بعد جريمة القتل المدوّية التي اقترفها سليمان هلال الأسد، بحق واحد من ضباط جيش النظام السوري، واسمه العقيد المهندس حسان محمود الشيخ، في مدينة اللاذقية، أمس الجمعة، ونشر موقع "العربية.نت" في وقت سابق، خبراً عن الجريمة، حاولت جهات في النظام السوري العمل على "امتصاص" نقمة الشارع الموالي، من خلال ترويج "إعلان براءة" وتنصّل من المتهم بالقتل، ومن خلال "تبرؤ" أم القاتل من ابنها.

فلقد قام المدعو سليمان هلال الأسد، ابنُ ابنِ عم الرئيس السوري، بنشر "تكذيب" يتبرأ فيه من الجريمة، من خلال صفحته على موقع الفيسبوك، يقول فيه: "أنا سليمان، ابن البطل الهمام، كم يحزنني ما اتهمت به وأنا بريء منه "كبرائة" (ويخطئ في كتابتها، وهي كبراءة!) الذئب من دم يوسف"!

ويعبّر في رسالته، تلك، أنه حزين من الأهل والأصحاب الذين لم يقفوا إلى جانبه، وأنه لم يكن يتوقع أن "يحيكوا له المؤامرات" على حد زعمه! لينتهي إلى أن التحقيق "انتهى" وأثبت "براءته". فهو "ابن سوريا الأسد وسوريا حافظ الأسد سوريا بشار الأسد". ختم بتلك الجملة، ليذكّر المعنيين والجهات "الرسمية" في عائلته، بأنه من "تلك العائلة" أباً عن جد..

قاتل عَلَني وبراءة مزوّرة

على الرغم من أن شهادات الشهود، ومن اللحظات الأولى لجريمة القتل، أقرّت بأن هذا "الشبل الأسدي" هو القاتل. لا لأنه، وحسب، يحترف القتل كمهنة لا يعرف سواها، وورثها عن "عائلته وأبيه"، بل لأنه ارتكب هذه الجريمة، وأبناء المنطقة لم يتهموا أحداً سواه، وهو ما أقره الشهود العيان، الذين يتخوف أبناء المنطقة من "سحبهم إلى دمشق لتغيير إفاداتهم" تبعاً لرغبات البعض بأن يجري "التحقيق في دمشق" وليس في اللاذقية. وذلك كي تتمكن العائلة الرئاسية، من "لفلفة" الأمر، كما تم لفلفة أمور كثيرة غيرها من جرائم القتل التي ارتكبها آل الأسد، ثم أصبحوا "أبطالاً وقادةً" في ما بعد!
تسريب تبرّؤ للأم ثبت بطلانه!

مواقع مقربة جداً، من السلطة السورية، ومن الطائفة العلوية ذاتها التي ينتمي إليها القاتل، نشرت تبرؤاً مفبركاً للسيدة المدعوة فاطمة مسعود الأسد، زوجة هلال الأسد الذي قتل على يد المعارضة السورية في وقت سابق، وأمّ القاتل الذي يدّعي براءة كاذبة.

اطّلع موقع العربية.نت على "إعلان التبرؤ" من القاتل، وأن الأم تتبرأ من ابنها القاتل الذي "فاحت رائحته" كرائحة الدم "التي أصبحت في اللاذقية أقوى من رائحة البحر". تقول أم القاتل وزوجة القاتل السابق الذي قتل على يد المعارضة السورية أنه سبق لهم "التبرؤ" من ابنهم سليمان، وأن أباه سبق له وتبرأ من جرائمه التي تتوزع على سرقة وقتل ونهب وسلب على حد وصفها. وتقول إن ابنها القاتل سبق له أن أطلق النار عليها هي نفسها! وبعد تفاصيل مختلفة، وتقديم "اعتذار!" لعائلة القتيل، تطالب "الأسد بالتحقيقات" ومعاقبة المدان!

لكن بعد أن قام موقع العربية.نت بالاطلاع على نص التبرؤ، قام بجولة في الصفحة الرسمية للسيدة فاطمة مسعود الأسد، أم القاتل وزوجة هلال الأسد، فلم يجد فيه أي نص للتبرؤ المزعوم، بل كان آخر تحديث قامت به السيدة فاطمة منذ حوالي 9 ساعات، حيث رفعت صورة جديدة لهلال، زوجها، بالزي العسكري. مما يعني أن "التبرؤ" ذاك، إما أنه مفبرك من قبل جهات في الدولة لامتصاص النقمة، خصوصاً أن ناشري التبرؤ هم من قلب المؤسسة الأمنية للنظام، أو أن التبرؤ السالف تم حذفه، نزولاً عند نصيحة البعض الأسدي أو غير الأسدي. لكن في النهاية، موقع العربية.نت لم يعثر على أي نص تتبرأ فيه الأم من ابنها القاتل.

حاكِموا بشار الأسد!

ذكرت الأنباء القادمة من المنطقة، أن رد فعل المواطنين أبناء المحافظة، ليس مجرد "احتجاج على جريمة القتل" بل كان خوفاً من أن يقوم آل الأسد، بحماية هذا "الحفيد القاتل" كما تم حماية أعمامه وأخواله، ثم أبناء العمومة وأبناء الخؤولة، وما تناثر عن تزاوجات تلك القرابات التي تحولت عصابات ومافيات بكل معنى الكلمة. حيث منحها رئيس النظام السوري كل الدعم المطلوب كونها "تقاتل باسمه وتحمي رأسه". إلى الدرجة التي يقوم فيها واحد من آل الأسد بقتل ضابط يقضي إجازته ما بين ذويه وأولاده!

"بشار الأسد هو قاتل الضابط". أحد التعليقات رأى ذلك، كون رئيس النظام هو "مانح القاتل كل الدعم والحماية والتمويل". "ولا ينفع الكذب ولفلفة الأمور والمحاكمات الصورية والتحقيقات المدبّرة" يقول آخر.

"حاكموا بشار الأسد". فهو "القاتل" ليس للضابط، فحسب، بل لأنه "يقتلكم يا عميان بأكثر من طريقة". ويضيف التعليق قائلاً لأبناء اللاذقية: "بشار يقتلكم عندما يزج بكم لقتال المعارضة السورية. وبشار يقتلكم على يد أبناء عائلته". منتهياً: "حاكموه هو، وبعدها ستكرّ سبحة الأسديين وغير الأسديين من قاتلي الشعب السوري".