كتب - حذيفة إبراهيم:
كشف سفير البحرين لدى تركيا إبراهيم العبدالله أن هناك 10 قنوات إيرانية تبث باللغة التركية مخصصة للهجوم على البحرين ونشر التصريحات المسيئة على شاشاتها.
وقال، خلال لقائه الوفد الصحافي البحريني في مقر السفارة بأنقرة، إن التبادل التجاري بين البحرين وتركيا بلغ 500 مليون دولار خلال الفترة الماضية، بعد أن كان لا يتجاوز 72 مليون دولار في 2007.
وأوضح أن ارتفاع الضرائب وإصرار السلطات على شحن البضائع من إسطنبول يصعب المهمة ويرفع التكاليف، مما يعد عراقيل تحول دون تطوير وزيادة التبادل التجاري بين البلدين.
وأشار إلى أن شركة البحرين للمواشي حاولت استيراد اللحوم من تركيا، إلا أنها صادفت عدة معوقات أبرزها ضعف زراعة العلف في تركيا مما خفض بدوره الإنتاج الحيواني، كذلك تعامل الجهات التركية على أنها دولة أوروبية مما رفع أسعار المواشي بصورة كبيرة.
وذكر أن هناك اتفاقاً على رفع التبادل التجاري بين البلدين إلى مليار دولار، إلا أن حاجز اختلاف اللغة كانا أبرز العوائق التي تحول حالياً دون زيادة التبادل التجاري.
- كيف كان دور السفارة في توضيح موقف البحرين في 2011؟
- سعينا بكل جهد لنقل الصورة الصادقة عن البحرين، وأول ما فعلناه أجرينا محاضرة عن الأطماع الإيرانية في البحرين، وعرضناها في مناطق مختلفة في البحرين، وترجمناها للعربي والتركي والإنجليزي لتحقيق المزيد من الانتشار، وفي 2012 ترجمنا كلمة جلالة الملك المفدى إلى التركية والإنجليزية بمناسبة العيد الوطني، وعملنا كتيباً عن الأحداث التي جرت في البحرين، والجهود التي قامت بها المملكة لتعزيز الديمقراطية، وهذه الكتيبات تم توزيعها على كل من حضر احتفال السفارة، ومنظمات المجتمع المدني حتى يعرفوا ما يجري في البحرين، كما أجرينا لقاءات عديدة لنقل الأحداث السياسية والعنف الجاري بالبحرين، وزرنا فعاليات رسمية ومدنية، وأخذنا ملاحظاتهم، والتي انصبت في أنهم يتلقون معلوماتهم من الإعلام الإيراني، إذ إن إيران لديها أكثر من 10 محطات تبث باللغة التركية.
- كيف تقيمون تجربة السفارة البحرينية في تركيا؟
- منذ بداية عملنا في السفارة، وضعنا مبادئ وأسساً واضحة لكي نعمل وفقها، ونعزز علاقاتنا مع تركيا، حيث منذ البداية، كان حجم التبادل التجاري بين البلدين 72 مليون دولار، ووصل اليوم إلى 500 مليون دولار، وهي بجهود مشتركة بيننا وبين جهات أخرى، وهناك تبادل لا يمكن حصره كالتجار والبنوك التي تأتي للاستثمار السريع أو المشاريع وغيرها من الأمور التجارية، كما إن هناك العديد من القضايا سواء العسكرية أو غيرها التي تم تعزيز التعاون فيها.
- ما هي المبادئ التي عملت وفقها السفارة؟
- وضعنا أمامنا مجموعة من النقاط، حول ماذا نريد أن تكون مهمتنا، وحاولنا أن ننتج المعلومة التي تسهم في تطوير العلاقات الاقتصادية، لكي لا يكون عملنا منحصراً فقط في الاستقبال وحضور الحفلات والمناسبات وغيرها، وإنما كان هدفنا الأساسي إعطاء معلومات للبحرين عن تركيا وبالعكس، وتشخيص تلك المعلومات من خلال دراسات وبحوث، ووضع الإمكانات في البلدين لتعزيز العلاقات، كما وضعنا هدفنا الثاني وهو الترويج للبحرين، ونقل الصورة الصادقة عنها، لتعزيز الجانب الثقافي، والتي منها ننطلق إلى جوانب أخرى كالاجتماعي، أما الهدف الثالث منذ افتتاح السفارة، كان زيادة التبادل التجاري، وتطوير الجانب الاقتصادي بين تركيا، والبحرين، والهدف الرابع لدينا هو نقل الصورة الصادقة عن ما يجري في البحرين، وبعد موافقة وزير الخارجية على هذه النقاط، وضعنا تقريراً حول التعاون الاقتصادي بين البلدين، وكيف يمكن لنا أن نتعاون مع تركيا لرفع حجم التبادل التجاري بين البلدين، وتمت ترجمة التقرير إلى التركية والإنجليزية بعد كتابته بالعربية، وقمنا بزيارات لغرفة تجارة وصناعة البحرين، واستمعت إلى شكاويهم، وطموحاتهم وتطلعاتهم، ثم الفعاليات التجارية في تركيا، إضافة إلى المصانع، لمنحهم فكرة واضحة عن الفرص في البلدين، كما إننا ركزنا على مجموعة من القضايا من أهمها وجود مصنع للأدوية إلى البحرين لتصديرها لاحقاً إلى الولايات المتحدة ودول مجلس التعاون، وكانت هناك أيضاً لجنة تعاون اقتصادي بين البلدين، إلا أنها لم تجتمع منذ العام 2004، فحاولنا أن نعزز لهذه اللجنة وتحريكها، كما عززنا فعاليات لجنة أخرى خاصة بالاقتصاد.
- لماذا تركزون على الاقتصاد أكثر من غيره؟
- بعد أن زار الرئيس التركي السابق البحرين وبعد اجتماعه بالقيادة في البحرين، اتفقوا على رفع التبادل التجاري إلى مليار دولار، ولكننا لم نتمكن من الوصول إلى هذا المبلغ لعدة أسباب من بينها أن البحرين لديها علاقات واسعة ومتينة مع دول أخرى، Yضافة إلى حاجز اللغة للتجار وقف عائقاً أمام تحقيق الهدف.
- ما هي أبرز إنجازاتكم خلال السنوات الماضية؟
- عملنا على مشروع وثيقة بين البلدين، إلا أن الأزمة في البحرين، والمشاكل التي حدثت في تركيا، إضافة إلى الخلافات في المواقف حول الربيع العربي أوقفتها. كما قمنا بمحاضرات وحملات للتوعية والترويج إلى البحرين، وزار سمو ولي العهد باعتباره رئيس مجلس التنمية الاقتصادية، وزار الرئيس أردوغان، واتفقوا على عدة أمور، وعملنا بذات الجهد على الجوانب الثقافية والبحث العلمي والرياضة والبرلمان، وخرجنا بعدة مذكرات تفاهم في ذلك المجال، أما في السياسة، فنحن مسؤولون أيضاً عن أذربيجان وتركمان ستان وكزخستان وجورجيا، فعملنا على دراسة كيفية تعزيز العلاقات معهم، ومعرفة الإمكانات لديهم، وأعددنا تقارير أيضاً حول سياسة تركيا بعد اتفاق p5+1 وعاصفة الحزم، وصراع الأحزاب داخل تركيا والوضع الاقتصادي فيها، وذلك ليعرف التاجر البحريني مدى إمكانية الاستثمار فيها.
- ما هي أبرز المشاريع الاقتصادية العملاقة بين البلدين؟
- اخترنا كسفارة البحرين في تركيا أن نعمل على إنشاء مصنع للأدوية في المملكة، كوننا وجدنا أن مشروع مصنع ملابس قد لا يجدي نفعاً بسبب المنافسة الصينية القوية، وهناك في الولايات المتحدة أكثر من 350 مليون مواطن يتناولون الدواء، وبوجود اتفاقية التجارة الحرة بين البحرين والولايات المتحدة، ولذلك فإن الدواء يمكن له المنافسة في السوق الأمريكي، وتقدمت عدة شركات إلا أن المشروع تعطل بسبب أحداث الربيع العربي، وضعف الجد والمثابرة من قبل الأطراف في البحرين، وهناك مشاكل أخرى في تركيا، واقترحنا أيضاً أن تكون البحرين مركزاً للصناعات التركية، باستثمار التسهيلات التي تمنحها البحرين.
- ما هي أبرز البضائع المتبادلة بين البحرين وتركيا؟
- تتركز التجارة بين البحرين وتركيا في ملابس وسجاد وغيرها، وكانت البحرين تصدر القماش إلى تركيا ولكن بسبب تقوية العلاقات بين الصين وتركيا لم تعد تركيا تستورد القماش، وكان لدينا اقتراح بإيقاف سفينة للبضائع التركية في الخليج، وتوزيع البضائع التركية منها، إلا أن مشاكل المنطقة وقفت تلك المشاريع، والمشاكل في المنطقة أوقفت أيضاً مشروع سكة الحديد التي اقترحها جلالة الملك المفدى لدى زيارته لتركيا، حيث هناك عدم استقرار في العراق وسوريا، إلا أن دول الخليج ماضية في مشروع السكك الحديدية بينها.
- في ظل قرار رفع الدعم عن اللحوم، هل هناك إمكانية لاستيراد اللحوم من تركيا؟
- مشكلة تركيا تكمن في الضرائب، إذ إنها تأخذ ضرائب كبيرة على المواطن تصل إلى 36? وهذه الضرائب ترفع أسعار كل شيء، كما إن تركيا تنظر إلى نفسها على أنها دولة أوروبية، فلماذا تبيعه بأسعار رخيصة، وهو ما يجعل اللحوم التركية مرتفعة السعر، وتقليل زراعة العلف في تركيا أيضاً سبب مشاكل أيضاً في الإنتاج الحيواني، وأصبحت هي من تستورد الأغنام، وهناك مشكلة أخرى في التبادل التجاري في تركيا، وهو أن السلطات هنا تريد أن يكون مصدر نقل البضائع من خلال إسطنبول فقط، فأصبحت طرق المواصلات هي من العوامل السلبية التي تعيق التجارة بين البحرين وتركيا، وحاولت شركة البحرين للمواشي سابقاً أن تستورد ولكن كل تلك المعوقات منعتها.