سكاي نيوز عربيةلا تزال أخبار حوادث القطارات في مصر تتصدر الواجهة، رغم الجهود الحكومية المبذولة لإصلاح منظومة السكك الحديدية، وربما يكون الحل الجذري لهذه المسألة على يد تكنولوجيا نمساوية.وأعلنت وزارة النقل المصرية منذ أيام تسلمها إحدى ماكينات فحص السكة الحديد من نوع (EM100U) التي تُصنعها شركة "Plasser & Theurer" النمساوية، وهي ماكينات قياس إلكترونية لاكتشاف أعطال السكك الحديدية بالموجات فوق الصوتية.وتعاقدت مصر على 5 ماكينات الفحص الجديدة في أغسطس عام 2018، بتكلفة 6.8 مليون يورو، بحسب ما قال محمد عز المستشار الإعلامى لوزارة النقل، في تصريحات إعلامية سابقة، وصف فيها الماكينة بأنها نقلة نوعية في منظومة الأمان والسلامة في هيئة السكك الحديدية.فما فوائد المكاينات النمساوية الجديدة؟ وهل ستستهم في الحد من حوادث القطارات؟ يجيب عن هذه التساؤلات لموقع "سكاي نيوز عربية"، عماد نبيل، استشاري الطرق والنقل الدولي.قدرات فائقةيقول نبيل، إن الماكينة الجديدة تعتبر بديل عن فرق الفحص التقليدية، التي تتكون من مجموعات بشرية فيما قبل، ففي الوقت الذي كانت تفحص فيه فرقة الصيانة التقليدية من 3 إلى 4 كيلومتر يوميًا تستطيع هذه الماكينة فحص من 50 إلى 100 كيلومتر، وفقًا لظروف التشغيل.وتستخدم الماكينة الجديدة الموجات فوق الصوتية في عملها، لتحليل وفحص حالة القضبان، وتحديد مواقع العمل، ونوع الصيانة المطلوبة، وبيان ما يلزم عملية الإصلاح؛ إذ تتميز بالقدرة الفائقة على فحص كامل عيوب السكك الحديدية.ويضيف نبيل أن أحد أهم مميزات الماكينة النمساوية، قدرتها على توفير بيانات دقيقة وتحليلها، "في السابق كان يتم جمع البيانات بشكل يدوي، أو فيما يعرف بالفحص البصري، وهي عملية يشوبها قصور مقارنة بالتكنولوجيا الحديثة".ويتابع: "تعمل العربة على رصد أي عيوب، مثل الشروخ والهبوط، أو النقص في المسامير، خاصة أن هناك بعض الخارجين عن القانون يقومون بسرقة المسامير وبيعها".جهود للسيطرة على الحوادثوعن مدى إسهام الماكينة الجديدة في السيطرة على حوادث السكة الحديد، يقول نبيل إن أسباب حوادث السكة الحديد، يتسبب فيها ثلاثة عوامل رئيسية، أولها أخطاء العامل البشري، والسبب الثاني عيوب الوحدات المتحركة، مثل أعطال القطارات نفسها.العامل الثالث؛ هو الأعطال المرتبطة بقضبان السكة الحديد ذاتها، وهو العامل التي تستطيع الماكينة النمساوية السيطرة عليه، عن طريق قدرتها الفائقة على فحص القضبان في فترات زمنية قصيرة وبدقة عالية.وفيما يخص العامل البشري، أجرّت مصر اتفاقيات عديدة مع روسيا وألمانيا والمجر، لاستخدام قطارات وقاطرات متصلة بالأقمار الاصطناعية، لها قدرة على التواصل المباشر مع غرف التحكم المركزية، وهو ما يحدّ من الأخطاء البشرية.وبحسب استشاري الطرق والنقل، تعمل حاليًا وزارة النقل على إعداد جيل جديد من السائقين، من مهندسي الحاسبات والمعلومات، الذين يستطيعون التعامل مع القطارات ذات القدرات التكنولوجية المتقدمة والمعقدة، فالقطارات فائقة السرعة – على سبيل المثال – بها نظام آلي للقيادة إلى جانب القائد البشري، وهو ما يتطلب أشخاص مؤهلين، وأكفاء.كما عالجت وزارة النقل الأخطاء البشرية في المزلقانات بإنشاء 750 كوبري علوي خلال السنوات الثلاث الأخيرة، إلى جانب إنشاء مزلقانات إلكترونية، وإغلاق 1200 مزلقان عشوائي، ورصدت الحكومة 7 مليار جنيه مصري، لتحويل كل أسوار السكة الحديد إلى الخرسانة المسلحة؛ حتى لا يستطيع المواطنون اختراقها، وفتح مزلقانات عشوائية.ويختتم نبيل حديثه بالإشارة إلى أن الدولة المصرية تعمل على إحلال وتجديد عربات السكة الحديد حاليًا، وهو ما يعكسه التعاقد مع روسيا على توريد 1000 عربة جديدة، وتوطين صناعة العربات المكيفة بالتعاون مع الهيئة العربية للتصنيع.