في زيارة استطلاعية لسبر الموقف اللبناني من الأزمة الدبلوماسية الخطيرة مع دول الخليج وسبل معالجتها، حطَّ الأمين العام المساعد لجامعة الدول العربية حسام زكي في بيروت، في جولة اقتصرت على الرؤساء الثلاثة، ميشال عون، نجيب ميقاتي، ونبيه برّي، دون أن تكون هناك أي مبادرة من الجامعة لحل الأزمة.
أهم ما أعلنه زكي إثر لقاءاته مع المسؤولين تأكيده الاتصالات مع السعوديين قبل حضوره إلى بيروت، وحديثه عن «ثقب في الباب نستطيع أن نمر منه».
مصادر حكومية لبنانية تحدثت عن مسعًى حمله زكي إلى بيروت، لا يرقى لمستوى المبادرة، بعد مناقشته مع الأمين العام لجامعة الدول العربية، وهو محصلة اتصالات أجرتها الجامعة على خط الأزمة.
وفي حين لم توضح المصادر فحوى المسعى العربي إلا أنها ألمحت إلى مطلب إقالة وزير الإعلام جورج قرداحي كمدخل للحلِّ مع السعودية، وهو ما نقله زكي للرؤساء الثلاثة، ملمحاً إلى أن المملكة لن تستجيب لأي مسعى قبل استقالة قرداحي، طالباً الفصل بين ملف قرداحي وملف العلاقات مع «حزب الله».
ويبدو الإصرار العربي والدولي على وجوب تطويق مضاعفات الأزمة وتداعياتها الكارثية على لبنان والوضع الداخلي المتدحرج واضحاً، بعد أن بلغ منسوب المخاوف الأمنية أُوُجَّه، وسيدخل على خط الوساطات وزير خارجية قطر الذي يزور بيروت الأسبوع المقبل.
زكي أكد أن المسألة «أبعد من توصيف وزير لما يحصل في اليمن»، مشيراً إلى أن «المصلحة اللبنانية والخليجية، هي هدف جامعة الدول العربية وسبيلنا للتوصل إلى مخرج لهذا الوضع». وأكد أن «الحوار مع رئيس الجمهورية ميشال عون كان صريحاً كالعادة، ووجدنا ثقباً في الباب نُحاول أن نمرّ منه، وكان يمكن لهذه الأزمة ألا تكون، ولكن حصلت تطورات، والأزمة أخذت منحًى آخر». وأضاف أن الأغلبية تعلم كيف هي الطريق لحل الأزمة السعودية ـــ اللبنانية لكن لم يتقدم أحد بخطوة واحدة.
ولفت زكي إلى أنه «سيكون هناك شكل عامّ للمسار الذي سيسير فيه وستكون الأمور إيجابية». وكشف، أنه «إذا احتاج الأمر زيارة إلى السعودية، فإنه سيقوم بذلك». وختم قائلاً: «يجب أن نشعر أن هناك حلحلة في الأزمة حتى ننتقل إلى المرحلة المقبلة من الحل».
في حين ابلغ عون زكي أن «لبنان حريص على إقامة أفضل العلاقات مع الدول العربية، ولا سيما المملكة العربية السعودية ودول الخليج»، لافتاً إلى «ضرورة الفصل بين مواقف الدولة اللبنانية وبين ما يمكن أن يصدر عن أفراد أو جماعات».
إشكاليات كثيرة
ومن السراي الحكومي أكد زكي أهمية العلاقات بين لبنان ودول الخليج بالنسبة للطرفين. ولفت عقب اجتماعه برئيس الحكومة نجيب ميقاتي إلى أنه «قبل قدومنا، لم يكن هناك جهد لرأب الصدع، وهذه مبادرة لوضع الأمور في مسارها الصحيح. معلنًا أن هناك اتصالات مع السعودية قبل زيارة لبنان».
وعند سؤاله إذا كانت الزيارة تحل مكان المبادرة القطرية، اعتبر زكي أنه «ليست لها علاقة، وكل جهد عربي يسهم في حل هذه الأزمة نحن نرحب به». ولفت الى انه كان يمكن لهذه الأزمة أن يتم احتواؤها منذ البداية، لكنها أخذت منحى آخر بعد حصول تطورات.
ولفت، بعد لقائه وزير الخارجية عبدالله بوحبيب، عند سؤاله إن كانت تصريحات وزير الإعلام جورج قرداحي تسببت في الأزمة، إلى أن «المسألة أبعد من توصيف للحرب، وما قيل موقف متكامل للوضع في اليمن، وما قيل كان أمرًا نظرت إليه السعودية بأنه مسيء وخارج عن الموقف العربي، والحديث حول أن المسألة بسيطة.. لا.. هي ليست كذلك، وهي أهم من أن نتعامل معها بشكل فيه استخفاف، وكل الأمور تحتاج إلى جهد».
التقى زكي أيضاً في عين التينة رئيس مجلس النواب نبيه بري، واعتبر أن العلاقات العربية - العربية يجب أن تكون إيجابية وجيدة، ومسألة استقالة قرداحي كان يمكن أن تنزع فتيل الأزمة من البداية. وأضاف زكي أن انعقاد الجلسات الحكومية له مسار وهو معطّل منذ فترة لأسباب معروفة، ونسأل: هل ستزول هذه الأسباب قريباً؟ هناك علامات استفهام حول هذا الموضوع، والتركيز هو في أزمة لبنان مع الخليج.
منحى تصاعدي
المحلل السياسي سيمون ابوفاضل رأى في حديثه لـ القبس أن إمكان وصول المسعى العربي الى فتح ثغرة في جدار الازمة هو من إنشائيات الجامعة العربية، في حين أن المعطيات والأجواء كلها توحي بمنحى تصاعدي ولا أفق لمخرج قريباً.
ورأى أبو فاضل أن تحرُّك وفد الجامعة العربية هو تحرُّك طبيعي، لكنه «متأخر» لمعالجة أزمة تتخطى النطاق العربي، وتبدأ بالعلاقات الإيرانية ـــ الأميركية وملف المفاوضات النووية وتداعياته على الساحة الداخلية اللبنانية.
ولفت إلى أن انفجار الأزمة الدبلوماسية بين السعودية ولبنان هو أحد تداعيات هذا النزاع.. وجوهر الأزمة يتخطى تصريح قرداحي، وهو مسار تراكمي بدأ بمواقف رئاسة الجمهورية إلى حكومة ميقاتي الخارجة عن أي غطاء عربي وانتهاء بحزب الله.
ورأى أبوفاضل أن لبنان لا يملك أي أوراق يمكن أن يقدمها لتخفيف الاحتقان الخليجي تجاهه، ولا معطًى عن أي تقدم في اتجاه الحل، فلا السلطة اللبنانية ولا حزب الله أسهما في تخفيف حدة الأزمة مراعاةً لدول الخليج، ويواصل حزب الله تدريب الحوثيين وإرسال الخلايا إلى الدول العربية، في حين الدولة لا تحرك ساكناً.
جولة بروتوكولية
بدوره، استبعد الكاتب الصحافي عماد شدياق ان تصل جولة حسام زكي الى مكان، مبرراً ذلك بأن المطلوب ببساطة مبادرة حسن نية من الجانب اللبناني باستقالة أو إقالة الوزير قرداحي، وحتى الساعة هذه المسألة غير متاحة.
وسأل شدياق إذا كان حزب الله لم يسلف نجيب ميقاتي الذي يرأس حكومة «حزب الله» ومحوره هذه الورقة فلماذا يسلفها لجامعة الدول العربية؟
إذاً هي مجرد جولة بروتوكولية من ضمن مهام جامعة الدول العربية في النزاع بين دولتين عربيتين، بحسب شدياق الذي يرى فيها إشارة تمايز مصري عن الموقف الخليجي. فالمصريون لم يذهبوا بالتصعيد.
ويرى شدياق أن الأجواء لا توحي بانفراج وشيك بعكس كل المؤشرات التي تدل أن الازمة مستمرة الى وقت طويل.
الخطة والصندوق
اقتصاديا، وفيما الحكومة مشلولة، أكد ميقاتي أن المحادثات الأولية مع صندوق النقد الدولي تسير بشكل جيد، مشيراً إلى أن لبنان قدم أرقاماً موحدة لصندوق النقد. ولفت إلى أن المفاوضات تسير في الاتجاه الصحيح، كاشفاً أنه قريباً سيكون للبنان ورقة تفاهم معه.
أهم ما أعلنه زكي إثر لقاءاته مع المسؤولين تأكيده الاتصالات مع السعوديين قبل حضوره إلى بيروت، وحديثه عن «ثقب في الباب نستطيع أن نمر منه».
مصادر حكومية لبنانية تحدثت عن مسعًى حمله زكي إلى بيروت، لا يرقى لمستوى المبادرة، بعد مناقشته مع الأمين العام لجامعة الدول العربية، وهو محصلة اتصالات أجرتها الجامعة على خط الأزمة.
وفي حين لم توضح المصادر فحوى المسعى العربي إلا أنها ألمحت إلى مطلب إقالة وزير الإعلام جورج قرداحي كمدخل للحلِّ مع السعودية، وهو ما نقله زكي للرؤساء الثلاثة، ملمحاً إلى أن المملكة لن تستجيب لأي مسعى قبل استقالة قرداحي، طالباً الفصل بين ملف قرداحي وملف العلاقات مع «حزب الله».
ويبدو الإصرار العربي والدولي على وجوب تطويق مضاعفات الأزمة وتداعياتها الكارثية على لبنان والوضع الداخلي المتدحرج واضحاً، بعد أن بلغ منسوب المخاوف الأمنية أُوُجَّه، وسيدخل على خط الوساطات وزير خارجية قطر الذي يزور بيروت الأسبوع المقبل.
زكي أكد أن المسألة «أبعد من توصيف وزير لما يحصل في اليمن»، مشيراً إلى أن «المصلحة اللبنانية والخليجية، هي هدف جامعة الدول العربية وسبيلنا للتوصل إلى مخرج لهذا الوضع». وأكد أن «الحوار مع رئيس الجمهورية ميشال عون كان صريحاً كالعادة، ووجدنا ثقباً في الباب نُحاول أن نمرّ منه، وكان يمكن لهذه الأزمة ألا تكون، ولكن حصلت تطورات، والأزمة أخذت منحًى آخر». وأضاف أن الأغلبية تعلم كيف هي الطريق لحل الأزمة السعودية ـــ اللبنانية لكن لم يتقدم أحد بخطوة واحدة.
ولفت زكي إلى أنه «سيكون هناك شكل عامّ للمسار الذي سيسير فيه وستكون الأمور إيجابية». وكشف، أنه «إذا احتاج الأمر زيارة إلى السعودية، فإنه سيقوم بذلك». وختم قائلاً: «يجب أن نشعر أن هناك حلحلة في الأزمة حتى ننتقل إلى المرحلة المقبلة من الحل».
في حين ابلغ عون زكي أن «لبنان حريص على إقامة أفضل العلاقات مع الدول العربية، ولا سيما المملكة العربية السعودية ودول الخليج»، لافتاً إلى «ضرورة الفصل بين مواقف الدولة اللبنانية وبين ما يمكن أن يصدر عن أفراد أو جماعات».
إشكاليات كثيرة
ومن السراي الحكومي أكد زكي أهمية العلاقات بين لبنان ودول الخليج بالنسبة للطرفين. ولفت عقب اجتماعه برئيس الحكومة نجيب ميقاتي إلى أنه «قبل قدومنا، لم يكن هناك جهد لرأب الصدع، وهذه مبادرة لوضع الأمور في مسارها الصحيح. معلنًا أن هناك اتصالات مع السعودية قبل زيارة لبنان».
وعند سؤاله إذا كانت الزيارة تحل مكان المبادرة القطرية، اعتبر زكي أنه «ليست لها علاقة، وكل جهد عربي يسهم في حل هذه الأزمة نحن نرحب به». ولفت الى انه كان يمكن لهذه الأزمة أن يتم احتواؤها منذ البداية، لكنها أخذت منحى آخر بعد حصول تطورات.
ولفت، بعد لقائه وزير الخارجية عبدالله بوحبيب، عند سؤاله إن كانت تصريحات وزير الإعلام جورج قرداحي تسببت في الأزمة، إلى أن «المسألة أبعد من توصيف للحرب، وما قيل موقف متكامل للوضع في اليمن، وما قيل كان أمرًا نظرت إليه السعودية بأنه مسيء وخارج عن الموقف العربي، والحديث حول أن المسألة بسيطة.. لا.. هي ليست كذلك، وهي أهم من أن نتعامل معها بشكل فيه استخفاف، وكل الأمور تحتاج إلى جهد».
التقى زكي أيضاً في عين التينة رئيس مجلس النواب نبيه بري، واعتبر أن العلاقات العربية - العربية يجب أن تكون إيجابية وجيدة، ومسألة استقالة قرداحي كان يمكن أن تنزع فتيل الأزمة من البداية. وأضاف زكي أن انعقاد الجلسات الحكومية له مسار وهو معطّل منذ فترة لأسباب معروفة، ونسأل: هل ستزول هذه الأسباب قريباً؟ هناك علامات استفهام حول هذا الموضوع، والتركيز هو في أزمة لبنان مع الخليج.
منحى تصاعدي
المحلل السياسي سيمون ابوفاضل رأى في حديثه لـ القبس أن إمكان وصول المسعى العربي الى فتح ثغرة في جدار الازمة هو من إنشائيات الجامعة العربية، في حين أن المعطيات والأجواء كلها توحي بمنحى تصاعدي ولا أفق لمخرج قريباً.
ورأى أبو فاضل أن تحرُّك وفد الجامعة العربية هو تحرُّك طبيعي، لكنه «متأخر» لمعالجة أزمة تتخطى النطاق العربي، وتبدأ بالعلاقات الإيرانية ـــ الأميركية وملف المفاوضات النووية وتداعياته على الساحة الداخلية اللبنانية.
ولفت إلى أن انفجار الأزمة الدبلوماسية بين السعودية ولبنان هو أحد تداعيات هذا النزاع.. وجوهر الأزمة يتخطى تصريح قرداحي، وهو مسار تراكمي بدأ بمواقف رئاسة الجمهورية إلى حكومة ميقاتي الخارجة عن أي غطاء عربي وانتهاء بحزب الله.
ورأى أبوفاضل أن لبنان لا يملك أي أوراق يمكن أن يقدمها لتخفيف الاحتقان الخليجي تجاهه، ولا معطًى عن أي تقدم في اتجاه الحل، فلا السلطة اللبنانية ولا حزب الله أسهما في تخفيف حدة الأزمة مراعاةً لدول الخليج، ويواصل حزب الله تدريب الحوثيين وإرسال الخلايا إلى الدول العربية، في حين الدولة لا تحرك ساكناً.
جولة بروتوكولية
بدوره، استبعد الكاتب الصحافي عماد شدياق ان تصل جولة حسام زكي الى مكان، مبرراً ذلك بأن المطلوب ببساطة مبادرة حسن نية من الجانب اللبناني باستقالة أو إقالة الوزير قرداحي، وحتى الساعة هذه المسألة غير متاحة.
وسأل شدياق إذا كان حزب الله لم يسلف نجيب ميقاتي الذي يرأس حكومة «حزب الله» ومحوره هذه الورقة فلماذا يسلفها لجامعة الدول العربية؟
إذاً هي مجرد جولة بروتوكولية من ضمن مهام جامعة الدول العربية في النزاع بين دولتين عربيتين، بحسب شدياق الذي يرى فيها إشارة تمايز مصري عن الموقف الخليجي. فالمصريون لم يذهبوا بالتصعيد.
ويرى شدياق أن الأجواء لا توحي بانفراج وشيك بعكس كل المؤشرات التي تدل أن الازمة مستمرة الى وقت طويل.
الخطة والصندوق
اقتصاديا، وفيما الحكومة مشلولة، أكد ميقاتي أن المحادثات الأولية مع صندوق النقد الدولي تسير بشكل جيد، مشيراً إلى أن لبنان قدم أرقاماً موحدة لصندوق النقد. ولفت إلى أن المفاوضات تسير في الاتجاه الصحيح، كاشفاً أنه قريباً سيكون للبنان ورقة تفاهم معه.