يدرك المحقق العدلي في قضية انفجار مرفأ بيروت، طارق البيطار، أن مهمته في الوصول للحقيقة لن تكون سهلة، ومع ذلك لا تتوقف مذكراته.
فالرجل الذي أصدر لتوه مذكرة توقيف جديدة بحق رئيس الحكومة السابق حسان دياب، أراد أن يطرق الحديد وهو ساخن، بقرار مماثل طال وزيرا سابقا.
واليوم الخميس، أصدر المحقق العدلي في قضية انفجار مرفأ بيروت، مذكرة توقيف غيابية بحق الوزير السابق يوسف فنيانوس.
وكان وزير الأشغال السابق امتنع عن حضور جلسة الاستماع المقررة له أمام المحقق العدلي، وأرسل دفوعاً شكلية عبر محاميه أمام المحامي العام التمييزي القاضي غسان الخوري.
والخوري أبدى رأيه في الموضوع وأحاله للبيطار الذي أصدر مباشرة مذكرة توقيف غيابية بحق فنيانوس.
في المقابل، أرسلت الأمانة العامة لمجلس النواب اللبناني كتابا إلى النيابية العامة التمييزية، اعتبرت فيه أن استجواب فنيانوس "خارج صلاحيات المحقق العدلي".
وقالت إن "موضوع ملاحقة فنيانوس يجري حصراً أمام مجلس النواب الذي بدأ بالإجراءات اللازمة للسير بالمحاكمة".
وكان البيطار قد أصدر، أمس، أمر جلب ثان بحق رئيس الحكومة السابق حسان دياب الذي غادر البلاد إلى الولايات المتحدة الامريكية.
وسبق أن ادّعى المحقق العدلي على كل من وزير المالية السابق علي حسن خليل، ووزيري الأشغال العامة والنقل السابقين غازي زعيتر ويوسف فنيانوس، في إطار اتهامهم بـ"الإهمال والتقصير والتسبب في وفاة مئات الأشخاص".
ويجري في لبنان اشتباك صلاحيات بين المحقق العدلي ومجلس النواب الذي يصر على صلاحياته بمحاكمة الوزراء والنواب، وهو ما يرفضه البيطار.
و اليوم اعتصم عدد من أهالي ضحايا انفجار مرفأ بيروت، أمام قصر العدل بالعاصمة، رفضاً للتدخلات السياسية في القضاء، واستنكاراً لعدم محاسبة المتهمين في الكارثة التي وقعت في الرابع من أغسطس/آب 2020.
وتوجّه الأهالي إلى رئيس الحكومة الجديدة نجيب ميقاتي بالقول: "إذا دمعت عيونك على الأمهات فلتكن عيونك علينا، وعليك الوقوف في صفنا ومساعدة القاضي بيطار في مسار إحقاق الحق".
وحديث الأهالي عن دموع ميقاتي، تشير للرجل الذي لم يتمالك نفسه، وهو يدلي ببيان صحفي، فور الإعلان عن تشكيل حكومته الجديدة،. الجمعة الماضية. حيث أدمعت عيناه وهو يصف الأوضاع الاقتصادية الصعبة التي يعيشها اللبنانيون هذه الأيام.