محرر الشؤون المحلية

بعد العدوان الغاشم على الزبارة عام 1937م سعى الوسيط البريطاني إلى عودة العلاقات إلى ما كانت عليه قبل العدوان، حيث قرر عدد من رعايا الدولة الخليفية العودة لمساكنهم في إقليم الزبارة التابع للبحرين كما كان سابقاً.

وقد وجه رعايا البلاد رسائل واضحة للاعتمادية البريطانية مفادها أن هذه العودة مشروطة بتبعيتهم البحرينية، وولائهم لصاحب العظمة الشيخ سلمان بن حمد آل خليفة حاكم البلاد المفدى، في الفترة بين عامي 1942 و1961م، وورد في رسائل الولاء النص الآتي:



«نقول ونحن الواضعين أسماءنا في ذيل هذه الورقة إنه إذا حدث بيننا أوبين إحدى القبائل المجاورة لنا شيء من النزاع أو الخلاف، إن الذي يسدد أمورنا مأمور الخليفة من سابق ولاحق في الأشياء الخفيفة والكبيرة، يرجع أمرنا لآل خليفة، ويأمرونه بالأمر الذي يرونه وهو ينفذ الأمر هذا من سابق ولاحق».

وقد تم التوقيع على هذه الرسالة من قبل عدد من رعايا الدولة ممن قرروا العودة إلى الزبارة، ومنهم أفراد من الكعبان والكبسة والبوكوارة.

جمعة بن محمد الكعبي يستذكر مجموعة من الأسماء التي وردت في هذه الوثائق ويقول: «قبيلة الكبسة وقبيلة كعبان مثل الإخوان فزعتهم واحدة وقومتهم واحدة، ويسكنون مع بعضهم وتجدهم مختلطين في نفس القرية وبينهم نسب يتزوجون من بعضهم البعض، وعندما قدموا إلى البحرين سكنوا ‏في منطقة عسكر، فهم جيراننا، وفزعتهم وقومتهم معنا ونحن معهم مثل الإخوان كنا ولازلنا».

ويقول: «محمد بن علي بن كفنه هو من الشمال وتحديداً في منطقة العريش والخوير، وسكن هنا في أم الحصم بعد الحريبة» «أي معركة الثغب».

أما لحدان بن صباح الكبيسي فيقول عنه: «هو غني عن التعريف كان من فخيذة الصمخان وهو لحدان بن صباح بن شلهوب من فخيذة الصمخان من الكبسة والصمخان هم شيوخ الكبسة، وكان لحدان من المتواجدين في واقعة الثغب بالزبارة ولكنه لم يشارك في الحرب، ونزح مع النازحين وسكن في عسكر، وفي آخر حياته سكن في الرفاع وقد توفي عام 1955، كان عمري وقتها ثلاث سنوات، لذلك لم أرَه‏ ولكني رأيت ابنيه صباح وشلهوب، وللحدان قصيدة مشهورة قالها عندما كان ذاهباً إلى جماعته في الزبارة بعد الحرب في أوائل الأربعينات على ما أظن، حيث نزل بالقرب من رأس عشيارج لأن البحر هناك غزير والجالوبوت لايستطيع الوصول إلى الشاطىء وكان هناك على الشاطئ ويرى قصر صبحا، ويعرف بأنه تم العدوان والاستيلاء عليه، فقال مشعراً:

أنا أشوف صبحا في منازل عموقها

شقت بها النيات عما يشوقها

بقت في ديار القوم صبحا غريبة

كل المدامع من محاجر موقها

عليها ثياب مستيسعات دوارس

ويقصد بعموقها أهلها، وكانوا يسمون العدوان القوم، والقصيدة طويلة ما يقارب 20 بيتاً وأخذتها من أحد الرواة هنا عندنا في عسكر، ولكنه توفي وكان يحفظها كلها وللأسف لقد ضاعت هذه القصيدة مني، ولحدان معروف أنه من الشعراء المتميزين وكان يقول الشعر وهو يمشي فور رؤيته أي شيء.

ومحمد بن قطامي الكبيسي سكن في عسكر ثم تحول إلى الرفاع وتوفي هناك، رأيت أبناءه وقد شارك في أحداث قصر الثغب.

وراشد بن عبد الله الكبيسي يسمى الحداد سكن في عسكر، وتوفي في أواخر السبعينيات في إقليم الزبارة ولديه ولدان اسمهما عيد وعبدالله.

أما حمد بن محمد بن طوق الكبيسي فسكن في الشمال ومازال أحفاده موجودين اليوم في الشمال.

وعبدالله بن يعقوب الكبيسي شارك في موقعة قصر الثغب في الحريبة وهو من الأشخاص المرموقين والمعروفين وسكن في آخر حياته في عسكر ثم ارتحل وتوفي في التسعينات تقريباً.

وسعد بن علي الكبيسي «هو من جماعة محمد بن قطامي، سكن لدينا في عسكر ولديه أخ اسمه ظاعن وكان يسكن أيضاً في عسكر، وكان لدى سعد بن علي الكبيسي ابنان الأول حسن والآخر عبدالله وارتحلوا في سنة 1959».

وعيد بن يعقوب الكبيسي أخو جمعة بن يعقوب وأخو عبدالله بن يعقوب وآخر أيامه سكن في الحد وذلك بعد أن كان قد سكن في عسكر، ولكنه بحكم الزواج تزوج من الحد وسكن هناك حتى وفاته.

أما جابر بن غانم الكبيسي فـ«معروف وهو من أهل عريشة والخوير ولقد جاء إلى البحرين ثم عاد إلى الزبارة».

وعن جمعه بن يعقوب الكبيسي يقول جمعة بن محمد الكعبي كان عضيد والدي وكان يسمع كلام الوالد ويوجه جماعته بناء على كلام الوالد ولقد توفي من فتره بين 1995 و 1996.

أما صلهام بن عيد الكبيسي «هو من أهل الشمال وقد كان شاعراً وله ديوان شعري».

وعن خميس بن راشد الكبيسي يقول «هو من الصمخان سكنوا في عسكر ثم ارتحل مع جماعته في سنة 1959».

وعلى الرغم من الدلائل الواضحة واقعياً وجغرافياً وتاريخياً بتبعية إقليم الزبارة بمختلف قبائله وأهله ومناطقه البرية والبحرية لحكم الدولة الخليفية في السابق واللاحق فإن الأطماع والمصالح السياسية والاقتصادية تسلطت على أهل البحرين وعلى مناطقهم وقراهم في شبه جزيرة قطر وسلبت أراضيهم بل وحتى ممتلكاتهم ولكن كل ذلك سيبقى حقاً من حقوقهم وإن طال الزمن.