يبدو أن حكومة مملكة البحرين مقبلة على مرحلة جديدة في مجال العمل الحكومي والتطوير في المجالات التي تشمل كل أنواع التنمية المستدامة. فالتعديل الوزاري الأخير الصادر بإرادة ملكية من لدن حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة ملك البلاد المعظّم حفظه الله ورعاه تحت مرسوم رقم «25» لسنة 2022، سيكون مختلفاً هذه المرَّة، وذلك لاحتوائه على وجوه شابة جديدة ومميزة.

فقبل يوم واحد من التعديل الوزاري، أكد صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن حمد آل خليفة ولي العهد رئيس مجلس الوزراء على ضرورة «ضخ دماء جديدة في مجلس الوزراء لاستثمار طاقاتها لمواصلة تطوير العمل الحكومي».

إن تعيين كوكبة من الوزراء الشباب يكشف مدى النية في تغيير نمط العمل الحكومي وليس تغيير الوزراء فقط، فالدماء الجديدة التي حفل بها التعديل الوزاري الأخير، تؤكد لنا مدى قوة النوايا الحقيقية للتغيير داخل المؤسسة الحكومية، وأن تكون انطلاقة تشكيل المستقبل تبدأ من وزراء المستقبل، حيث يجب الإقرار بأن الزمان زمانهم، والوقت وقتهم، والمكان مكانهم، والنجاح بلاشك حليفهم. فهم أقدر من غيرهم على فهم مفاتيح المستقبل، واستخدام أدواته بشكل كامل ولائق ومناسب، حتى يتحول العمل الحكومي من عمل شبه تقليدي، يقوده فرد فقط، إلى عمل جماعي يقوده فريق واحد، أو فريق البحرين.

إن رهان القيادة على الوجوه الشابة والدماء الجديدة، لهو رهان على المستقبل، فالبحرين دولة «ولَّادة»، وفيها من الكفاءات والخبرات والطاقات الشابة وغير الشابة، ما يجعلنا في مأمن من كل الظروف الصعبة والمحتَملَة. خاصة عندما قرأنا السير الذاتية للوزراء الشباب، ومدى الحماس والقُدرات التي يملكونها، ما يجعلنا نتفاءل بكل الخير لصالح هذا البلد ولمستقبل أبنائه. وبما أننا نراهن على الدماء الجديدة من الوزراء، فإننا كذلك لا يسعنا سوى أن نشكر معالي الوزراء السابقين الذين أثروا التجربة الحكومية من خلال خبراتهم وما قدموه لصالح هذا الوطن من عطاءات كبيرة. فهم الذين أسسوا لإرث من العطاء والعمل الحكومي الرائع، ما يستوجبنا أن نشكرهم عليه. وعليه أيضاً، سيكون من السهل كذلك أن يَبني الوزراء الشباب على كل المعطيات والمُنجزات التي أسسها الوزراء المخضرمون، لتكون التوليفة الحكومية قائمة على تاريخ من الخبرات من جهة، وعلى تطوير الأداء الحكومي من جهة أخرى.

فالبحرين كبيرة بخبراتها وجميلة بشبابها الواعد، تحت قيادة صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن حمد آل خليفة ولي العهد رئيس مجلس الوزراء حفظه الله.