أكدت دراسة اقتصادية حديثة "أن صكوك الاستثمار الإسـلامية تمتاز بتنوع وتجدد وتطور، و ابتكار وانتشار متنام ومتسارع محليا وعالميا وبتطبيقات مختلفة الأمر الذي يحتاج للبحث المستمر من أجل توضيح آلياتها للاستفادة من ذلك في مزيد من الابتكارات بصورة تجمع بين الكفاءة الاقتصادية والمصداقية الشرعية".
جاء ذلك في الدراسة التي أعدها الباحث أحمد الحاج حسن الطاهر في الدراسة الاقتصادية التي حصل من خلالها على درجة الدكتوراه بدرجة (ممتاز) في الاقتصاد الاسلامي من جامعة أم درمان الاسلامية بجمهورية السودان للعام 2015، بعنوان -أثر صكوك الاستثمار الإسلامية في جذب الموارد (تجربة مصارف دول مجلس التعاون الخليجي نموذجا2001-2012).
ونادت الدراسة بضرورة الاستمرار في تطوير جميع الأدوات المالية الإسلامية حتي تمتاز بمزيد من المصداقية الشرعية والكفاءة الاقتصادية التي تميزها عن المنتجات المالية التقليدية، وضرورة تطوير أليات الرقابة الشرعية في مجال إصدارات صكوك الإستثمار الإسلامية، وذلك لضمان استمرارية توافقها مع أحكام و مبادئ الشريعة الإسلامية في جميع المراحل والابتعاد عن محاكاة الأدوات المالية التقليدية.
كما أكدت دراسة الباحث الدكتور أحمد الحاج حسن الطاهر بأهمية الاستفادة القصوى من تنوع إصدارات الصكوك حسب الجهات التي تصدرها، مثل الصكوك السيادية وشبه السيادية، صكوك الشركات، صكوك المؤسسات المالية و غيرها، وذلك لدعم تمويل مشروعات البنية التحتية و بقية مشروعات التنمية الاقتصادية.
وخلصت الدراسة إلى أنه بالرغم من وجود تشابه بين هيكلة التوريق التقليدي من ناحية و هيكلة التصكيك الإسلامي من ناحية أخري، إلا أن هناك اختلافا جوهريا في المفهوم، والأليات حيث تتنوع وتتعدد هياكل اصدارات الصكوك الإسلامية ما بين صكوك إجارة ، وسلم ، واستصناع ، ومرابحة ، ومشاركة، ومضاربة ووكالة بالاستثمار وحقوق معنوية، ومزارعة ، ومساقاة ، ومغارسة ، مما يوفر حلولا متنوعة للشركات والحكومات الراغبة في الاستفادة من صيغ المصرفية الاسلامية في التمويل و الاستثمار.
وأشارت إلى أن البديل الشرعي للتوريق وهيكلته هو التصكيك وفقا لما ورد في قرارات مجمع الفقه الإسلامي و المعايير الصادرة عن هيئة المحاسبة والمراجعة للمؤسسات المالية الإسلامية، وصكوك الاستثمار المتوافقة مع أحكام و مبادئ الشريعة الإسلامية تمثل حق ملكية أعيان أو منافع أعيان و لا تمثل دينا في ذمة مصدرها ، أي باعتبارها أدوات ملكية.
وشددت الدراسة على أن صكوك الاستثمار الإسلامية إبتكار مهم و نقلة نوعية لأسواق رأس المال في دول مجلس التعاون الخليجي حيث لعبت دورا هاما في جذب الموارد خلال الفترة 2001-2012.