وكالات

تتنافس قوى وأحزاب سياسية عدة في الانتخابات التي ستجرى بالعراق في 10 أكتوبر/ تشرين الأول المقبل.

والانتخابات البرلمانية المقبلة هي الخامسة منذ الإطاحة بالرئيس العراقي الراحل صدام حسين .

وجاءت تلك الانتخابات قبل موعدها بعام على واقع المظاهرات التي شهدتها مدن العراق احتجاجا على تفشي الفساد وضعف الخدمات والاعتقاد الواسع بأن النخبة أساءت استغلال السلطة لإثراء نفسها.

ومن المتوقع أن تظل جماعات مكونة من الأغلبية الشيعية على دفة القيادة مثلما هو عليه الحال منذ إقصاء نظام صدام الذي كان يقوده السُنة فيما يسود حالة من الانقسام حاليا للمكون الشيعي لأسباب من بينها نفوذ إيران بالعراق.

كما تسود حالة من الانقسام أيضا، وفقا لوكالة روزيترز للأنباء، بين النشطاء الذين سعوا لإقصاء الطبقة السياسية بكاملها، حول ما إذا كان عليهم دخول المنافسة أم لا.

مقتل مسؤول "داعش" العسكري لجزيرة غرب سامراء العراقية

ومن المتوقع أن يفوز هولاء النشطاء بعدد قليل من المقاعد على أفضل تقدير، ويضمن قانون انتخابي جديد أيضا 83 مقعدا في البرلمان على الأقل للنساء.

ويرصد التقرير الجماعات الرئيسية التي ستنافس على مقاعد البرلمان وعددها 329 مقعدا وهى كالأتي:

التيار الصدري

من المتوقع على نطاق واسع أن يكون التيار الصدري، وهو الجماعة السياسية التي يقودها رجل الدين مقتدى الصدر، أكبر جناح في البرلمان.

وشغل تحالف سائرون بقيادة الصدر 54 مقعدا في انتخابات عام 2018 مما منح الصدر نفوذا حاسما في تشكيل الحكومة.

واستخدم تياره قوته البرلمانية في بسط سيطرته على أجزاء واسعة من البلاد.

ويخوض التيار الصدري الانتخابات ببرنامج وطني سعيا لفصل نفسه عن الجماعات الشيعية التي تساندها إيران.

وكان الصدر قد قاد الشيعة في مواجهة القوات الأمريكية بعد الغزو ونال مكانة عليا بين فقرائهم الذين يوقّرون والده محمد صادق الصدر الذي قتله نظام صدام.

جماعات متحالفة مع إيران

أكبر تجمع للأحزاب المتحالفة مع إيران والذي يقوده زعماء فصائل مسلحة هو تجمع ينضوي تحت لواء "تحالف الفتح" بقيادة الزعيم السياسي هادي العامري الذي جاءت كتلته في المرتبة الثانية في انتخابات عام 2018 وشغلت 48 مقعدا.

ويشمل تحالف الفتح الجناح السياسي لجماعة عصائب أهل الحق التي صنفتها الولايات المتحدة منظمة إرهابية ويمثل أيضا منظمة بدر التي تربطها علاقات طويلة مع إيران والتي قاتلت إلى جانبها في الحرب العراقية الإيرانية من عام 1980 إلى عام 1988.

وتخوض بعض الأحزاب المتحالفة مع إيران الانتخابات خارج مظلة تحالف الفتح ومن بينها حركة حقوق التي تشكلت حديثا عن أقوى فصيل موال لإيران وهو كتائب حزب الله.

تحالفات شيعية أخرى

ضم رئيس الوزراء السابق حيدر العبادي وتيار الحكمة الوطني بقيادة رجل الدين الشيعي عمار الحكيم الصفوف وأسسا تحالف قوى الدولة الوطنية.

وحل تحالف العبادي في المرتبة الثالثة في انتخابات عام 2018 وشغل 42 مقعدا في البرلمان بعد أن قاد العراق إلى هزيمة تنظيم داعش.

وشغل تيار الحكمة الوطني 19 مقعدا.

ويرأس نوري المالكي رئيس الوزراء السابق، القيادي البارز في واحد من أقدم أحزاب العراق وهو حزب الدعوة الإسلامية، ائتلاف دولة القانون الذي شغل 25 مقعدا في البرلمان في انتخابات عام 2018.

أحزاب سنية

ويقود رئيس مجلس النواب السني محمد الحلبوسي "تحالف تقدم" الذي يضم عددا من الزعماء السنة من الشمال والغرب حيث الأغلبية السنية ومن المتوقع أن يحظى بكثير من أصوات السنة.

والمنافس الرئيسي للحلبوسي هو رجل الأعمال خميس الخنجر الذي انضم إلى تحالف الفتح الذي تسانده إيران بعد انتخابات عام 2018، ويسمى التحالف الذي يقوده الخنجر تحالف "عزم".

وفي العادة تسعى الأحزاب السنية لكسب الولاءات العشائرية، ولم تظهر الجماعات السنية قدرا كبيرا من الوحدة منذ عام 2003 وهو ما يشكو منه الناخبون السنة قائلين إنه يضعفهم لدى محاولة منافسة سلطة الشيعة.

وهوجم السنة وتم تثبيط عزمهم على المشاركة في أول انتخابات عراقية بعد عام 2003 وذلك من جانب سنة آخرين أيدوا صدام ومن قِبل متطرفبين عارضوا الديمقراطية.

الأكراد

ظل إقليم كردستان في شمال العراق يتمتع بحكم ذاتي بحكم الأمر الواقع منذ عام 1991، وصار رسميا تحت حكم ذاتي بموجب دستور عام 2005، ودائما ما تشارك أحزابه في الانتخابات، وهي قوة مهمة في تشكيل الحكومات.

والحزبان الكرديان الرئيسيان هما الحزب الديمقراطي الكردستاني الذي يهيمن على الحكومة الكردية في العاصمة أربيل والاتحاد الوطني الكردستاني الذي يهيمن على مناطق بمحاذاة الحدود الإيرانية ومقره في مدينة السليمانية.

وشغل الحزب الديمقراطي الكردستاني 25 مقعدا في انتخابات عام 2018 وشغل حزب الاتحاد الوطني الكردستاني 18 مقعدا.

وسيحتفظ الحزبان بنصيب الأسد من أصوات الأكراد تليهما أحزاب أصغر، فيما شغلت الأحزاب الكردية مجتمعة 58 مقعدا في انتخابات عام 2018.

نشطاء

رغم أن احتجاجات عام 2019 أدت إلى استقالة الحكومة السابقة، لم يتغير الكثير منذ ذلك الحين، وبرز في الاحتجاجات استخدام القوة المميتة مع المتظاهرين.

ويدعو بعض النشطاء الذين شاركوا في الاحتجاجات إلى مقاطعة الانتخابات لكن آخرين شكلوا أحزابا أو انضموا إلى ائتلافات معتدلة مثل تحالف العبادي والحكيم.

وحركة "امتداد" أحد الأحزاب القليلة التي شكلها نشطاء وتقدمت بمرشحين، ويرأسها الصيدلاني علاء الركابي وهو من أبناء مدينة الناصرية في الجنوب والتي شهدت بعض أشرس الهجمات ضد المتظاهرين في عام 2019.