العربية.نت

لبنان هو بلد يمكن أن يعيش لشهور أو حتى لسنوات من دون حكومة، يمكن فيه أن تنام كل السلطات عن مصالح الأهالي ولا تستيقظ إلا على تفجير أزمة، وتبقى المفارقة أن تنهار الليرة، وأن يعاني الشعب من أزمة اقتصادية خانقة بينما حزب الله في السلطة ينفق بسخاء على السلاح وإثارة الأزمات.

التصريحات المنفلتة التي نُقلت عن مسؤولين لبنانيين تسببت في أزمة بين لبنان ودول الخليج، ولكن لهذه الأزمة أبعاد أعمق من مجرد تبريرها بزلات الألسن أو إساءة التعبير، فخلفها يتجدد السؤال، من يتحدث باسم لبنان هل التصريحات أو حتى التسريبات التي تصدر عن الوزراء تمثل صوت لبنان، أم أن صوت أعضاء الحكومة ليس إلا أصداء لأحزابهم وتياراتهم، والأهم من ذلك من يحصد الامتيازات والأموال الآتية للشعب اللبناني.

فؤاد السنيورة رئيس الوزراء اللبناني الأسبق قال للزميلة منتهى الرمحي في حلقة جديدة من برنامج البعد الآخر إن تصريحات الوزراء يجب أن تكون منسجمة مع المصالح اللبنانية العليا فليس مفروضا أن يفتح كل وزير دولة لحسابه ويعبر عن آرائه الشخصية، وعلى أي وزير أن يستقيل إذا عرض المصلحة العليا للدولة للخطر خاصة أن التصريحات المسيئة ليست هفوة فالهفوة تحدث مرة ولا تتكرر.

وقال السنيورة إنه كان شاهدا على حجم المساعدات التي قدمتها السعودية للبنان عقب الدمار الكبير الذي حدث عام 2006، حيث كانت البنية التحتية مدمرة بسبب مغامرة حزب الله، وتم تدمير أكثر من 115 ألف وحدة سكنية بسبب القصف الإسرائيلي، ولكن بعد الحرب بشهرين استطعنا إعادة التلاميذ للمدارس بفضل الدعم الخليجي، وأعدنا بناء 115 ألف وحدة سكنية وكان للسعودية أكبر نصيب من تمويلها، والأهم من ذلك أن الدعم المالي السعودي الكبير لم يفرق يوما بين لبناني وآخر حسب الطائفة أو المذهب أو الانتماء فكثير من هذه المساعدات السعودية تم توجيهها لمناطق حزب الله التي دمرت في الضاحية وجنوب لبنان.