هالة من الأساطير يحيط بها الحوثي قيادات تستبطن حربا نفسية تزرع الوهم في عقول أنصار المليشيات الإرهابية عبر خرافة التأييد الإلهي وحتمية الانتصار.
وبدأ الحوثي هذا النهج منذ أعوام الحرب ضدها في 2004، أي إبان حروب التمرد في صعدة والتي خاضها الجيش اليمني ضد المليشيات، وكانت أولى الحروب تلك التي تم فيها القضاء على مؤسس الجماعة وزعيمها الروحي حسين الحوثي.
وإلى جانب ذلك، تغذي مليشيات الحوثي عقول أنصارها بخرافة التأييد الإلهي وحتمية الانتصار في الحرب، مدعية أن زعيمها قائد يحظى بقداسة لم يحصل عليها أحد قبله، ستفتح له أبواب النصر في اليمن ليسود الأمة الإسلامية كلها، بحسب خرافة "الاصطفاء لتمثيل السماء".
وبالإضافة لزعيمها، هناك قيادات تعتبرها مليشيات الحوثي أسطورية ومؤيدة بكرامات تحميها من الهزيمة، منها قائد ما يسمى المنطقة الخامسة المدعو يوسف المداني، وقائد ما يسمى بالمنطقة العسكرية الرابعة للمليشيات المدعو أبونصر الشعف عبداللطيف المهدي.
ويقود المداني والمهدي، وهما الأكثر التصاقا بالحرس الثوري الإيراني، مليشيات الحوثي على مساحة جغرافية تمتد من سواحل ميدي شمالا إلى جبال ذمار على الجانب الغربي لليمن، وتشمل هذه المساحة سواحل البحر الأحمر و8 محافظات يمنية.
وعين المهدي عقب الهزيمة النكراء التي تلقاها القيادي الحوثي أبوعلي الحاكم في مناطق جنوب اليمن حين حرر التحالف العربي والقوات الجنوبية عدن ولحج وأبين بينما كانت الضالع قد تحررت سابقا.
فيما عين المداني المرتبط حينها بقائد فيلق القدس قاسم سليماني، بهدف الحفاظ على السواحل الغربية تحت سيطرة المليشيات عقب تحرير محافظات الجنوب.
أسطورة الجرادي
التحالف العربي لدعم الشرعية في اليمن، والقوات المشتركة، أسقطا أسطورة التميز الحوثية بالميدان في عام 2018، غير أن اتفاق ستوكهولم شكل جدارا سميكا لحماية المليشيات من الهزيمة بعد أن كانت القوات المشتركة داخل بوابات مدينة الحديدة في معركة مشهودة كادت تكتب الفصل الأخير من الانقلاب.
وخلال معركة الساحل الغربي في 2018، عززت المليشيات الحوثية مجاميعها الإرهابية بتشكيلات ما يسمى "القوات الخاصة"، وهي وحدة عسكرية ترتبط مباشرة بزعيم المليشيات ولا تدخل المعركة إلا لظروف قاهرة ميدانيا، وكان التعزيز لمنع هزيمة قائد المنطقة الخامسة المدعو "المداني" والذي كان حينها يترنح لولا وقف المعركة بسبب اتفاق ستوكهولم.
وبحسب مصادر أمنية لـ"العين الإخبارية"، فإن هذه التشكيلات الحوثية كان يقودها حينها المدعو "أبوشهيد الجرادي، مسؤول الحمايه الخاصة بزعيم المليشيات، وهو من القيادات التي نسجت حولها المليشيات أساطير وحكايات تتجاوز العقل والمنطق.
والجرادي هو ذاته من قاد المعركة ضد الرئيس اليمني الراحل علي صالح في صنعاء بحسب شهادات حوثية بثت لاحقا بعد مقتله عن المعركة في صنعاء.
كما قاد الجرادي عملية انتحارية على الخط الساحلي للحديدة قتل فيها الكثير من أفراد فريقه وتشتت قواته تحت ضربات قوات العمالقة والتحالف، ليجد نفسه تائها على دراجه نارية بين مجموعة من مقاتلي ألوية العمالقة الذين كتبوا نهاية أسطورته الكاذبة في 2018 والتي ضخمتها المليشيات لإنقاذ القيادي "المداني" لكنه لم يجد من ينقذه.
إرث من الخرافات
تغذي المليشيات الحوثية عقول مسلحيها وأنصارها بأفكار وخرافات بالية تستند فيها إلى إرث ثقافي وديني مزيف، وذلك لبناء شخصية المقاتل الخانع الذي ينفذ كل ما يطلب منه حد الموت، من أجل أن يعيش قادة المليشيات وزعيمها باعتبارهم يتحركون بأوامر سماوية، وهذا التبجيل لا يقتصر على مسلحين غير متعلمين، وإنما يصدر عن قيادات حوثية وعناصر تملك مؤهلات تعليمية عليا.
وبالخرافة والأساطير، تدفع مليشيات الحوثي الآلاف من الشباب والأطفال إلى الجبهات ليقدموا أرواحهم نيابة عمن يدعون أنهم ورثة النبي محمد مستغلة الجهل في مناطق القبائل، بحسب خبراء يمنيين لـ"العين الإخبارية".
ولعل أكثر ما تخشاه قيادات المليشيات هو كسر صنمية الفرد التي تعمل على بنائها منذ نحو ربع قرن من الزمن، ليقينها بأن تخلي عناصرها عن الإيمان بكذبة التأييد السماوي في الميدان وبأسطورة القائد الذي لا يقهر، يشكل أولى مراحل الانهيار لبنية المليشيات وهيكلها المسنود أساسا بالمؤمنين بخرافة تميزها السلالي وزيف تفرد قادتها.
وبعودة القوات المشتركة إلى مسرح المواجهة العسكرية ضد مجاميع المليشيات، فإن أيام المعركة الأولى مؤخرا كانت كفيلة بنسف أسطورة يوسف المداني وعبد اللطيف المهدي وهما من حاشية زعيم المليشيات الحالي وعناصر الخلية الأولى لمؤسسها الهالك حسين الحوثي.
ومن المقرر أن تعمل مليشيات الحوثي خلال الأيام المقبلة على مواجهة أخبار الهزيمة وانكسار قياداتها الكبيرة بالحديث عن دخول قوات النخبة إلى المواجهة والتي يقودها يحيى الرزامي، والأخير هو نفسه قائد مجاميع تعيش على وهم أن زعيم المليشيا الهالك حسين الحوثي لم يقتل وأنه سيعود لقيادة معركة الأمة حسب زعمهم.
ومثلت هزيمة المليشيات في نطاق العسكرية الرابعة غرب تعز والعسكرية الخامسة بحيس والجراحي وجبل رأس جنوب الحديدة، ضربة مزدوجة استهدفت أبرز قادة الحوثيين بالميدان حاليا، ومن شأن هذه الهزائم أن تمهد لانكسارات لاحقة تتجاوز الجانب العسكري إلى ضرب معنويات عناصر المليشيات المدعومة إيرانيا.
وبدأ الحوثي هذا النهج منذ أعوام الحرب ضدها في 2004، أي إبان حروب التمرد في صعدة والتي خاضها الجيش اليمني ضد المليشيات، وكانت أولى الحروب تلك التي تم فيها القضاء على مؤسس الجماعة وزعيمها الروحي حسين الحوثي.
وإلى جانب ذلك، تغذي مليشيات الحوثي عقول أنصارها بخرافة التأييد الإلهي وحتمية الانتصار في الحرب، مدعية أن زعيمها قائد يحظى بقداسة لم يحصل عليها أحد قبله، ستفتح له أبواب النصر في اليمن ليسود الأمة الإسلامية كلها، بحسب خرافة "الاصطفاء لتمثيل السماء".
وبالإضافة لزعيمها، هناك قيادات تعتبرها مليشيات الحوثي أسطورية ومؤيدة بكرامات تحميها من الهزيمة، منها قائد ما يسمى المنطقة الخامسة المدعو يوسف المداني، وقائد ما يسمى بالمنطقة العسكرية الرابعة للمليشيات المدعو أبونصر الشعف عبداللطيف المهدي.
ويقود المداني والمهدي، وهما الأكثر التصاقا بالحرس الثوري الإيراني، مليشيات الحوثي على مساحة جغرافية تمتد من سواحل ميدي شمالا إلى جبال ذمار على الجانب الغربي لليمن، وتشمل هذه المساحة سواحل البحر الأحمر و8 محافظات يمنية.
وعين المهدي عقب الهزيمة النكراء التي تلقاها القيادي الحوثي أبوعلي الحاكم في مناطق جنوب اليمن حين حرر التحالف العربي والقوات الجنوبية عدن ولحج وأبين بينما كانت الضالع قد تحررت سابقا.
فيما عين المداني المرتبط حينها بقائد فيلق القدس قاسم سليماني، بهدف الحفاظ على السواحل الغربية تحت سيطرة المليشيات عقب تحرير محافظات الجنوب.
أسطورة الجرادي
التحالف العربي لدعم الشرعية في اليمن، والقوات المشتركة، أسقطا أسطورة التميز الحوثية بالميدان في عام 2018، غير أن اتفاق ستوكهولم شكل جدارا سميكا لحماية المليشيات من الهزيمة بعد أن كانت القوات المشتركة داخل بوابات مدينة الحديدة في معركة مشهودة كادت تكتب الفصل الأخير من الانقلاب.
وخلال معركة الساحل الغربي في 2018، عززت المليشيات الحوثية مجاميعها الإرهابية بتشكيلات ما يسمى "القوات الخاصة"، وهي وحدة عسكرية ترتبط مباشرة بزعيم المليشيات ولا تدخل المعركة إلا لظروف قاهرة ميدانيا، وكان التعزيز لمنع هزيمة قائد المنطقة الخامسة المدعو "المداني" والذي كان حينها يترنح لولا وقف المعركة بسبب اتفاق ستوكهولم.
وبحسب مصادر أمنية لـ"العين الإخبارية"، فإن هذه التشكيلات الحوثية كان يقودها حينها المدعو "أبوشهيد الجرادي، مسؤول الحمايه الخاصة بزعيم المليشيات، وهو من القيادات التي نسجت حولها المليشيات أساطير وحكايات تتجاوز العقل والمنطق.
والجرادي هو ذاته من قاد المعركة ضد الرئيس اليمني الراحل علي صالح في صنعاء بحسب شهادات حوثية بثت لاحقا بعد مقتله عن المعركة في صنعاء.
كما قاد الجرادي عملية انتحارية على الخط الساحلي للحديدة قتل فيها الكثير من أفراد فريقه وتشتت قواته تحت ضربات قوات العمالقة والتحالف، ليجد نفسه تائها على دراجه نارية بين مجموعة من مقاتلي ألوية العمالقة الذين كتبوا نهاية أسطورته الكاذبة في 2018 والتي ضخمتها المليشيات لإنقاذ القيادي "المداني" لكنه لم يجد من ينقذه.
إرث من الخرافات
تغذي المليشيات الحوثية عقول مسلحيها وأنصارها بأفكار وخرافات بالية تستند فيها إلى إرث ثقافي وديني مزيف، وذلك لبناء شخصية المقاتل الخانع الذي ينفذ كل ما يطلب منه حد الموت، من أجل أن يعيش قادة المليشيات وزعيمها باعتبارهم يتحركون بأوامر سماوية، وهذا التبجيل لا يقتصر على مسلحين غير متعلمين، وإنما يصدر عن قيادات حوثية وعناصر تملك مؤهلات تعليمية عليا.
وبالخرافة والأساطير، تدفع مليشيات الحوثي الآلاف من الشباب والأطفال إلى الجبهات ليقدموا أرواحهم نيابة عمن يدعون أنهم ورثة النبي محمد مستغلة الجهل في مناطق القبائل، بحسب خبراء يمنيين لـ"العين الإخبارية".
ولعل أكثر ما تخشاه قيادات المليشيات هو كسر صنمية الفرد التي تعمل على بنائها منذ نحو ربع قرن من الزمن، ليقينها بأن تخلي عناصرها عن الإيمان بكذبة التأييد السماوي في الميدان وبأسطورة القائد الذي لا يقهر، يشكل أولى مراحل الانهيار لبنية المليشيات وهيكلها المسنود أساسا بالمؤمنين بخرافة تميزها السلالي وزيف تفرد قادتها.
وبعودة القوات المشتركة إلى مسرح المواجهة العسكرية ضد مجاميع المليشيات، فإن أيام المعركة الأولى مؤخرا كانت كفيلة بنسف أسطورة يوسف المداني وعبد اللطيف المهدي وهما من حاشية زعيم المليشيات الحالي وعناصر الخلية الأولى لمؤسسها الهالك حسين الحوثي.
ومن المقرر أن تعمل مليشيات الحوثي خلال الأيام المقبلة على مواجهة أخبار الهزيمة وانكسار قياداتها الكبيرة بالحديث عن دخول قوات النخبة إلى المواجهة والتي يقودها يحيى الرزامي، والأخير هو نفسه قائد مجاميع تعيش على وهم أن زعيم المليشيا الهالك حسين الحوثي لم يقتل وأنه سيعود لقيادة معركة الأمة حسب زعمهم.
ومثلت هزيمة المليشيات في نطاق العسكرية الرابعة غرب تعز والعسكرية الخامسة بحيس والجراحي وجبل رأس جنوب الحديدة، ضربة مزدوجة استهدفت أبرز قادة الحوثيين بالميدان حاليا، ومن شأن هذه الهزائم أن تمهد لانكسارات لاحقة تتجاوز الجانب العسكري إلى ضرب معنويات عناصر المليشيات المدعومة إيرانيا.