شعر المصريون هذا الأسبوع بهزتين أرضيتين، أقربهما، اليوم الثلاثاء، وكان مصدرهما جزيرة كريت اليونانية جنوب شرق المتوسط، على بعد 390 كيلومترا شمالي الإسكندرية.
المكان نفسه كان مصدرا لزلزال ثالث شعر به المصريون في 30 يناير/كانون الثاني من العام الماضي، فلماذا تأتي الزلازل التي تضرب مصر من هذه المنطقة؟.
الدكتور خالد عبد المحسن، الأستاذ في هيئة الاستشعار عن بعد، أرجع ذلك إلى أن تلك المنطقة نشيطة نتيجة التقاء اللوح التكتوني الأفريقي مع اللوح التكتوني الأوروبي.
ويقول عبد المحسن لـ"العين الإخبارية" إن الصفيحة التكتونية المكونة لقارة أفريقيا تصطدم وتغوص تحت الصفيحة التكتونية المكونة لقارة أوروبا، وحينما يحدث هذا التصادم تتكون مناطق ضعف في شكل أخوار وخنادق يصل طولها إلى مئات الكيلومترات، تستمر في دفع بعضها البعض، ولكنها لا تتحرك، وبعد فترة من الزمن تتكسر الصخور بسبب قوة الضغط المتراكم مسببة حدوث الزلازل.
وتسجل الشبكة القومية يومياً عشرات الزلازل التي يكون مصدرها هذه المنطقة، ولكننا لا نشعر بها لضعفها، بينما كان الزلزالين الأخيرين أكثر قوة ولذلك شعرنا بهما، حيث كانت قوة الأول الذي وقع في 12 أكتوبر/تشرين الأول 6.4 درجة على مقياس ريختر، وكانت قوة الثاني الذي وقع اليوم 6.2 درجة على مقياس ريختر.
ويضيف أن عدم تسبب هذين الزلزالين في خسائر بالأرواح والمنشآت يرجع إلى بعد مصدرهما، وذلك على عكس الزلزال الشهير الذي شهدته مصر يوم 12 أكتوبر/تشرين الأول سنة 1992، وكان مصدره قريباً من القاهرة.