بدا الفوز وكأنه يسيرا خاليا من التعقيدات بعد مرور الدقائق الأولى من عمر الشوط الثاني، إلا أن برشلونة نفذ بجلده وتغلب بصعوبة على مواطنه اشبيلية 5-4 بعد شوطين إضافيين، ليغادر العاصمة الجورجية تبيليسي وكأس السوبر الأوروبي بحوزته.
النجم الأرجنتيني ليونيل ميسي كعادته صنع الفارق في مباراة شهدت إثارة كبيرة خصوصا في شوطها الثاني، وبالنسبة للفريق الأندلسي فقد ظهرت عيوبه خلال اللقاء وماتزال الفرصة سانحة لعلاج الأخطاء التي ارتكبها.
خرجنا بالعديد من الإستنتاجات خلال المباراة الأوروبية السنوية التي تجري بين بطل دوري أبطال أوروبا وبطل الدوري الاوروبي، و يوجزها على النحو التالي:
جوع ميسي لا يختفي
عندما عاد ميسي إلى تدريبات برشلونة هذا الصيف بعد انتهاء إجازته المطولة، قالت صحيفة (ماركا) المدريدية أنه يتدرب كالثور، ونتائج التدريبات الجادة ظهرت خلال الشوط الأول أمام اشبيلية، سجل هدفين من ركلتين حرتين للمرة الأولى في مسيرته، وتحرك بشكل مميز بفضل رؤيته الثاقبة وهروبه من المساحات الضيقة بأفضل صورة.
بقي مؤثرا في الشوط الثاني رغم هبوط مستواه البدني، ولولاه لما سجل بيدرو رودريغيز هدف الفوز الخامس في الشوط الإضافي الثاني بعد متابعة لتسديدة البرغوث القوية.
ميسي مايزال جائعا، ويريد الفوز بكل شيء متاح أمامه، وربما يشهد الموسم الجديد على تألق استثنائي لنجم الأرجنتين الدولي الذي حمل شارة القيادة بعد خروج أندريس إنييستا في الشوط الثاني.
دفاع غير مأمون الجانب
أسوأ ما في أداء برشلونة خلال المباراة كان دفاعه الذي ارتكب أخطاء كارثية لا تغتفر، ليس طبيعيا أن تتقدم بنتيجة 4-1 قبل أن يسجل الخصم 3 أهداف متتالية نتيجة سوء التغطية أو ضعف في التشتيت.
لعب الأرجنتيني خافيير ماسكيرانو أسوأ مباراة له منذ فترة طويلة، ولم يقدم الفرنسي جيرمي ماثيو ما هو مطلوب منه في الجهة اليسرى التي لعب فيها نتيجة غياب جوردي ألبا، والبديل مارك بارترا خيب الآمال عندما فشل في تشتيت الكرة من أمام مهاجم اشبيلية تشيرو إيموبيلي الذي مرر كرة الهدف الرابع لفريقه إلى الكرواتي يفين كونوبليانكا.
على برشلونة إيجاد الحلول المناسبة قبل بداية الدوري الإسباني، فليس من المعقول أن يؤدي دفاع فريق كبير بهذه الطريقة، ويبقى السؤال.. أين البلجيكي توماس فيرمايلن؟
الجوكر الجديد
يبدو أن مدرب برشلونة لويس إنريكي وجد اللاعب الذي يمكنه القيام بأدوار متعددة ومتنوعة في صفوف فريقه، هذا اللاعب هو البرازيلي الأصل رافينيا ألكانتارا الذي أحرز هدف فريقه الثالث وقدم مباراة جميلة لعب خلالها وراء ثنائي الهجوم ميسي والأوروغوياني لويس سواريز.
لم يشأ إنريكي أن يشرك بدرو من بداية المباراة ربما لأنه طلب رسميا ترك الفريق حسب ما ذكرت وسائل الإعلام الإسبانية قبل بداية اللقاء، ومع غياب البرازيلي نيمار بسبب مرض الغدة النكافية، ارتأى المدرب الزج برافينيا في مركز مغاير لما هو معتاد عليه منذ بداية الموسم الماضي.
وظهر رافينيا بحجم هذا الحدث الكبير وكاد أن يهز الشباك بهدف ثان في أكثر من مناسبة قبل استبداله في الشوط الثاني، وأثبتت المباراة أن إنريكي يمنح لاعبه الشاب كل الثقة التي لم يجدها شقيقه الأكبر تياغو في صفوف الفريق الكاتالوني قبل انتقاله إلى بايرن ميونيخ الألماني.
فجوة باكا
دخل اشبيلية المباراة وفي حسبانه أن يتمكن من تعويض غياب المهاجم الكولومبي كارلوس باكا المنتقل إلى أي سي ميلان الإيطالي، وفجأة وجد نفسه مجردا من الأسلحة الفتاكة في الخط الأمامي.
لم يقدم الفرنسي كيفن غاميرو الكثير خلال المباراة، ولم ينجح الإيطالي إيموبيلي من تشكيل الخطورة المتوقعة في مباراته الرسمية الاولى مع الفريق بعد انتقاله إليه قادما من بروسيا دورتموند الألماني، لذلك يمكن القول أن الحاجة الماسة إلى مهاجم قناص باتت واضحة لدى الجمهور، الذي يريد من فريقه احتلال أحدى المراكز المؤهلة إلى دوري أبطال أوروبا بنهاية الموسم.
شعاع الأمل الكرواتي
ورغم العقم الهجومي وسوء اللمسة الأخيرة، فإن جمهور اشبيلية يتفاءل خيرا بالكرواتي كونوبليانكا الذي انتقل للفريق هذا الصيف قادما من دنيبرو دنيبروبتروفسكي وصيف بطل الدوري الأوروبي.
ومنذ ان نزل أرض الملعب في الشوط الثاني، صال كونوبليانكا وجال مخترقا دفاع برشلونة خصوصا من الناحية اليسرى، ثم نجح في إحراز هدف التعادل الرابع الذي أجبر الفريقين على خوض شوطين إضافيين.
اشبيلية بات متخصصا في استقطاب لاعبين أصحاب قدرات فذة من أوروبا الشرقية، وبعد النجاح المذهل الذي حققه الكرواتي إيفان راكيتيتش، فرض البولندي غريغورز كريتشوفياك نفسه نجما للفريق الموسم الماضي، فهل يسير كونوبليانكا على الطريق ذاته؟
السؤال المحير
من الصعب معرفة ما إذا كان برشلونة سيتأثر من الرحيل المحتمل لبطل المباراة وصاحب هدف الفوز الثمين بيدرو رودريغيز إلى مانشستر يونايتد، ورغم أن هدفه أهدى الفريق الكتالوني لقبا جديدا، فإن تأثيره على التشكيلة مع نزوله الملعب لم يكن واضحا.
الامر الأكيد أن برشلونة يحتاج لكل ورقة لديه في النصف الأول من الموسم الحالي نظرا لعدم قدرته على إشراك لاعبيه الجدد قبل كانون الثاني (يناير) المقبل، بسبب عقوبة حظر التعاقدات من قبل الفيفا، وبعد انتهاء فترة العقوبة، سيكون بإمكان انريكي الإستفادة من قدرات التركي أراد توران، لذلك فإن الحل المناسب للمعضلة هو الإستغناء عن بيدرو في فترة الإنتقالات الشتوية .. في حال أصر على الرحيل.