كتبت - زهراء حبيب:
أجمع رجال دين وسياسيون أن مواقف وإنجازات الفقيد الراحل الشيخ عيسى بن محمد بن عبدالله آل خليفة - رحمه الله - يشهد لها التاريخ، سواء على الصعيد المحلي داخل المملكة أو على الصعيد العربي والإقليمي والدولي، خاصة في المجال الإنساني والخيري.
وأشاروا لـ «الوطن» إلى أن الفقيد يعد رمزاً وطنياً تجمع عليه مختلف أطياف البحرين، فهو شخصية جامعة بإنسانيته وحكمته وكرمه وطيب خلقه، ورمزاً وطنياً للعمل الخيري والتطوعي على المستوى المحلي والدولي، رجل أثبت وجوده في المحافل الرسمية عندما تقلد منصب وزير العمل والعدل، والتطوعية بترؤسه جمعية الإصلاح، وحتى عمله في مجال المحاماة.
من جهته أكد د.أحمد العطاوي عن صعوبة اختزال مناقب الفقيد في كلمات، فإنجازاته الوطنية لا تحصى ولا تعد، لافتاً إلى أن معرفته بالشيخ عيسى بن محمد تتجاوز 40 عاماً، منذ التحاقه بجمعية الإصلاح.
وقال إن الفقيد جمع الناس حوله بالحب وطيب المعاملة وحسن الخلق وتواضعه مع الصغير قبل الكبير، فكان بمثابة الأخ للكبير والأب الروحي للصغير وكان رجلاً دءوباً في عمل الخير ويحرص على أن يكون أول الحاضرين في جميع الفعاليات والأنشطة المعنية بالأعمال الخيرية، والداعم لها قلباً وقالباً.
وذكر أن الفقيد عرف بحكمته وهو من الصفات التي جعلت الجميع يتفق مع إنسانيته وأن اختلف معه فكرياً، فهو شخصية أجمعت جميع الأطياف في البحرين على حبه، وتسابق المختلفين معه بالفكر في رثائه قبل من يجتمع معه بالفكر، مؤكداً بأنه رجل يجمع الناس حوله بالمحبة، ولا يجمع الأعداء.
وأكد أن الشيخ عيسى بن محمد، استقال من العمل الرسمي للتفرغ للأنشطة التطوعية، بعد أن كان وزيراً للعمل والعدل لفترة من الزمن، ومن أعماله الخيرية حرصه على إطعام الصائمين في المسجد، وتوزيع الطعام على المصلين بنفسه، ويشرف على تناولهم الطعام، ومن أبرز مناقبه على الصعيد الوطني، ترؤسه لجنة ميثاق العمل الوطني، ولعبه دوراً رئيسياً في المشروع الإصلاحي لجلالة الملك، والداعم لأبرز ما جاء في الميثاق. ومن جانبه قال نائب رئيس الجمعية الإسلامية عبدالرحمن عبدالسلام إن فضائل الفقيد في العمل التطوعي عديدة، خاصة كرئيس جمعية الإصلاح فكانت له مواقف مشرفة لا ينكرها إنسان. وأضاف أنه ارتبط بعلاقة وطيدة منذ ترؤسه لجمعية الإصلاح، وكان رجلاً يحرص على دعم الأعمال الخيرية في البحرين، والأعمال الإغاثية على المستوى الخارجي، ودعمه لا يقتصر على أنشطة الجمعية بل يمتد إلى فعاليات الجمعيات الخيرية الأخرى.
وأكد أنه رجل مبادر في عمل الخير وجميع من عرفه دعم توجهاته التطوعية، فمواقفه مشرفة للبحرين والمسلمين.
فيما أوضح النائب السابق د.علي مطر أن الفقيد ترك بصمة بارزة في الحركة التطوعية والأعمال الخيرية في مملكة البحرين، وخارجها، فهو صاحب باع طويل في العمل الخيري والدعوي وكذلك الوطني، لافتاً إلى أن الفقيد تقلد مناصب مهمة في الدولة، بتنصيبه وزيراً للعدل لفترة والعمل، وأجمع العمال على حبه وحسن خلقه، وحفاظه على حقوقهم العمالية.
وفي السياق ذاته قال الباحث السياسي محمود جناحي إن الفقيد الراحل يعد نموذجاً للشخصية الوطنية الجامعة، سواء خلال عمله في المناصب الرسمية، والعمل الخيري والشعبي، فكان نعم الوزير بشهادة الجميع.
وأشار إلى أن الفقيد كان له نشاط خارج النطاق الرسمي بمشاركته بالأنشطة الخيرية والتطوعية، من خلال ترؤسه لجمعية الإصلاح طوال السنوات الماضية، وهي تعد من أقدم وأعرق الجمعيات الإسلامية والخيرية في مملكة البحرين وعلى المستوى الخليجي والعربي، وفي عهده حققت نجاحات يشار لها بالبنان خاصة على صعيد تحفيظ القرآن الكريم.
وذكر أن جمعية الإصلاح نالت فترة ترؤس الشيخ عيسى بن محمد آل خليفة لها جائزة شهادة الأيزوا وهو دليل بارز على مدى نجاحها، كما عرف بسمو أخلاقه وتواضعه فكان يرتاح بالتعامل معه الصغير والكبير، بقلبه المحب والمعطاء للآخرين، فكان الأب الروحي للجميع.
وشدد على أنه لا تختلف وجهات النظر من تعامل مع الفقيد من خارج أحضان جمعية الإصلاح، ومع من احتضنته الجمعية، وكان له مواقف مباشرة مع رئيسها. وعلى الصعيد نفسه، قال عضو جمعية الإصلاح منصور هاشم إن البحرين والأمة العربية والإسلامية فقدت بالأمس رجلاً من رجالاتها ورمزاً من رموزها الوطنية، التي أجمع البحرينيون على حبه وولائه للوطن.
وأكد بأن جمعية الإصلاح ومنتسبيها فقدوا الأب الروحي والمعلم، والحكيم والمرجع لكل صغير وكبير، وفقدت البحرين يداً من أياديها البيضاء التي مدت يد العون لمختلف الأطياف، والسباق للهفة المحتاج وإنقاذ المسكين، في كل جراحات الوطن وآلامه.