لا يمكن أن أتعامل مع تصريحات الخارجية الأمريكية التي تتحدث عن مزيد من “ضبط النفس” من رجال الأمن حتى بعد أن جردتهم السلطات من أي وسائل للدفاع عن النفس؛ إلا أنها سياسة مقصودة ومتعمدة تدفع باتجاه عجز وامتناع رجال الأمن عن الدفاع لا عن أنفسهم فقط؛ بل حتى عن المدنيين، فيضطر المدنيون في هذه الحالة للدفاع عن أنفسهم. هذا هو ما تعمل الولايات المتحدة الأمريكية الآن به من خلال تصريحاتها التي تتحدث عن “الاستخدام المفرط للغاز المسيل للدموع”. (كيف لغاز أن ينتقي الناس وفقاً لطائفتهم، فلا يموت منه إلا أبناء طائفة واحدة، رغم أنه منتشر في الهواء ويتنفسه السنة والشيعة! حقاً إنه غاز ذكي)!! أما التصريحات التي تتحدث عن مزيد من “ضبط النفس”؛ فمقصود بها أن يبقى رجال الأمن في مبنى مراكز الشرطة ويلبسون خوذاتهم، يحملون طفايات الحريق بانتظار المولوتوف، فلا يعود لهم أثر في الشارع ويترك الإرهابيون كي يفجروا العبوات والسلندرات والمولوتوفات ويلقونها على المدنيين والناس حتى وهم آمنون في بيوتهم، مما سيدفعهم عاجلاً أم آجلاً للدفاع عن أنفسهم وسيحدث المراد. من الواضح أن هدف الولايات المتحدة الأمريكية الآن هو خلق أجواء نزاع طائفي بتقييد رجال الأمن وترك الباب مفتوحاً لهجمات الإرهابيين، فإن استجابت الدولة لهم فقد ساعدتهم على تنفيذ مخططهم، فالعملاء الممولون من قبل معاهد التغيير لا يهمهم إن سقط ضحايا من أي طرف كان، المهم أن لا يذهب إعدادهم وانتظارهم هباء منثوراً! كان المخطط معداً كما قال الكاتب الأمريكي رون نيكسون في صحيفة نيويورك تايمز بتاريخ 14 أبريل 2011 أن يتكرر سيناريو الربيع العربي في البحرين؛ أي يقوم مركز حقوق الإنسان (غير القانوني) بالدفع تجاه أحداث الاضطرابات، هذا ما أعدوا له، ولهذا هم تحت الحماية الأمريكية لاستكمال ما خططوا له، وحين فشلت الخطة “ألف” باستدراج رجال الأمن، يجري الآن استدراج المدنيين مما اضطرهم إلى الانتقال إلى الخطة “باء”؛ وهي استهداف المدنيين الآن عل وعسى يفلت الزمام ويحدث ما يستدعي تدخلها، أو على الأقل تزداد نقمة المدنيين السنة على النظام العاجز عن حمايتهم، فيصبح الحنق والغضب على النظام من كل الأطراف فيسهل إسقاطه. تعتقد الولايات المتحدة الأمريكية أنه مازال هناك إمكانية لدفع البحرين لأتون نزاع طائفي يمكنها من تنفيذ الأهداف، والبحرين ما هي سوى منصة للقفز على المملكة العربية السعودية، لهذا تعمل الإدارة الأمريكية الحالية بكل طاقاتها لتنفيذ الجزء الثاني وهي في اضطراب نتيجة كشف المخطط ونتيجة ظهور أصوات أمريكية ترفضه وترى فيه تهوراً وخسارة كبيرة لحلفاء المنطقة دون إعداد لحلفاء جدد إعداداً يضمن الحفاظ على مصالحها في المنطقة، فالأصوات الإعلامية المعارضة لهذا المخطط في زيادة، وأصوات داخل الكونجرس ومنظمات مدنية أمريكية بدأت بكشف الشبكة الأمريكية التي وقفت خلف ما يسمى “بالربيع العربي”، مما يهدد الإعداد والمخطط كله للضياع (هناك آلاف من الموظفين يعتمدون على هذا المخطط كمصدر رزق في تلك المعاهد الأمريكية ومن مصلحتهم نجاحه، مثلما هناك خونة من جميع الدول العربية قبلوا تمويل الأموال لخيانة وطنهم)، لذلك هم الآن في سباق مع الزمن قبل أن يحين موعد الانتخابات ويتعرض المخطط ربما للمراجعة أو ربما للإغلاق، خصوصاً وأن البحرين مازالت عصية على السقوط وتتحرك بكل اتجاه لتكوين حلفاء يساندونها بشكل مدروس ومتقن، وخطواتها المتسارعة نحو الاتحاد الخليجي تقطع عليهم الطريق، وشتاء وخريف الربيع العربي بدأ يبرز للعيان، لذلك فإن كل من استفاد مادياً ومعنوياً من المخطط الأمريكي بمن فيهم عملاؤه البحرينيون (خونة الوطن) يدفعون الآن للمسارعة للانتقال إلى الخطة باء، وهي مهاجمة المدنيين للدفع باتجاه نزاع طائفي. ما لا يعرفه خونة الوطن أنهم سيكونون أول ضحايا هذه النزاعات الطائفية؛ لأنه لا رابح بهذا النهج، الكل سيدفع الثمن واحتراق الوطن لن ينجيهم ولن ينجي طائفتهم ولن ينجي إخوتهم من الطوائف الأخرى، واسألوا شيعة العراق كيف يعيشون الموت كل يوم، يخرجون من بيوتهم وهم لا يعلمون إن كانوا سيعودون لها أم لا، وذهبت أسراب المن والسلوى التي منّاهم بهما الجلبي كلها لجيبه هو وحده، وجيب المالكي ومجموعة صغيرة دخلت على ظهر الدبابة الأمريكية معه!! نسي الخونة أن من دربهم ومولهم له أجندته الخاصة، وما هم إلا (ببيت) كما قال عنهم الكاتب الأمريكي رون نيكسون؛ أي مجرد دمى ترمى كما ترمى ورقة “الكلينكس” حال ما يمسح بها الأوساخ! الرهان الآن على وعي أهل البحرين الشيعة قبل السنة بهذا المخطط، وإفشاله من الداخل وعدم الانجرار لمخطط الاحتراب الطائفي، أو للخضوع للفخ الذي يراد الاستدراج له وعدم إعطائهم الفرصة، ومثلما أفشلنا “ألف” قادرون إن شاء الله على إفشال “بائهم” و«جيمهم” وكل قائمتهم الأبجدية.