كتبت - سلسبيل وليد:
«لم نسمع إلا صوت الانفجار الذي اخترق سيارتنا وأحسسنا بأنه انتشلنا فجأة فلم نعد نشعر بشيء ارتابنا القلق والخوف من المصير وبعد حادثة الانفجار أصبحنا لا ننام الليل فأصواتنا تتعالى ونحن نئن من آلامنا ونشكر الله أنه قد أنجانا من تلك الحادثة وأنها انتهت بلا كسور أو إصابات بليغة»، بهذه الكلمات روى جميل ربيع قصته المأساوية لـ «الوطن» جراء حادثة انفجار كرانة الإرهابي.
وقال جميل: «كنا متجهين من البديع إلى المنامة شمالاً، وعلقنا بالسير عند فيلا قبل الكانتري مول بقليل وذلك بسبب وجود دوار والازدحامات الاعتيادية الموجودة عليه، وكان الوضع هادئاً وسيارات الشغب منتشرة ولا توجد أي مناوشات بين المتظاهرين ورجال الأمن، و لكن لسوء حظنا حدث انفجار مدوٍ يؤكد أنه ليس من صنع مواد محلية، ومن قوته شعرنا وكأنه يدفعنا خارج السيارة وترك آثاراً لحطام النوافذ، وفتحت أبواب السيارة».
وتابع جميل:»من قوة الانفجار أمسكت بيد زوجتي وهرعنا خارج السيارة واختبأنا خلفها إلا أن رجال الشرطة منعونا خوفاً علينا أن نتأذى أكثر فابتعدنا عن السيارة ولم تمضِ ثوانٍ إلا وحصل انفجار آخر ولو لم نبتعد لتأذينا أكثر ولكن رحمة الله واسعة، ثم توقفنا بعيداً مرتعدين من هول المنظر ولم يترك الانفجار إلا آثاره على أجسادنا، فسيارتنا ذهبت وتتعوض ونحن نحمد لله على هذا»، ويستطرد: «لم نبرح مكاننا حتى جاءتنا سيارة أجرة ورأتنا في حال يرثى لها فأخذتنا إلى مستشفى السلمانية لتلقي العلاج اللازم».
وأضاف أن الانفجار حدث في نحو التاسعة والنصف ونقلنا للسلمانية ما يقارب العاشرة مساء، فيما تم إخراجنا من المستشفى 3 الفجر تقريباً بعدما تلقينا العلاج اللازم.
وأوضح جميل: «أن زوجته تأثرت بالانفجار أكثر منه وذلك لقربها منه في جهة اليمين، فأصابها جرح عميق، وآثار تلك الشظايا، في البطن والأرجل والأيادي، متابعاً أن آثار الآلام تظهر بعد أيام من الانفجار فنحن نشعر بانتفاخات في اليد والأرجل ونشعر بآلامها».
وتابع: «نحن لا ننام ونئن طوال الليل فنشعر بآلام مستمرة لا تتوقف على الجهتين اليمين واليسار، مشيراً إلى أن حالتهم ستتحسن يوماً بعد يوم «، وأضاف أنهما يعانيان من رضوض وجروح طفيفة ونتمنى أن تنتهي تلك الآلام في الأيام القادمة، ولكنه كان يوماً قاسياً ولن ننساه».