خلص تقرير حديث صادر عن نادي المراسلين الأجانب في الصين FCCC، بشأن الحرية الإعلامية في العام 2021 إلى أن الصحفيين الأجانب يواجهون "عقبات غير مسبوقة" بسبب جهود بكين "لمنع التقارير المستقلة وتشويه سمعتها".
وبحسب موقع "صوت أميركا" فقد أشار التقرير إلى أن "التغطية الإعلامية لشؤون الصين أصبحت تجري عن بعد عقب تزايد عدد الصحفيين الذين أجبرتهم بكين على مغادرة البلاد بسبب الترهيب المفرط أو الطرد المباشر".
وقد وصفت وزارة الخارجية نادي المراسلين الأجانب بأنها "منظمة غير قانونية" وأن بكين "لم تعترف بها قط".
ووفق التقرير الذي صدر في أواخر الشهر الماضي فإن الصحفيون الأجانب يخضعون للمراقبة بشكل روتيني عبر الإنترنت، وفي المدن التي يقيمون فيها لافتا إلى أن إلى السلطات الصينية تشجع على رفع الدعاوى القضائية أو التهديد باتخاذ إجراءات قانونية ضد الإعلاميين الأجانب، منوها أن تلك القضايا يجري رفعها من بعض المصادر التي استعان بها الصحفيون بعد فترة طويلة من موافقتهم على إجراء مقابلات أو الإدلاء بتصريحات.
ونقل التقرير عن رئيس مكتب بكين لمجلة الإيكونوميست، ديفيد ريني قوله: "في الماضي، كانت الأدوات الرئيسية المستخدمة للتحكم في وسائل الإعلام تتضمن قيودًا على الوصول، أو وضع قائمة سوداء من الأحداث، أو مشاكل تتعلق بالبطاقات الصحفية والتأشيرات، ولكن القانون الجديد (المتعلق بالمحاكمات والدعاوى) مقلق ".
ونبه التقرير إن المراسلين الأجانب غير القادرين على البقاء في الصين قد انتقلوا للعمل من تايوان وسنغافورة وسيدني ولندن، وذلك بعد أن أصبحت هونغ كونغ خيارًا غير جذابا بسبب حملة بكين القمعية على الصحافة بموجب قانون الأمن القومي الصادر في العام 2020، والذي جرى استغلاله على نطاق واسع لاعتقال وسجن الصحفيين المحليين.
وعرقلت السلطات المختصة عمل بقية الصحفيين العاملين في المؤسسات الإخبارية الأميركية برفضها تجديد البطاقات الصحفية للمراسلين، علما أنه يقيم في الصين حاليا ما لا يقل عن 22 صحفياً من الولايات المتحدة وبريطانيا وكندا وإيطاليا واليابان ونيوزيلندا، وقد أصبحت وضعهم غير مستقر بعد أن جرى تقليص مدة تصاريح الإقامة من عام إلى شهرين أو ثلاثة أشهر.
"إطعام بالقوة"
ويقول التقرير إن السلطات تستخدم الإجراءات الصارمة لمكافحة الوباء في الصين لتأخير الموافقات على تأشيرات الصحفيين، الأمر الذي ترك العديد من المؤسسات الإخبارية تعاني من نقص في الموظفين.
وفي هذا الصدد يقول الصحفي تشانغ بينغ (اسم مستعار): "الصين تعتقد أنها في مركز العالم الآن وتريد المزيد من التقارير الإيجابية حول كيفية توجيه (الرئيس الصيني) تشي جين بينغ لتغيير العالم".
وختم البقول "الغرض من الاعتداء على وسائل الإعلام والصحفيين الأجانب واضح هو تخويفهم وترهيبهم".
وأشار صحفي آخر باسم مستعار إلى أن الصين تستخدم خوارزميات لإظهار المقالات المناهضة للغرب والتي تدافع عن الصين، واصفا الأمر " كأنهم يجبرونك على أكل طعام لا تريده".