العين الإخبارية
بقذائف الهاون ومدافع الرشاشات حاولت عناصر إرهابية خارجة عن القانون نشر الفوضى وترويع الآمنين في عدن، قبيل وأدها من جانب الأمن.
واتخذت هذه العناصر الإجرامية من المدنيين الأبرياء في "كريتر" وسط عدن دروعا بشرية، في مسعى لحرف أنظار العالم بعيدا عن المعركة الرئيسية ضد الانقلاب الحوثي، إذ تزامن تحرك بؤر الإرهاب مع هجمات برية عسكرية حوثية استهدفت محافظات الضالع ولحج.
وقالت مصادر أمنية يمنية لـ"العين الإخبارية" إن الاشتباكات أسفرت عن مقتل 5 أشخاص بينهم رجال الأمن وصحفي، وأصيب العشرات، في مواجهات أشعلتها عناصر إجرامية تتبع المدعو "إمام النوبي"، في أحياء "كريتر" الذي يضم قصر معاشيق، مقر الحكومة المعترف بها دوليا.
والنوبي.. قيادي سابق سعى مؤخرا لتشكيل مجاميع مسلحة خارج القانون والتحصن وسط الأحياء السكنية في مدينة عدن القديمة المعروفة بـ"كريتر".
وبحسب المصادر فإن الحملة الأمنية لشرطة عدن بدأت عقب اختطاف مسلحين يتبعون النوبي ضابط مباحث جنائية ومحاصرة قسم شرطة كريتر، قبل أن تتدخل قوات أمنية في محاصرة ومداهمات بؤر العناصر الإجرامية وسط اشتباكات عنيفة دامت لساعات طويلة.
وبث نشطاء على مواقع التواصل الاجتماعي مقاطع مصورة، تظهر إطلاق العناصر الإجرامية لقذائف الهاون المحظور استخدامها بالمناطق الحضرية بشكل عشوائي، ما تسبب بتضرر عدة منازل في البلدة التي تعد سوقا شعبيا يكتظ بالمدنيين.
ووجهت الحكومة اليمنية السلطات الأمنية في العاصمة المؤقتة بالعمل على وضع حد سريع للأحداث المؤسفة التي تشهدها مديرية "صيرة أو كريتر"، عقب أيام من عودتها إلى عدن لتطبيع الأوضاع.
فيما أكدت شرطة عدن أنها لن تتهاون مع أي جهة تحاول المساس بأمن عدن ومواطنيها وترويع الآمنين ورفع السلاح في وجه السلطة، متعهدة بحماية الممتلكات التي كانت عرضة للسلب والنهب على أيدي تلك المجاميع ضمن مخطط لخلط الأوراق وسحب المدينة إلى الفوضى والتخريب.
خدمة للحوثي والإخوان
ويرى الخبير العسكري اليمني العميد ثابت حسين صالح أن "ما حدث في كريتر مؤخرا هو امتداد لما حدث فيها من فوضى وتخريب تحت سقف التظاهرات من أجل الخدمات".
وأشار الخبير اليمني لـ"العين الإخبارية" إلى أن هذه التظاهرات وفوضى البلطجة تصدرها المدعو "إمام النوبي" والذي كشف بعيد مقاومته الشرسة للحملة الأمنية عن امتلاكه أسلحة ثقيلة ومتوسطة وآلية حديثة.
ونبه صالح إلى تزامن "أحداث كريتر" مع اعتداءات مليشيات الحوثي واحتلالهم مناطق جنوبية في شبوة وهجمات في لحج والضالع وبتواطؤ وتخادم بين الإخوان والحوثي، نكاية بالمجلس الانتقالي والتحالف العربي.
وذهب الخبير العسكري اليمني إلى أن الهدف من أحداث كريتر هي تصوير عدن أنها غير آمنة لخلق ذريعة لهروب الحكومة المعترف بها، وحتى لا تقوم بمهامها في معالجة ملفي الخدمات والمرتبات.
واعتبرها "محاولة لتسجيل هدف في مرمى الحرب على الانتقالي، وكذا تقديم خدمة تبادلية لمليشيات الحوثي التي شجعتهم على تكثيف الهجمات والاعتداءات على القوات الجنوبية في الضالع وأبين وشبوة ولحج وعلى الأراضي السعودية".
إضافة إلى التغطية على فضيحة سقوط مديريات كاملة في يد المليشيات الحوثية المدعومة إيرانيا من قبل الإخوان في كل من البيضاء ومأرب وشبوة، وفقا للخبير العسكري.
تأمين مقر الحكومة
"الإجراءات الأمنية التي تمت في كريتر، الهدف منها تأمين مقر الحكومة المعترف بها دوليا في قصر معاشيق"، هكذا يرى رئيس تحرير صحيفة اليوم الثامن العدنية صالح أبوعوذل.
وقال في تصريحات لـ"العين الإخبارية" إن "هناك خلايا إرهابية تتلقى دعما وتمويلا من أطراف إقليمية معادية، وخلال الأسابيع الماضية انتشر بعض المسلحين واستهدفوا المدنيين ورجال الشرطة بهدف دفع الأوضاع نحو الفوضى خاصة بعد عودة الحكومة المعترف بها إلى عدن".
وأكد أبوعوذل أن "العملية الأمنية قامت بها قوات شرعية ومعترف بها رسمياً وبتوجيهات من محافظ عدن أحمد لملس، ولا أعتقد أن مسألة الشرعية تقتصر على جماعة الإخوان في اليمن".
وانتقد الصمت على أي أعمال إجرامية بذريعة تجنب خدمتها للإخوان والحوثي، لافتا إلى أن مليشيات الحوثي والإخوان ترتكب مجازر في كل مكان بحق المدنيين في تعز وشبوة ومأرب، ومسكوت عنها.