"مرحبا بك أنت في تعز"، المدينة الواقعة تحت حصار مشدد يدخل عامه السابع من قبل مليشيا الحوثي التي تشهد غليانا شعبيا غير مسبوق إثر أزمات مركبة أهمها تلك التي تمس قوات الفقراء والمسحوقين من الحرب مثل انعدام الغاز المنزلي والبترول وارتفاع جنوني في أسعار السلع الأساسية.
كما تشهد إضرابا للأسبوع الثاني على التوالي من جانب ملاك الشاحنات والسائقين للمقطورات رفضا لجبايات الإخوان، إذ تصطف مئات المقطورات في طابور طويل أعلى "هيجة العبد" وهي طريق محفورة في المنحدر الجبلي وتعد رئة تعز الوحيدة في ظل حصار الحوثيين.
وتسبب إضراب شاحنات النقل الثقيل لنقل البضائع الرافضة لجبايات الإخوان في أزمة معيشية خانقة أدت لشل الحياة في مدن وأرياف تعز بما فيه الارتفاع الجنوني لرسوم المواصلات الداخلية وسعر القمح.
ويستغل الجناح العسكري لإخوان اليمن هذا الطريق الوحيد (عدن- تعز) لجمع ملايين الريالات يوميا.
وتنفق كل شاحنة أو مقطورة واحدة متجهة من العاصمة المؤقتة صوب تعز بين 100 إلى 200 دولار أمريكي (الدولار الوحد يعادل 1100 ريال يمني) تدفع كجبايات ومجهود حربي لحواجز تفتيش تتبع ألوية وتشكيلات عسكرية نصفها خارج وزارة الدفاع اليمنية.
وحصلت "العين الإخبارية"، على سندات ووثائق من سائقي الشاحنات تظهر فرض الجبايات تحت أسماء متعددة منها بغطاء رسمي بزعم تبعيتها لوزارة النقل اليمنية وأخرى غير رسمية بزعم أنها "مجهود حربي" و"دعم جبهة الضباب" و"دعم المقاومة الشعبية"، و"دعم أمن الطرقات".
وقال سائق أحد الشاحنات ومصادر محلية إن إضراب شاحنات النقل الثقل سببه تشييد ما يسمى "محور طور الباحة" بقيادة القيادي الإخواني أبو بكر الجبولي حاجز أمني جديد لتحصيل الجبايات بمبالغ كبيرة.
وأوضحت المصادر لـ"العين الإخبارية"، أن هناك 5 حواجز أمنية تتبع القيادي الإخواني "الجبولي"، تأخذ بالقوة على كل "كيس قمح" ألف ريال يمني وحال كانت تقل الشاحنة 100 كيس قمح يتم فرض 100 ألف ريال يمني في جبايات تفاقم أزمات المعيشة.
وأشارت إلى أن عملية تحصيل الجبايات تتم في أكثر من 20 حاجز أمني منها 5 حواجز تتبع اللواء الرابع مشاة جبلي أو ما يسمى محور طور الباحة الإخواني ويشرف عليها شقيق "الجبولي" المدعو "علوي الجبولي".
ونبهت المصاد إلى أن جمع الجبايات يتم عبر سندات رسمية تقر رسوم رسمية قليلة لكن المليشيات الإخوانية المنتشرة على خط عدن - تعز تستغلها لتشرعن نهب مبالغ مهولة.
وقال الناشط والكاتب اليمني عبدالله فرحان، إن الجبايات المالية المفروضة بقوة السلاح على الشاحنات تضاف إلى فوارق سعر البضائع ويتحملها المواطن البسيط المنهك بسبب الحروب والعبث والفوضى وغلاء المعيشة.
وذكر الناشط في مقال له أن هذه الجبايات تبدأ من أول نقطة عسكرية تابعة لمحور تعز الإخواني شمال مناطق محافظة لحج الخاضعة لسيطرة اللواء الرابع مشاة حتى آخر حاجز عند المنفذ الغربي لمدينة تعز .
وأشار إلى أنه يتم فرض مبلغ من 30 ألف إلى 40 ألف لدعم "المجهود الحربي" في حاجز "طور الباحة" بسندات تحمل أسم محافظة لحج لكن الحاجز يتبع بالفعل اللواء الرابع مشاة جبلي الذي يقوده الإخواني أبو بكر الجبولي.
وأضاف أنه ذات اللواء العسكري يفرض في حاجز أمني آخر على نفس الخط من 20 ألف الى 40 ألف ريال يمني (حسب نوع الشاحنة) مقابل "حماية وتأمين للطريق" ويشرف عليها المدعو "عيسى العجوز" وهو أحد المطلوبين للسلطات الأمنية.
وأوضح فرحان أنه يتم فرض جبايات أخرى بزعم أنهم مندوبين للمكاتب الرسمية كالصناعة والتجارة والجودة والمقاييس والسلطات المحلية في صبر والمقاطرة وطور الباحة.
ولفت إلى أن إجمالي هذه الجبايات تصل لملايين الريالات، إذ تنفق الشاحنة الوحدة لنقل البضائع ما يصل لـ 100 ألف ريال يمني وهي جبايات نهب عسكرية تتم بقوة السلاح ومضاف اليها رسوم التحسين ورسوم النقل.
و"يجري هذا فقط على امتداد الطريق الواقع تحت سيطرة محور تعز الإخواني فقط ناهيك عن جبايات المحاور الأخرى"