي الأولى في معهد القضاء الواقع تحت سيطرة المليشيات الحوثية، بل سبقتها مخالفات كثيرة في عملية القبول في المعهد، حيث اعتمدت المليشيات 30 طالبا في الدفعة 22، دون خضوعهم لاختبارات القبول.