سكاي نيوز عربية
من أجل توفير لقمة عيشه، يحمل خضر دلوا وممسحة وأدوات تنظيف أخرى، ويجوب شوارع مدن لبنانية عدة بحثا عمن يريد تنظيف منزله، في ظاهرة مستغربة عرفتها البلاد مؤخرا مع تفشي الأزمة الاقتصادية الخانقة.
ويرى اللبنانيون أن الأزمة التي يعيشها بلدهم لم تترك مهنة حكرا على رجل وأخرى على امرأة، فالجميع يريد العمل لتوفير قوت يومه.
ولأول مرة في لبنان، اقتحم الرجال مهنة تنظيف المنازل والمكاتب، ومن بينهم الشاب الثلاثيني خضر أحمد، الذي تحرك فور انتشار عبارة "تعالوا اشتغلوا عنّا (عندنا)" على وسائل التواصل الاجتماعي، يوم تهكمت بعض العاملات الأجنبيات لدى مغادرتهن نحو بلادهن على الحال الذي وصل إليه لبنان.
وكانت تلك العبارة الموجعة كفيلة بإعطاء ابن مدينة طرابلس شمالي لبنان فكرة لبدء عمل جديد، حيث انطلق بعدها في مجال تنظيف البيوت، سواء في مدينته أو بمدن لبنانية أخرى، مسجلا سابقة في هذا النوع من الأعمال.
فبعد أن ضاقت سبل العيش بخضر، وهو رب أسرة يرعى زوجة مريضة وطفلين إضافة إلى والديه، ونتيجة تفشي البطالة في البلاد، قرر الشاب أن يستعين بأدوات تنظيف استعارها من أحد جيرانه بحثا عن لقمة العيش، علما بأنه كان يعمل سابقا على رعاية رجل مسن مريض بمقابل مادي، إلا أن الأخير توفي الصيف الماضي مما أغلق باب الرزق أمامه.
وقال خضر الذي تحدث بفخر وجرأة عن عمله لموقع "سكاي نيوز عربية": "ما نعيشه لم يعد خافيا على أحد، وإذا لم أعمل في هذه المهنة سنجوع أنا وأولادي وأهلي الذين يعيشون بكنفي".
وأضاف: "راودتني الفكرة بعد سماع العبارة الشهيرة التي ضجت بها مواقع التواصل الاجتماعي صيفا، لبعض العاملات الأجنبيات أثناء مغادرتهن مطار بيروت (تعالوا اشتغلوا عنّا)، ورغم أني لم أحصل على شهادة في التمريض فإنني كنت أعتني برجل مسن مقابل بدل مادي لا يكاد يكفيني وعائلتي بالتأكيد، وبعد رحيله لم أعثر على وظيفة".
وتابع: "طرأت لي هذه الفكرة وقلت في نفسي: نعم، لماذا لا أعمل عملهن؟ لا سيما أن هناك أزمة في لبنان في تأمين مساعدات لربات المنازل بعد سفر العدد الأكبر من العاملات الأجنبيات نتيجة ارتفاع سعر صرف الدولار، وعدم تمكن أرباب العمل من دفع أجورهن. لديّ خبرة حيث كنت أساعد والدتي وزوجتي في تنظيف البيت، فلم أجد صعوبة في ذلك".
بداية القصة
نشر خضر رقم هاتفه في أماكن عدة، من طرابلس شمالا وجونية والعاصمة بيروت إلى صيدا جنوبا، حيث "لا يهم المكان، المهم أن أعمل"، حسبما قال لموقع "سكاي نيوز عربية"، وأردف: "لا تعيقني المسافات. أتوجه لتنظيف البيوت خصوصا في بيروت".
وقال: "صار عندي العديد من الزبائن. أحرص على العمل لدى عائلات منفتحة كيلا أقع في مشاكل، وأحيانا يكون رد فعل السيدات إيجابيا عندما يساعدهن رجل في ترتيب المنازل، خصوصا فيما يتعلق بشراء الخضر والأغراض الأخرى من السوق، فأنا لا أكتفي بتنظيف السجاد والزجاج والأرض فحسب بل أشتري من السوق ما يحتاجه منزل طالب الخدمة".
وعن موقف زوجته من مهنته أجاب: "لا مشكلة لديها، طالما أؤمن معيشتنا يوميا بالحلال".
وأضاف خضر: "فرضت الأوضاع على اللبنانيين تجاوز قاعدة اقتصار المهن على الرجال أو النساء. أصبح الأساس كيفية تأمين المال بشرف وكرامة وعدم مد اليد لأحد".
ولم يتمكن خضر من إكمال دراسته بسبب الظروف المادية لوالديه، وهو يعتني بهما كما بزوجته وطفليه، فـ"ما يهمني ألا يحتاجوا أحدا غيري".
ويتمنى خضر العثور على وظيفة محترمة براتب شهري جيد وثابت، بدلا من دخل المهنة التي طرق بابها حيث يقول إنه غير كاف، ويضيف: "يسابقني ارتفاع سعر وغلاء المحروقات. أحيانا أضطر للسير على قدميّ لكي أصل إلى منزل المخدومين".
وختم حديثه بالقول: "أفتخر بعملي، وهذه المهنة تؤمن لي معيشتي بكرامتي ولا أمد يدي لأحد. نصيحتي للشباب: لا تجلسوا مكتوفي الأيدي، وقوموا بالعمل مهما كان صغيرا فالمهنة شرف وفخر".
من أجل توفير لقمة عيشه، يحمل خضر دلوا وممسحة وأدوات تنظيف أخرى، ويجوب شوارع مدن لبنانية عدة بحثا عمن يريد تنظيف منزله، في ظاهرة مستغربة عرفتها البلاد مؤخرا مع تفشي الأزمة الاقتصادية الخانقة.
ويرى اللبنانيون أن الأزمة التي يعيشها بلدهم لم تترك مهنة حكرا على رجل وأخرى على امرأة، فالجميع يريد العمل لتوفير قوت يومه.
ولأول مرة في لبنان، اقتحم الرجال مهنة تنظيف المنازل والمكاتب، ومن بينهم الشاب الثلاثيني خضر أحمد، الذي تحرك فور انتشار عبارة "تعالوا اشتغلوا عنّا (عندنا)" على وسائل التواصل الاجتماعي، يوم تهكمت بعض العاملات الأجنبيات لدى مغادرتهن نحو بلادهن على الحال الذي وصل إليه لبنان.
وكانت تلك العبارة الموجعة كفيلة بإعطاء ابن مدينة طرابلس شمالي لبنان فكرة لبدء عمل جديد، حيث انطلق بعدها في مجال تنظيف البيوت، سواء في مدينته أو بمدن لبنانية أخرى، مسجلا سابقة في هذا النوع من الأعمال.
فبعد أن ضاقت سبل العيش بخضر، وهو رب أسرة يرعى زوجة مريضة وطفلين إضافة إلى والديه، ونتيجة تفشي البطالة في البلاد، قرر الشاب أن يستعين بأدوات تنظيف استعارها من أحد جيرانه بحثا عن لقمة العيش، علما بأنه كان يعمل سابقا على رعاية رجل مسن مريض بمقابل مادي، إلا أن الأخير توفي الصيف الماضي مما أغلق باب الرزق أمامه.
وقال خضر الذي تحدث بفخر وجرأة عن عمله لموقع "سكاي نيوز عربية": "ما نعيشه لم يعد خافيا على أحد، وإذا لم أعمل في هذه المهنة سنجوع أنا وأولادي وأهلي الذين يعيشون بكنفي".
وأضاف: "راودتني الفكرة بعد سماع العبارة الشهيرة التي ضجت بها مواقع التواصل الاجتماعي صيفا، لبعض العاملات الأجنبيات أثناء مغادرتهن مطار بيروت (تعالوا اشتغلوا عنّا)، ورغم أني لم أحصل على شهادة في التمريض فإنني كنت أعتني برجل مسن مقابل بدل مادي لا يكاد يكفيني وعائلتي بالتأكيد، وبعد رحيله لم أعثر على وظيفة".
وتابع: "طرأت لي هذه الفكرة وقلت في نفسي: نعم، لماذا لا أعمل عملهن؟ لا سيما أن هناك أزمة في لبنان في تأمين مساعدات لربات المنازل بعد سفر العدد الأكبر من العاملات الأجنبيات نتيجة ارتفاع سعر صرف الدولار، وعدم تمكن أرباب العمل من دفع أجورهن. لديّ خبرة حيث كنت أساعد والدتي وزوجتي في تنظيف البيت، فلم أجد صعوبة في ذلك".
بداية القصة
نشر خضر رقم هاتفه في أماكن عدة، من طرابلس شمالا وجونية والعاصمة بيروت إلى صيدا جنوبا، حيث "لا يهم المكان، المهم أن أعمل"، حسبما قال لموقع "سكاي نيوز عربية"، وأردف: "لا تعيقني المسافات. أتوجه لتنظيف البيوت خصوصا في بيروت".
وقال: "صار عندي العديد من الزبائن. أحرص على العمل لدى عائلات منفتحة كيلا أقع في مشاكل، وأحيانا يكون رد فعل السيدات إيجابيا عندما يساعدهن رجل في ترتيب المنازل، خصوصا فيما يتعلق بشراء الخضر والأغراض الأخرى من السوق، فأنا لا أكتفي بتنظيف السجاد والزجاج والأرض فحسب بل أشتري من السوق ما يحتاجه منزل طالب الخدمة".
وعن موقف زوجته من مهنته أجاب: "لا مشكلة لديها، طالما أؤمن معيشتنا يوميا بالحلال".
وأضاف خضر: "فرضت الأوضاع على اللبنانيين تجاوز قاعدة اقتصار المهن على الرجال أو النساء. أصبح الأساس كيفية تأمين المال بشرف وكرامة وعدم مد اليد لأحد".
ولم يتمكن خضر من إكمال دراسته بسبب الظروف المادية لوالديه، وهو يعتني بهما كما بزوجته وطفليه، فـ"ما يهمني ألا يحتاجوا أحدا غيري".
ويتمنى خضر العثور على وظيفة محترمة براتب شهري جيد وثابت، بدلا من دخل المهنة التي طرق بابها حيث يقول إنه غير كاف، ويضيف: "يسابقني ارتفاع سعر وغلاء المحروقات. أحيانا أضطر للسير على قدميّ لكي أصل إلى منزل المخدومين".
وختم حديثه بالقول: "أفتخر بعملي، وهذه المهنة تؤمن لي معيشتي بكرامتي ولا أمد يدي لأحد. نصيحتي للشباب: لا تجلسوا مكتوفي الأيدي، وقوموا بالعمل مهما كان صغيرا فالمهنة شرف وفخر".