سذاجة وأكثر من سذاجة القول أن ريال مدريد وصيف بطل الدوري الاسباني لكرة القدم لن يكافح بما يكفي على كل الجبهات هذا الموسم بعد مباريات ودية أظهرت تماسكا عز نظيره في الخط الخلفي للفريق.

ومع ذلك، فقد أثيرت بعض المخاوف بشأن عدم وجود قوة هجومية ضاربة قبل أقل من أسبوعين على انطلاق الدوري الاسباني.

التعادل السلبي مع فالرينجا في أوسلو يوم الاحد وقبله خسارة 1-صفر امام بايرن ميونيخ الالماني في كأس أودي، ربما تؤكد أن الفريق من غير الدولي البرتغالي كريستيانو رونالدو قد يعاني هجوميا في الموسم الجديد أيضا.

مبارتان دون تهديف تتصدر العناوين في مدريد والرئيس فلورنتينو بيريز لن يستطيع الاجابة على الأسئلة المطروحة حيال الصفقات الجديدة التي لم تتم حتى الآن.

تصريحات رافا بينيتيز المدير الفني للملكي عن 20 فرصة مهدرة في النرويج لم تقنع أحد ولم تعطي الجواب الشافي عن حال الميرينغي قبل انطلاق الموسم بأيام.

الغريب أن ريال مدريد يجب أن لا يعاني من مشاكل هجومية مع وجود كريستيانو رونالدو والفرنسي كريم بنزيمة والويلزي جاريث بيل والكولومبي جيمس رودريجيز ومعهم إيسكو والكرواتي لوكا مودريتش، ولكن دون تفاهم حقيقي حول الأدوار المطلوبة سيجعل المهمة صعبة.

قد تكون المشكلة في الاعتماد على رونالدو الذي احرز 48 هدفا في الليغا الموسم الماضي و10 أهداف في دوري أبطال أوروبا من 5 أهداف في ربع النهائي ونصف النهائي.

والغريب أن رونالدو غاب عن كل المباريات التي انتهت بالتعادل السلبي لفريقه.

وتفوق لاعب مانشستر يونايتد السابق على غريمه المباشر الأرجنتني ليونيل ميسي الهداف التاريخي لبرشلونة والليغا بإحراز 40 في المئة من أهداف فريقه في الدوري بشكل عام.

وتغلب رونالدو على مشاكل في الركبة كان يمكن أن تفسد عليه موسمه بعد العودة صفر اليدين من البرازيل، فحقق بداية صاروخية قياسية في الليغا.

ولنضع الإحصاءات جانبا، فعندما غاب رونالدو بسبب الاصابة خسر الفريق الملكي 2-4 أمام ريال سوسيداد.

في كل من المباريات التالية التي خسرها الفريق الملكي خسر المدرب السابق كارلو انشيلوتي ضد أتلتيكو مدريد وفالنسيا مثلا، ولكن رونالدو سجل هدف فريقه من أجل العزاء فقط، حتى في الخسارة الحاسمة على لقب الدوري أمام برشلونة 1-2، فقد سجل صاروخ ماديرا أيضا.

ويبدو أن رونالدو سيكون هذا الموسم بعد توغله في الثلاثين من عمره بحاجة أكثر للعون من زميليه في خط المقدمة، وهو ما يعني فرض المزيد من التضحية على الثنائي بيل وبنزيمة.

النظرية التي يطلق عليها "البي بي سي" قد تموت وتدفن هذا الموسم ليس بسبب قلة الأهداف فربما تكون كثيرة، ولكن في طبيعة القيادة على أرض الملعب.

يرى البعض رونالدو كلاعب أناني فردي، يحب الظهور بدلا من اللعب من أجل الفريق، ولكن الحقيقة أنه قائد وملهم للفوز في كل مباراة يخوضها مع زملائه، وهو ما فعله أمام اتلتيكو مدريد في ربع نهائي الشامبيونز ليغ عندما مرر هدف العبور لتشتشاريتو.

بنيتيز يريد من غاريث بايل التكيف على دور صانع الألعاب، لكنه كافح للتألق مع هذا الدور الجديد حتى الآن، على عكس جيمس رودريغيز.

ويحتاج بنزيمة إلى إحراز عدد كبير من الأهداف إذا لعب كرأس حربة صريح وليس كما فعل الموسم الماضي عندما أنهى الدوري الموسم الماضي مع 15 هدفا فقط، وإذا بقي ضعيفا في التسجيل فسيكون عليه مهمة تحسين الظروف أمام زميله البرتغالي للتسجيل بدلا منه.

هذه التضحية المطلوبة من بيل وبنزيمة قد تنقذ البي بي سي، ولكنها قد تؤدي إلى ضياع نجومية لاعبين ما يزالان مطلوبان بأغلى الأسعار للانضمام للدوري الانجليزي مع فرق المقدمة هناك.. فماذا بهما يفعلان؟.