لاعب واحد صنع الفارق لفريقه، وحطم آمال وأحلام الملايين من عشاق برشلونة في تكرار إنجاز عام 2009 بالفوز بالسداسية، بعد أن كان الطريق ممهداً لذلك، حيث جمع الفريق القاب الدوري وكأس الملك ودوري أبطال أوروبا والسوبر الأوروبي، وجاءت مواجهة السوبر الإسباني، لتنهي كل شيء، وكان كلمة السر أرتيز أدوريز البالغ من العمر 34 عاماً الذي منح اللقب لفريقه أتلتيك بيلباو.
صانع المستحيل
أدوريز صنع ما لم يحلم به يوماً، حتى أنه عبر عن ذلك بالقول بعد المباراة: «إنه أمر لا يصدق، هذا هو أجمل يوم في حياتي، بعد ولادة ابنتي»، فقد هز شباك برشلونة أربع مرات من أصل خمسة أهداف سجلها فريقه في المباراتين، ليضع بلباو على منصة التتويج بعد غياب 31 عاماً، بالفوز في مجموع اللقائين بنتيجة خمسة أهداف لهدف، بعدما سجل «هاتريك» في لقاء الذهاب الذي فاز به فريقه برباعية نظيفة، وكان صاحب هدف التعادل في لقاء العودة بكامب نو، ليتوج أتلتيك بلباو باللقب، وسط 88 ألف متفرج هزت صيحاتهم جنبات الملعب، أملاً في تعويض برشلونة لخسارته برباعية في الذهاب، لكن كل شيء ذهب أدراج الرياح.
حلم تحطم
رغم التصريحات التي حاول بها جوسيب ماريا بارتوميو رئيس برشلونة، التقليل من شأن خسارة السوبر الإسباني، بقوله: «سيكون من الرائع أن نخوض مواجهتي السوبر الأوروبي والسوبر الإسباني في كل موسم»، إلا أن الجميع في برشلونة كان يمني النفس بتحقيق الحلم وتكرار إنجاز الفريق الذي حققه عام 2009، مع المدرب بيب جوارديولا، وهو ما أخفق صديقه لويس إنريكي في الوصول إليه، بالرغم من أن المنافس في السوبر الإسباني أتلتيك بلباو في المتناول بالنسبة لبرشلونة، وسبق للفريق الكتالوني أن فاز عليه في نهائي الكأس بالثلاثة.
خطر قادم
خلال مبارياته الثلاثة التي خاضها برشلونة في الموسم الجديد، وضح أن الفريق سيعيش معاناة كبيرة، فبخلاف تأثره بالإرهاق وتلاحم المواسم، فإن الفريق يعاني من أزمة كبيرة في قلب الدفاع، كان نتيجتها استقبال الفريق لتسعة أهداف في شباكه، بواقع أربعة أهداف في مباراة السوبر الأوروبي التي حسمها لصالحه بنتيجة 5-4، بعد وقت إضافي، ثم الخسارة برباعية نظيفة من أتلتيك بلباو في سان مميس بذهاب السوبر الإسباني، وأخيراً التعادل في كامب نو بهدف لمثله في إياب السوبر بكامب نو.
عناصر الفريق المتمثلة في ماسكيرانو وبيكيه وبارترا وفيرمايلين وجيرمي ماثيو، التي تشغل منطقة قلب الدفاعي، ظهر واضحاً تراجع مستواهم الفني والبدني، وعدم قدراتهم على مجاراة سرعات وقوة ومهارات الخصوم، بالرغم من أن الفريق في الموسم الماضي، كان الأقوى دفاعاً في بطولة الدوري، حيث لم تهتز شباكه إلا 21 مرة في 38 مباراة.
العقبة الأكبر
تتمثل العقبة الكبرى في علاج الفريق لهذا الوضع، في عدم القدرة على تدعيم الفريق بلاعبين جدد، لسد هذه الثغرات، حتى وإن تم ذلك، فان الفريق لا يستطيع الدفع بأي لاعب جديد حتى يناير القادم، بسبب عقوبة التعاقد مع لاعبين قصر، الأمر الذي يعني أن برشلونة سيكون في وضع حرج حتى منتصف بطولة الدوري الإسباني، وهو ما ينذر بخطر كبير في الحفاظ على ما صنعه الفريق الموسم الماضي.