فور إعلان الحكومة اللبنانية برئاسة نجيب ميقاتي حتى توالت ردود الافعال الداخلية والخارجية المرحبة بخطوة تشكيل الحكومة.

واعتبر الرئيس اللبناني ميشال عون أن الحكومة "أحسن ما يمكن التوصل إليه، وأنها قادرة على العمل، إنما همومنا تكمن في أولوية حل مشاكل الناس الحالية، وعلينا مسؤوليات كبيرة وعلينا العمل لنتطور وللخروج من الازمة الحالية التي وضعتنا في المهوار".

وردأ على ما يقال عن حصوله على الثلث المعطل في الحكومة، نفى الرئيس عون ذلك وقال: "نحن لا نفكر في هذا الأمر، كانت حرباً سياسية علينا، وأخذنا ما يجب أخذه، أما المهم فيكمن في التوافق في العمل الذي سيكون السبب الأول للنجاح".

وعن امكان منح تكتل "لبنان القوي" أي كتلة "التيار الوطني الحر" الثقة للحكومة، أوضح الرئيس عون أن الثقة تمنح لبرنامج الحكومة.

وأوضح عون أن الأمور الدستورية ساهمت في تأخير التشكيل بعض الشيء، ولكننا حافظنا على الدستور وعلى التقليد المتّبع في التأليف، إلى أن وصلنا إلى التشكيل.

وأضاف: "أما المشاكل الأساسية فسنبدأ في معالجتها وأهمها هموم الناس لناحية البنزين والمازوت والخبز... وكل ما أورثتنا إياها المصائب التي ضربت لبنان.

ولفت عون إلى أن الحصار الذي عانى منه لبنان كان بمثابة حرب، حيث فرض حصار مالي بسبب حزب الله، وما تسببت به الحرب السورية من مشاكل على لبنان أبعدته عن محيطه والمنطقة الحيوية بالنسبة اليه في اتجاه الدول العربية.

وعن العلاقة مع سوريا، اعتبر الرئيس عون أن سير الأحداث الطبيعية يحتّم عودة العلاقات مع سوريا، وأن لا أحد يسير إلى الخلف بل إلى الامام، والسلم أمامنا وليس خلفنا.

وحول مسألة لبنان واستعماله عبارة "جهنم"، فأوضح الرئيس عون أنه أسيء تفسير ما كان قاله في الماضي، إما عن جهل أو عن قصد، لأن الكلمة أتت في حينه ردأً على سؤال "أين سنصل؟" فكان جوابي: إلى جهنم، وقد عشنا الوضع بالفعل. ولكننا سنخرج من هذه الهوة الكبيرة ونحل المشاكل.

وجدد رئيس لبنان ما كان وعد به لجهة أحداث فرق في السنة الأخيرة من ولايته، وقد سرنا في المهوار وسنخرج منه.

وعن انخفاض سعر صرف الدولار، رأى عون أن النقد نفذ لدى الصيارفة، وعليهم استقدام النقد اللبناني ليكملوا.

بدوره علّق رئيس الحكومة السّابق سعد الحريري على إعلان الحكومة الجديدة، وقال "أخيرًا، وبعد 12 شهرًا من الفراغ، بات لبلدنا حكومة. كلّ الدعم لرئيس الوزراء نجيب ميقاتي في المهمّة الحيويّة لوقف الانهيار وإطلاق الإصلاحات".

أما رئيس الحكومة السابق تمام سلام فهنأ نجيب ميقاتي على تأليفه الحكومة وغرد على حسابه على "التويتر": "اتوجه بالتهنئة للرئيس نجيب ميقاتي على تأليفه للحكومة الجديدة متمنيًا له النجاح في المهمة الوطنية الانقاذية مع فريق عمله" .

واعتبر رئيس "التيار الوطني الحر" النائب جبران باسيل أنّ "‏سنة تأخير للأسف كانت وفّرت على اللبنانيين كتير من الألم".

وقال عبر "تويتر" "نأمل أن نكون قد تعلّمنا احترام الدستور وأنّه لا يجوز الرهان على كسر أحد".

وأضاف: "نتمنّى من الحكومة الجديدة ألّا تتأخر في الإصلاح، تأخرنا كفاية حتّى ظهرت الحقيقة اليوم".

في المقابل، رأى رئيس حزب "الكتائب اللبنانية" النائب المستقيل سامي الجميل أنّ "الحكومة شُكّلت بضوء أخضر إيراني وتكريساً لسيطرة حزب الله على القرار اللبناني".

وأشار الجميّل في تغريدة إلى أنّ هذا الحدث "ليس لحظة سياسية بل استمرارية لعمل المنظومة ولنهج المحاصصة اللذين أوصلا البلد إلى ما وصل إليه"، مؤكّداً أنّ "المسبّبات نفسها ستؤدي إلى النتيجة نفسها".

وختم: "اللحظة السياسية هي بيد اللبنانيين في أيار (مايو)".

وقال النائب السابق فارس سعيد في تغريدة عبر تويتر: كرّست هذه الحكومة الغلبة الإيرانية على لبنان بوضوح. هل يستطيع الرئيس ميقاتي رسم حدود المصلحة اللبنانية؟ إلى حين.. حكومة تحكمها الإرادة الإيرانية".

وتابع "عملياً، إعادة تجديد التسوية مع الرئيس عون بإشراف حزب الله.. وحلّ ميقاتي بديلاً عن الحريري مع تقديري "للشطارة"، نتيجة ما حصل هو مزيد من الهيمنة الإيرانية على لبنان، نرفض".

أما على مستوى المواقف الخارجية كان الاتحاد الأوروبي أول المرحبين بتشكيل الحكومة اللبنانية.

ورحّب مسؤول الشؤون الخارجية في الاتحاد الأوروبي، جوزيب بوريل، بـ"توقيع رئيس الجمهورية ميشال عون ورئيس الحكومة الجديد نجيب ميقاتي مرسوم تشكيل الحكومة في لبنان".

وفي تصريح عبر مواقع التواصل الاجتماعي، اعتبر بوريل أن تشكيل الحكومة هو "مفتاح معالجة الأزمات الاقتصادية والمالية والاجتماعية الحالية، وتنفيذ الإصلاحات التي طال انتظارها، والتحضير للانتخابات في عام 2022".

كما رحب الرئيس الفرنسي، إيمانويل ماكرون، بتشكيل الحكومة اللبنانية الجديدة، داعيا إلى التزام السياسيين اللبنانيين بالتعهدات الضرورية لإجراء الإصلاحات.

وأكد ماكرون أن إجراء الإصلاحات هو الذي سيشجع المجتمع الدولي على مساعدة لبنان.

الأمم المتحدة أكدت أنها أخذت علماً بتشكيل الحكومة اللبنانية، آملة في العمل على تنفيذ الخطة الاقتصادية لبدء معالجة الأزمات التي يعانيها لبنان.

ورحبت وزارة الخارجية المصرية، في بيان، بتشكيل حكومة في لبنان، متمنيةً أن "تحقق إصلاحات اقتصادية وتنأى بالبلاد عن الصراعات الإقليمية".

وشددت على أنه "لا بد من إفساح المجال أمام الحكومة اللبنانية الجديدة لتحقيق أهدافها وإخراج لبنان من أزمته وفقًا لصلاحياتها الدستورية".

وأنهى لبنان، اليوم الثلاثاء، الفراغ السياسي الذي عاشه على مدار عام ونصف العام بإعلان التشكيل الحكومة الجديدة رسميا.

ووقع الرئيس اللبناني ميشال عون ورئيس الوزراء نجيب ميقاتي، اليوم الجمعة مرسوم تشكيل الحكومة الجديدة بعد عام من الفراغ السياسي.

وحضر توقيع المرسوم في القصر الرئاسي رئيس مجلس النواب نبيه بري.

وفي كلمة له أعقبت التوقيع على التشكيل الحكومي تعهد ميقاتي بطرح خطة عاجلة لإنقاذ البلاد.

وأضاف: "كفانا جدلا حول الثلث المعطل، ولا مجال لمعطلي سير العمل".

وأوضح ميقاتي أن الشعب اكتفى من الحديث والوعود، لكننا نتعهد بإجراء الانتخابات في موعدها.

وأكد رئيس الوزراء اللبناني أنه وحكومته "فريق عمل" وليست مجرد تشكيلة وزارية.