سكاي نيوز عربية

تخيم أجواء التوتر على منطقة الإسكندرية بمحافظة بابل جنوبي العراق، منذ الخميس الماضي، إثر شجار عائلي أدى إلى مقتل شخصين وجرح عدد آخر، وسط مخاوف من تفجر النزاع من جديد.

ويقول سياسيون ومصادر في المنطقة لموقع "سكاي نيوز عربية" إن ما حدث جريمة بحتة قد تحدث في أي مكان في العالم، رافضين منحها غطاءً عشائريا أو طائفية، كما يحاول البعض.

تدخل قوات الأمن

وتدخلت قوات الأمن العراقية عقب اندلاع الشجار، واضطرت إلى فرض حظر للتجول في منطقة الإسكندرية ببابل، ومن ضمنها قرية العصرية المعروفة أيضا بالحصوة حيث وقعت الجريمة، وكذلك قطعت الطريق بين بغداد وكربلاء المؤدي لتلك المنطقة، التي يشوبها توتر شديد.

وأكدت مصادر أمنية محلية في حديث مع موقع "سكاي نيوز عربية" أن "الوضع رغم حراجته وحساسيته، لكنهم يعملون على الإمساك بزمام الأمور وتهدئة النفوس، ومعالجة المشكلة بالطرق القانونية، وتحت اشراف الجهات الأمنية والحكومية".

وبدأت القصة بتلاسن بين عدد من الأشخاص في قرية العصرية، تطور إلى شجار قتل فيه اثنان من أفراد عشيرة واحدة وأصيب آخرون، وتسبب ذلك في حالة غضب عارم داخل أفراد تلك العشيرة، فيما حاولت قوات الأمن ضبط الوضع قدر الإمكان منعا لتطور النزاع، خاصة أن تلك المنطقة معروفة بطابعها العشائري.

إخراج القضية من سياقها

وفي هذا السياق، يقول مهند الجنابي، أستاذ العلوم السياسية، لموقع "سكاي نيوز عربية": "الحادثة التي وقعت بسبب خلاف بين أصحاب محال تجارية متجاورة، نجم عنه قتل شقيقين من أفراد عشيرة الجنابيين على يد أفراد ينتمون لعشيرة الجبور، ومع أجواء الاحتقان والتوتر السائدة على وقع هذه الجريمة النكراء، طالب الشيخ العام للجنابيين الجهات الحكومية، بالعمل على فرض القانون ومعاقبة الجناة ".

ويضيف "مع الأسف هناك جهات نافذة بداخل بعض عشائر المنطقة، تستقوي ببعض الميليشيات المسلحة المذهبية، وهذا أدعى كي يتعاون أبناء عشيرتي الجبور والجنابيين على طي صفحة هذه الجريمة البشعة، عبر محاكمة الجناة كي ينالوا الجزاء العادل".

وقال: "الموضوع قطعا ليس خلافا بين العشيرتين ولا حتى خلافا طائفيا كما يحاول البعض تصويره، فمثلا الجنابيين هي عشيرة مختلطة مذهبيا سنية وشيعية، وكذلك هم الجبور".

من جانبه، يقول وليد إبراهيم، وهو من أهالي القرية العصرية، في حديث مع موقع "سكاي نيوز عربية" :"قتل اثنان من أبنائنا في وضح النهار دون وجه حق، وآخران حالتهما حرجة في المستشفى، وتم تسليم بعض الجناة للقوى الأمنية، لكننا نطالب بتسليم البقية كي تأخذ العدالة مجراها، ونقطع دابر الفتنة ونحقن الدماء".

لا أبعاد أخرى

أما عضو البرلمان العراقي السابق زيد السويدان، وهو من أهالي المنطقة، فيقول في حوار مع موقع "سكاي نيوز عربية" :"ما تم جريمة بشعة، لكنها جنائية بحتة ولا نحمل بطبيعة الحال العشيرة التي ينتمي لها الجناة وزر فعلتهم الشنيعة، ورغم أن الأوضاع متشنجة ومتوترة في المنطقة، لكننا حريصون على معالجة الأمر بحكمة وعقل، ودون انجرار نحو التهور وردات فعل".

وتابع:"وما نطالب به هو تسليم بقية الجناة، حيث تم إلقاء القبض على عدد منهم، والمهم الآن أن نعمل كأهالي المنطقة ومن مختلف العشائر على التكاتف واحتواء الأزمة، وأن يأخذ القانون مجراه وأن لا يفلت الجناة من العقاب".

ويضيف البرلماني العراقي السابق :"هي مشاجرة كأي حادثة مشابهة، قد تحدث في أي سوق أو في مكان عام، وهي لا تحمل أبعاد طائفية، فنحن والجبور أخوة وأبناء عمومة وتربطنا روابط تاريخية، لن تعكرها حوادث فردية، فالجريمة اقترفها جناة وسيعاقبون وفق القانون على ما ارتكبوه، وهذا لا يعني ادانة العشيرة التي ينتمون لها".