العين الإخبارية
لم يعد التحالف القائم بين تنظيم القاعدة ومليشيات الحوثي يخفى على أحد لاسيما بعيد اجتياح مديرية الصومعة في البيضاء لتطويق جنوب اليمن.
وشنت مليشيات الحوثي، الأربعاء، هجوما بريا واسع النطاق على جبهتي "الصومعة" و"ناطع" في محافظة البيضاء (وسط)، كما امتد الهجوم إلى مديريتي "بيحان" و"مكيراس" بمحافظتي شبوة وأبين الحدوديتين جنوبا.
وقالت مصادر مطلعة لـ"العين الإخبارية"، إن مليشيات الحوثي فشلت في تحقيق أي تقدم ميداني في جبهة "ناطع"، فيما سعت للتنسيق مع تنظيم القاعدة الإرهابي للسيطرة على مركز مديرية "الصومعة" بهدف فتح جبهة جديدة صوب محافظتي شبوة وأبين.
وأوضحت المصادر أن عناصر تنظيم القاعدة انخرطت للقتال بصفوف مليشيات الحوثي بهدف الالتفاف على الجيش اليمني والمقاومة في مديرية الصومعة.
كما سعت لتسليم مواقع للمليشيات على حدود البيضاء و"ميكرس" التابعة لمحافظة أبين.
وكانت الصومعة ملاذا آمنا للتنظيم الإرهابي السنوات الماضية قبل أن يطهرها الجيش اليمني في يونيو/حزيران الماضي من الحوثيين والقاعدة قبيل أن يتوحد الإرهاب مجددا ويعاود هجومه وعلى نطاق أوسع.
تحالف بين القاعدة والحوثي جاء عقب اغتيال خلايا نائمة أبرز القادة العسكريين الذين قاوموا مليشيات الحوثي الإرهابية وتنظيم القاعدة في محافظة البيضاء العميد موسى المشدلي الشهر الماضي في مدينة عدن.
وليس التحالف بين ثنائي الموت جديدا، إذ سبق وتعاون تنظيم القاعدة بشكل كبير مع الحوثيين لدى الهجوم على مديرية "قيفة" وفي مقابل ذلك التعاون قامت المليشيات بإطلاق سراح عدد من الارهابيين.
تهديد الجنوب
ويعتقد مراقبون أن التطورات العسكرية في محافظة البيضاء وعلى حدود محافظتي شبوة وأبين تكشف التفاهمات بين القاعدة والحوثي التي تستهدف في مجملها توسيع رقعة خطوط النار والسيطرة على حقول النفط والغاز جنوبا.
وفيما أشاروا إلى عمق العلاقة بين مليشيات الحوثي الإرهابية والجماعات الإرهابية والتي وصلت لحد تفاهمات متبادلة لا تقتصر على القاعدة ولكن تمتد للإخوان، أكدوا أن هدف هذه التنظيمات هو تطويق مأرب وفتح جبهات جديدة صوب شبوة وأبين.
في السياق ذاته، وجهت المقاومة الجنوبية نداء عاجلا لكل أبطالها وقبائلها بالتوافد إلى المناطق التابعة لمحافظتي أبين وشبوة على الحدود من محافظة البيضاء للتصدي للعدوان الحوثي والتنظيمات الإرهابية.
وقال بيان صادر عن قيادة جبهة ثرة في مديرية ميكرس بمحافظة أبين إنه "ونتيجة للتطورات الميدانية التي تشهدها جبهات البيضاء وما حولها ندعو جميع الأبطال من جميع المناطق إلى سرعة تلبية النداء الجهادي والقبلي للدفاع عن الدين والعرض والأرض".
ودعا البيان اليمنيين إلى التوافد إلى المناطق المحاذية مع البيضاء أبرزها جبهات ثره والحلحل والجبال المطلة على لودر التي تمركزت فيها المليشيات الحوثية بتفاهمات مع تنظيم القاعدة الإرهابي.
حالة طوارئ
من جانبه أعلن المجلس الانتقالي الجنوبي حالة الطوارئ في الجنوب ابتداءً من الأربعاء، ورفع درجة الجاهزية القتالية وحالة الاستنفار إلى أقصى درجة، وحشد كل الطاقات لمواجهة الميليشيات الحوثية .
وقال رئيس المجلس الانتقالي عيدروس الزبيدي في بيان "في هذه اللحظات التي تشنّ فيها ميليشيات الحوثي وقوى الإرهاب والتطرف غزوها الجديد نعلن عن حالة الطوارئ ونهيب بالقوات الأمنية الضرب بيدٍ من حديد على كل من تسول له نفسه زعزعة الأمن والاستقرار، وإثارة البلبلة والقلاقل.
وشنت مليشيا الحوثي، الأربعاء، هجوما بريا واسع النطاق على جبهتي "الصومعة" و"ناطع" في محافظة البيضاء (وسط)، كما امتد الهجوم إلى مديريتي "بيحان" و"مكيراس" بمحافظتي شبوة وأبين الحدوديتين جنوبا
ودعا الزبيدي رجال المقاومة الجنوبية وكافة أبناء جنوب اليمن إلى التعبئة العامة، والاستعداد لرفد الجبهات القتالية بالرجال والمال والعتاد، للتصدي لهذه الميليشيات الغازية ومواجهتها بكل قوة وبسالة، وتسجيل مآثر بطولية جديدة.
وأهاب الزبيدي بالقوى الحيّة، والمقاومة الوطنية، استشعار المسؤولية التاريخية، واستنهاض روح المقاومة، ومواجهة الميليشيات الحوثية في مناطقهم، والاضطلاع بدورهم وتأمين مستقبلهم وسلامة شعبهم.
وشدد البيان على بقاء المجلس بكافة مستوياته في حالة انعقاد دائم، وحشد الجهود اللازمة لتأمين الخدمات العامة لحياة المواطنين.