دخلت عشرات الصهاريج المحملة بالمازوت الإيراني الذي استقدمه حزب الله من داعمته الرئيسية طهران، صباح الخميس إلى لبنان، آتية من سوريا المجاورة، وفق ما أفاد به مراسل وكالة فرانس برس على وقع استقبالات شعبية.
وفي إطار مساعيه للتخفيف من أزمة محروقات حادة يشهدها لبنان مع تراجع قدرته على الاستيراد على وقع انهيار اقتصادي متسارع، أعلن حزب الله الشهر الماضي أن باخرة أولى محملة بالمازوت ستبحر من إيران. وقال الأمين العام للحزب حسن نصرالله الاثنين إنها أفرغت حمولتها في مرفأ بانياس في غرب سوريا.
وبدأت عشرات الصهاريج ذات اللوحات السورية تدخل صباحاً على مراحل منطقة الهرمل (شرق) عبر معبر غير شرعي، وفق ما أفاد به مراسل فرانس برس.
وعلى طول الطريق باتجاه مدينة بعلبك، تجمع العشرات من مناصري الحزب ابتهاجاً، ورفع بعضهم أعلام الحزب بينما أطلقت النساء الزغاريد ونثرن الأرز والورود على الصهاريج التي أطلق سائقوها العنان لأبواقها.
وتضم القافلة 80 صهريجاً، بسعة أربعة ملايين لتر، على أن تفرغ حمولتها في مخازن محطات الأمانة في مدينة بعلبك، المدرجة منذ عام 2020 على قائمة العقوبات الأميركية، قبل أن يتم توزيعها لاحقاً وفق لائحة أولويات حددها الحزب.
قال جواد (50 عاماً)، أحد سكان مدينة الهرمل التي تعدّ معقلاً لحزب الله، لـ"فرانس برس": "إنها مساعدة إنسانية تلبية لحاجات الناس والمؤسسات التي تعنى بالخبز والطحين والحاجات الأساسية".
وأكد أن "حزب الله لن يأخذ مكان الدولة، هذا تدبير مؤقت إلى حين قيام الدولة بواجباتها".
"رهن لبنان لإيران"
وأثار إعلان حزب الله في 19 أغسطس عزمه استقدام الوقود من طهران انتقادات سياسية من خصومه الذين يتهمونه بأنه يرهن لبنان لإيران، فيما كانت السلطات اللبنانية أعلنت مراراً أنها ملتزمة في تعاملاتها المالية والمصرفية عدم خرق العقوبات الدولية والأميركية المفروضة.
وقال نصرالله الاثنين إن حزبه اتخذ قرار وصول البواخر الإيرانية إلى مرفأ بانياس للحؤول دون "إحراج" الدولة اللبنانية وتعرضها "لعقوبات"، قائلاً إن باخرة مازوت ثانية ستنطلق "خلال أيام قليلة"، بينما بدأت باخرة ثالثة الاثنين تحميل البنزين وتمّ الاتفاق على إعداد باخرة رابعة تحمل المازوت.
أزمة محروقات
جاءت خطوة حزب الله على وقع أزمة شح المحروقات التي تنعكس بشكل كبير على مختلف القطاعات من مستشفيات وأفران واتصالات ومواد غذائية، في خضم انهيار اقتصادي مستمر منذ عامين صنفه البنك الدولي بين الأسوأ في العالم منذ 1850.
وخلال الأشهر الماضية، تراجعت تدريجاً قدرة مؤسسة كهرباء لبنان على توفير التغذية لكل المناطق، ما أدى إلى رفع ساعات التقنين لتتجاوز 22 ساعة يومياً. ولم تعد المولدات الخاصة قادرة على تأمين المازوت اللازم لتغطية ساعات انقطاع الكهرباء.
ويأتي وصول الصهاريج قبل ساعات من اجتماع تعقده الحكومة الجديدة برئاسة نجيب ميقاتي وعلى جدول أعمالها نقاش البيان الوزاري، الذي يضم الخطوط العريضة لعملها في المرحلة المقبلة وإقراره، قبل التوجه الأسبوع المقبل إلى البرلمان لنيل ثقته.