د. أحمد يوسف العبيدلي - باحث أكاديميّ


مُباشَرَةُ الحقوقِ السّياسيّة في مملكتنا العزيزة تحتاج إلى أن يكون الفرد متمتّعاً بالأهليّة المدنيّة الكاملة، وله القدرة على مباشرة كافّة التّصرّفات القانونيّة. وتختلف الدّول في تحديد سنّ الرّشد السّياسيّ، غير أنّ الاتّجاه السّائد حاليّاً هو المساواة بين سنّ الرّشد المدنيّ وسنّ الرّشد السّياسيّ. وقد حدّد المشرّع البحرينيّ سنّ الرّشد السّياسيّ بعشرين سنةً كاملةً يوم الاستفتاء أو الانتخاب «القانون رقم 26 لسنة 2006».

انطلاقًا من أهمّيّة أن يكون هنالك دورٌ للشّباب في العمليّة الانتخابيّة القادمة بالفصل التّشريعيّ السّادس، فهذه الفئة من أبناء المجتمع تهمّهم الانتخابات النّيابيّة أكثر من غيرهم؛ لما للمجلس النّيابيّ من تأثير مباشر على مستقبلهم أكثر من أيّ جهة أخرى، تمّ تنظيم وتنفيذ جلسة «برلمان الشّباب» عن بُعد في مجلس النّواب خلال دور الانعقاد العاديّ الثّالث من الفصل التّشريعيّ الخامس، وهدفت هذه الجلسة «الافتراضيّة» إلى الاهتمام بفئة الشّباب في مملكة البحرين، ومنحهم أدواراً أكبر في العمليّة الدّيمقراطيّة، وتعزيز دورهم المجتمعيّ الفاعل، انطلاقاً من التّوجيهات السّامية لجلالة الملك «حمد بن عيسى آل خليفة» ملك البلاد المعظّم حفظه الله ورعاه.

وحيث إنّ هذه الفعاليّة «العمليّة» هي باكورة جهود مكثّفة من المجلس النّيابيّ وكذلك المؤسّسات الأخرى ذات الصّلة، حيث تتضمّن برامج مكثّفة لتثقيف الشّباب ورفع مستوى وعيهم بعمل المجلس والمسؤوليّات واللّوائح الدّاخليّة المنظّمة لعمله، وكثير من التّفاصيل الّتي ستُبَلْوِرُ في ذاكرتهم الدّور المهمّ للعمل النّيابيّ. ويشكّل تبنّي سموّ الشّيخ «ناصر بن حمد آل خليفة» الممثّل الشّخصيّ لجلالة الملك المعظم لشؤون الشّباب والرّياضة لهذا المشروع الرّائد عاملًا مُحفّزًا للشباب، ودافعًا كبيرًا للجميع لبذل المزيد من الجهد والإبداع في التّنفيذ والتّطوير.

وبعد افتتاح الجلسة تفضّل سموّ الشّيخ ناصر بن حمد آل خليفة ممثّل جلالة الملك للأعمال الإنسانيّة وشؤون الشّباب بإلقاء كلمةٍ نَقَلَ فيها تحيّات وتقدير حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة ملك البلاد المعظّم، للشّباب ولجميع المشاركين في جلسة برلمان الشّباب. وجدّد سموّه مُباركته للشّباب بما جاء في كلمة حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة ملك البلاد المعظّم في خطابه السّامي بمناسبة افتتاح دور الانعقاد العاديّ الثّالث من الفصل التّشريعيّ الخامس بأنّه: مِن «مُنطلق إيماننا بأنّ أبناءنا وبناتنا من الشّباب البحرينيّ المنجز والطّموح مصدرُ ثرائِنا ورهِاننا المضمون للمستقبل الواعد، فقد جعلنا مسألة تمكين الشّباب أولويّة وطنيّة لتحفيز مشاركتهم الفعّالة كقوّة عمل وبناء تساهم في التّطوير الإيجابيّ لنهضتنا الوطنيّة وفق أهداف التّنمية المستدامة بمسؤوليّةٍ وتكافؤٍ حقيقيٍّ».

يأتي الدّور الآن على كافّة مؤسّسات المجتمع المدنيّ، ولربّما لجان الطّلبة بالجامعات والكلّيات، وكذلك مجالسنا الشّعبيّة على تكثيف البرامج التّثقيفيّة لفئة الشّباب، وتشجيعهم على الحضور والمشاركة، وتهيئة البيئة الّتي تناسبهم، وإعطائهم حيّزًا أكبر في تنظيم هذه الفعّاليّات عبر قنوات التّواصل الاجتماعيّ الرّسميّة؛ لتثقيف الشّباب من أبناء الوطن من أجل رفع سقف الثّقافة البرلمانيّة، وأهمّيّة الحفاظ على مكتسبات الدّيمقراطيّة، وتعزيزها بالمشاركة الشّبابيّة الفاعلة في الانتخابات البرلمانيّة القادمة.

* باحث أكاديميّ