^ لا أعرف مدى صحة الأنباء التي تقول إن أحد الوزراء الكبار تعرض لموقف أو محاولة من الإرهابيين ليلة أمس الأول، لكني لا أستبعد أن يحصل ذلك في ظل مجموعة الحوادث الإرهابية الأخيرة وتطورها. أحد الإخوة قال جملة بها من الصراحة وبها من الغضب على الدولة ما معناه “خل يحسون فينا شوي، نحن نكتوي بنار الإرهاب، لكن إن تعرض أحد الوزراء الكبار للإرهاب سوف يحسون فينا”. قرار حفظ الأمن هو قرار سيادي كما هو لدى أمريكا وبريطانيا وفرنسا وإيران، لكنه لدينا للأسف يبدو كأنه ليس سيادياً، تتدخل فيه ربما جهات أخرى، أو تخشى الدولة من أن تتخذ قراراً لحفظ الأمن مراعاة لبريطانيا وأمريكا وتوابعهما من المنظمات الدولية. من بعد كل الأزمة التي حدثت لنا، للتو يصرح الرجل الفاضل وزير الخارجية عن إجراءات ضد أي دبلوماسي يخالف الأنظمة والأعراف والقوانين، أين كنا منذ إرهاب 14 فبراير وحتى اليوم، أين القرارات السيادية القوية. لماذا نخاف من هذه الدولة، أو تلك، لماذا لا نتخذ قرارات قوية، والله إن الدولة المعنية سوف تحسب لنا ألف حساب فقط إن تغيرت لهجتنا، أما إن أصبحنا نسير على طريق التردد والخوف فلن يحسب لنا أحد حساباً. الترخيص للمسيرات التي يحدث فيها إرهاب دائماً وأبداً، لماذا يا وزارة الداخلية؟ أين البرلمان؟ أين من كنا نحسب أن لهم صوتاً قوياً ومؤثراً في المجلس، فقط تصريحات في الصحف؟ هذا لا نريده، نريد عملاً داخل قاعات المجلس، هنا دوركم، التصريحات شبعنا منها، لماذا لا تحاسبون الداخلية على “تسهيل المسيرات والتي يحدث بها إرهاب” ولا تتخذ الداخلية أي إجراءات حيال المنظمين وتعود أيضاً وترخص لهم ثانية بعد يومين، ماذا نسمي ذلك؟ أنتم تكافئون الوفاق على إرهابها؟ المواطن تعب من هذه الأمور التي ضيعت البلد، تعبنا من حالة ترك الحبال على القارب، وتعبنا من حالت الفوضى في الطرقات العامة، وتعبنا من كل التراجعات التي أدت لإصابة رجال الأمن إصابات خطيرة وقاتلة. قرار حفظ الأمن السيادي لا تتخذه الدولة فقط تعمل على أن تستوعب ضربات الإرهاب، هل هذا حل؟ أليس لديكم استخباراتكم من أجل وقف الإرهاب قبل أن يضرب؟ إلى متى هذه الحالة؟ إلى متى وأنتم تتفرجون على حالة ضياع الأمن، وتطور أساليب القتل لدى الإرهابيين؟ «كلهم جمن شخص» والله لو أن الدولة جادة في حفظ الأمن لاستطاعت أن تحصرهم، لكن ماذا نقول؟ علي الأسود يقول في الـ بي بي سي إن الغرب يقول للوفاق وغيرها كيف نغطي مظاهرات في البحرين لا يوجد فيها دم؟ الأسود يقول إنه يريد دماء هذا معنى كلامه، ويريد قتلى في صفوف إما الإرهابيين وإما الشرطة حتى تحدث تغطية لأحداث البحرين، هؤلاء هم الوفاق الذين أعطتهم الدولة (الخد والبرطم) باعتبارهم معتدلين، وهؤلاء المعتدلون كبروا وتمادوا حتى قالوا يسقط النظام، متى تحصي الدولة أخطاءها؟ لا نرى قرارات سيادية داخلية، ولا قرارات ومواقف سيادية خارجية، وكأن صوتنا دائماً خافت، دائماً لا نواجه الآخرين بذات قوة تصريحاتهم، وهذا جعل الجميع يستقوي علينا. كل شيء يبقى في إطار الكلام، أين إسقاط الجنسية عن مزدوجي الجنسيات؟ أين حرمان الإرهابيين من الخدمات الإسكانية والتعليمية والصحية؟ أين تعطيل الرقم الشخصي للإرهابيين؟ إذا كانت هناك جمعيات تعطي الإرهابيين أموالاً من أجل أن يقوموا بالإرهاب فعلى الدولة أن تواجه ذلك بالقانون أولاً، وبالأحكام الرادعة في القضاء وبإجراءات الحرمان من الإسكان والخدمات الأخرى. نحن نضع إصبعنا في عيوننا ونقول لماذا يتمادى الإرهاب، لماذا يتطور ويضرب في كل مكان، لأن الدولة غير حازمة في قرار حفظ الأمن وفي مكافحة الإرهاب بالإجراءات، هذه هي القضية، إذا ذاب الجليد عن قرار حفظ الأمن، سوف تجدون الإرهابيين ينحسرون ويتراجعون، لكن متى يذوب، ذهب الصيف وأتى الصيف ولم يذب بعد..! ^ رذاذ أين الجمعيات الحقوقية والمواطنون العاديون من رفع قضايا على الوفاق وغيرها ممن يحرضون على الإرهاب؟ أين أنتم من رفع قضايا على من قال اسحقوهم، لماذا تبقون ظاهرة صوتية، ارفعوا قضايا بالمحاكم مادامت النيابة صاحبة الحق في ذلك لا ترفع، أنتم يا مواطنون ارفعوا القضايا في المحاكم وستجدون عشرات المحامين الذين يتبنون هذه القضايا.