إرم نيوز قاد جهاز المخابرات العامة في السودان مع قوات مشتركة، خلال الأسبوعين الماضيين بضع مداهمات لعدد من المقار والبنايات بأحياء العاصمة الخرطوم قال إنها تؤوي خلايا تتبع لتنظيم داعش.وبدأت سلسلة الحملات بمحاصرة موقعين في منطقة جبرة جنوب العاصمة الخرطوم وانتقلت إلى موقعين آخرين بمدينة أم درمان وشرق النيل؛ ما أسفر عن القبض على عدد من العناصر ”الإرهابية“ ومقتل آخرين.وشغلت المداهمات المتكررة من قبل السلطات وسط أحياء العاصمة الخرطوم، الرأي العام السوداني وعلى وسائل التواصل الاجتماعي، وسط مخاوف من أن السودان قد يشهد عمليات إرهابية بوجود تلك العناصر المنتشرة في أحياء العاصمة التي يقول البعض إنها لم تعد آمنة كما كانت في السابق.وجود إرهابيلم يبد الخبير في شؤون الجماعات الإسلامية، الهادي محمد الأمين، استغرابه من ظهور خلايا إرهابية في السودان، مؤكدا أنها موجودة ومنتشرة ولديها نشاط قديم لكنه متقطع، ويرى أن وجودها وظهورها ليس جديدا ولا مفاجئا لكنه ارتبط بظروف ومتغيرات وضعته في صدارة الأحداث؛ لأن الساحة مشتعلة وتشهد حالات استقطاب وتجاذب واحتقانات، والكثير من التحولات على المستويات الأمنية والسياسية.ويقول محمد الأمين لـ“إرم نيوز“ إن ”الصدفة تسببت في كشف الخلايا الإرهابية للعلن لأن الأمر في الأصل ربما أريد له أن يكون سريّا، وأن يتم بغتة، لكن حدثت مفاجآت حينما قتل 5 من منسوبي المخابرات فتصاعدت القضية وارتفع الاهتمام بها لهذه الدرجة.ويضيف ”لكن كان من الممكن للأمر أن يمر دون هذا الزخم لو تم القبض عليهم دون مقاومة“، وقال إن ”الحدث صادف أمورا كثيرة جعلته قويا ولافتا للأنظار نظرا للظروف التي أحاطت به“.حقيقة الخلاياويؤكد ما ذهب إليه الخبير الهادي محمد الأمين، مصدر موثوق بجهاز المخابرات في حديثه لـ ”إرم نيوز“، بأن جهاز المخابرات يرصد وجود مئات الإرهابيين في البلاد ويتابع تحركاتهم لإلقاء القبض عليهم، وقدر المصدر أعداد هذه العناصر في السودان بنحو 700 عنصر إرهابي معظمهم في العاصمة الخرطوم، ويقول إن المخابرات تملك معلومات تفصيلية عن تلك العناصر وتضع خططا محكمة لإلقاء القبض عليهم.تزامن الأحداثويستبعد الخبير الأمني أحمد محمد الجعلي تمدد تنظيم داعش في السودان، وقال إن التنظيم يمضي نحو الانقراض في العالم، مشيرا إلى أن الحوادث الأخيرة التي جرت هي الأذيال الأخيرة لداعش، وأضاف ”أطمئن الناس لن يكون هنالك نشاط مخيف لداعش في السودان“ .واستبعد الجعلي في حديثه لـ ”إرم نيوز “ أن يكون ما حدث في السودان من مداهمات وقَبْض على خلايا إرهابية مجرد تمثيلية أو مسرحية بحسب ما يُردد مؤيدون للشق المدني في الحكومة الانتقالية لصرف النظر عن الصراع بين الائتلاف الحاكم ”عسكريين ومدنيين“ ومحاولة من القوات النظامية لحشد الدعم الشعبي لصالحها في الصراع بين مكونات السلطة.وقال إنه لا يمكن أن يغامر جهاز الأمن والمخابرات السوداني بذلك، مبينا أن الأحداث يمكن أن تكون تزامنت صدفة مع أحداث سياسية في السودان، داعيا إلى ضرورة الارتفاع بمستوى الوعي بين الجميع وتناسي الخلافات خصوصا أن السودان مجابه باستهداف يجب التصدي له من الجميع، وأن تكون مثل هذه الحوادث وقفة لإعادة الحسابات.توطين الارهابلكن أستاذ العلوم السياسية والعلاقات الدولية الرشيد محمد إبراهيم، يتخوف من ألّا يتوقف ما حدث في السودان على خلية واحدة، ويبرر ذلك بأن ما حدث يغري بتوطّن جيوش متخفية ونائمة وليس خلايا.ويشير إبراهيم لـ ”إرم نيوز“ إلى أن الأمر ربما يستدعي التدخل للقتال إلى جانب القوات الأمنية السودانية، ونبه إلى أن السودان أصبح أكثر بلد قابل للاختراق، وقال إن ما يحدث أشبه بما جرى في ليبيا واليمن وأفريقيا الوسطى وسوريا.