عثرت قوات سوريا الديمقراطية وقوات الأمن الكردية، الجمعة، على جثث نحو عشرين من عناصرها، ممن قتلوا على يد تنظيم داعش داخل سجن في شمال شرق سوريا، وفق ما أحصى المرصد السوري لحقوق الانسان.
وتواصل القوات الكردية وحلفاؤها عملية تمشيط أقسام السجن وتفتيشها، بحثا عن عناصر متوارية من التنظيم المتطرف، بعد يومين من إعلانها استعادة "السيطرة الكاملة" على سجن الصناعة (غويران) في مدينة الحسكة (شمالي شرق البلاد).
والأربعاء، أعلنت قوات سوريا الديمقراطية (قسد) عن استعادتها السيطرة على سجن الصناعة بالكامل واستسلام جميع عناصر "داعش" المتواجدين فيه، بعدما تمكنوا من اقتحامه والتمركز داخله لستة أيام.
وشارك أكثر من مئة من مقاتلي التنظيم الموجودين داخل السجن وخارجه، في هجوم منسق بدأ مساء الخميس على المرفق الذي تشرف عليه الإدارة الذاتية الكردية في مدينة الحسكة، في عملية تعد "الأكبر والأعنف" منذ إعلان القضاء على التنظيم في سوريا قبل ثلاث سنوات.
وأفاد المرصد السوري عن عثور القوات العسكرية خلال عمليات التمشيط داخل أبنية السجن على جثث 18 عنصرا ممن قتلهم عناصر التنظيم.
كما أحصى مقتل سبعة من عناصر التنظيم جراء ضربة صاروخية شنتها ليلا طائرة تابعة للتحالف الدولي بقيادة واشنطن على موقع في محيط السجن.
وبذلك، ترتفع حصيلة القتلى داخل السجن وخارجه منذ بدء الهجوم قبل ثمانية أيام الى 260 قتيلا، 180 منهم من التنظيم المتطرف مقابل 73 من قوات الأمن الكردية وقوات سوريا الديمقراطية، إضافة الى سبعة مدنيين، وفق آخر بيانات المرصد، الذي يرجح ارتفاع الحصيلة النهائية مع وجود جثث ومفقودين وعشرات الجرحى في حالات خطرة.
ولا يزال العشرات من مقاتلي التنظيم ما يتحصنون داخل أقبية "يصعب استهدافها جوا أو اقتحامها برا"، بحسب المرصد.
بدوره، قال مدير المرصد، رامي عبد الرحمن، لفرانس برس، الجمعة، إن "القوات العسكرية تراهن على عامل الجوع لاستسلام مسلحي التنظيم". ونقل عن مصادر لم يسمها "مبايعتهم التنظيم حتى الموت ورفضهم الاستسلام تحت أي ظرف".
وأوضح مصدر عسكري في قوات سوريا الديمقراطية، رفض الكشف عن هويته، أن "نحو ستين مقاتلا من التنظيم يتحصنون في قبو وفي طابق يعلوه"، موضحا "نعتقد أنه لا قصر بينهم".
وأضاف: "نوجه لهم نداءات للاستسلام، وقد أمهلناهم مدة من الوقت" لم يحددها لافتا إلى أنه "ما لم يسلموا أنفسهم، فسيتم التعامل معهم بالطرق العسكرية".
وخارج السجن، تواصل قوات سوريا الديمقراطية عمليات تفتيش وتمشيط ضمن أحياء عدة بحثا عن خلايا تابعة للتنظيم.
ودفعت الاشتباكات نحو 45 ألف شخص إلى الفرار من منازلهم في مدينة الحسكة، وفق الأمم المتحدة، ولجأ عدد كبير منهم إلى منازل أقربائهم، بينما وجد المئات ملجأ لهم في مساجد وصالات أفراح في المدينة.