تداول رواد مواقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك" مقطع فيديو للفنان نور الشريف الذي رحل عن دنيانا، أمس الثلاثاء، يعتبر فيه مشهد وفاة الخليفة عمر بن عبدالعزيز أهم مشهد في حياته، ويتمنى أن تكون نهايته مثل تلك النهاية، كما أوصى بعرضه عندما يموت.
وقال الشريف خلال اللقاء التلفزيوني "الأعمار بيد الله، وأتمنى يوم أموت أن يعرضوا هذا المشهد ".
وأضاف "إن المشهد الأخير لوفاة أمير المؤمنين عمر بن عبدالعزيز فيه لحظة تنوير رباني، ومهما يكن لدي من مؤهلات في التمثيل، أو كنت دارسا للفن، أو لدي خبرة لم أكن لأقوم به بهذا الشكل لولا توفيق الله لي في التعبير عن موت الخليفة العادل الذي يعبر عن فرحته بالموت ليلحق بسيدنا محمد صلى الله عليه وسلم، وبجده عمر بن الخطاب وباقي الصحابة الصالحين.
الرسالة الأخيرة
وتداول رواد مواقع التواصل الاجتماعي أيضا آخر رسالة كتبها الفنان الراحل نور الشريف على صفحته الشخصية على "فيسبوك"، موجهاً رسالته إلى جمهوره العريض، حيث بدأ نور الشريف كلامه: "في العام الماضي رحل عدد كبير من الوسط الفني، أذكر منهم سعيد صالح وفايزة كمال وخالد صالح، وعفواً لو سقط من ذاكرتي اسم، ومثل كل الناس شعرت بحالة من الحزن، لأن هناك عِشرة ومواقف طيبة كانت تجمعني بأصدقائي في الوسط، لكن ما يزعجني هو تركيز الإعلام على الشائعات، خاصة الشائعات المتعلقة بالوفاة. وقد عانت عائلتي كثيراً من كثرة الشائعات حول وفاتي، ولا أعرف من يجرؤ على كتابة أو نشر خبر حول وفاة شخص وهو مازال على قيد الحياة".
وأضاف الراحل في رسالته الأخيرة "دائما أقول إن الإنسان يتعلم من كل التجارب الحياتية التي يمر بها، ولذا أعتبر تجربة المرض معلماً كبيراً، لأنني تعلمت من خلالها الصبر، وتغيرت نظرتي لأشياء كثيرة، ولكنها في الوقت نفسه أكدت لي أن الإنسان عندما يخلص لفنه ويجتهد في عمله يحجز لنفسه مكاناً ثابتاً في قلوب الملايين من الناس. سعدت باهتمام الناس بي، وسعدت أكثر بإلحاح البسطاء من أجل الاطمئنان على حالتي الصحية. حالتي الصحية في تحسن، ولكني أعاني من صعوبة في الحركة بسبب ألم في ساقي، بإذن الله سوف يزول بعد إجراء الجراحة. تعودت دائماً النظر إلى الأشياء المضيئة في حياتي، وكلما كانت محنة المرض تشتدّ كنت أشعر بسعادة، كلما رأيت سارة ومي أحسست باهتمام الناس بي".
طفولة قاسية
وقال "عشت أياماً صعبة كثيرة، منها أيام في فترة الطفولة، وأيام في سن الصبا، ولكن أيام المرض هي الأصعب. الصحة غالية، وأنصح كل الناس بالحفاظ عليها، فقد توقفت عن التدخين لأنه خطر، وأتمنى أن يقلع الجميع عن هذه العادة السيئة، وأملي أيضاً الرجوع قريباً للعمل، فالوقوف أمام الكاميرا يمنحني الإحساس بالحياة. بعد أيام بإذن الله يأتي شهر رمضان الكريم، وتبدأ المنافسة الدرامية، ومن (البروموهات) أرى أن هناك أعمالاً جيدة تستحق المتابعة، مثل مسلسل "أستاذ ورئيس قسم" لصديق عمري عادل إمام، وأتمنى له التوفيق دائماً، لأنه من اكتشفني وقدمني للجمهور".
مصر في أمان
واختتم الراحل رسالته بالحديث عن مستقبل مصر قائلا: "أنا متفائل بمستقبل مصر السياسي رغم كل التحديات، ومصدر التفاؤل هو حالة الصراحة والمواجهة بين الحكومة والشعب، فإذا وقعت أزمة أو حدث موقف غريب يخرج السيد الرئيس ويتكلم مع الناس، أو يخرج رئيس الحكومة ويشرح الأسباب والتفاصيل. هناك سياسة جديدة أتمنى أن تؤتي ثمارها، وأن تنتعش مصر اقتصادياً، لأن الوضع الاقتصادي يمثل تحدياً كبيراً للرئيس وللحكومة".