تغريدة لافتة نشرها أخيراً في «تويتر» من بدا من اسمه أنه عراقي وأرفق بها صورة تظهر أرتالاً من السيارات والشاحنات تتزاحم بغير نظام في طريق رملي مليء بالغبار الناتج عن ذلك التزاحم قال إنه مدخل العاصمة العراقية. ملخص التغريدة أن هذا هو مدخل بغداد في زمن الحكم الحالي الذي وصفه بأوصاف سالبة عديدة وأنه بدلاً من عمل حكام العراق على انتشاله مما صار فيه يقولون إن دولاً خليجية تتآمر عليهم.

لعله شأن داخلي لكنه بالتأكيد لا يمنع من اعتبار ذلك شاهداً على أنه نتاج منطقي لتدخل النظام الإيراني وتمكنه من القرار العراقي، فمثل هذا المشهد صار العالم يراه أيضاً بوفرة في سوريا ولبنان واليمن، أي في الدول الأربع التي تغلغل فيها النظام وصار يعمل على دفعها بكل طاقته وأحابيله إلى الوراء. مثل هذه المشاهد لم تكن موجودة في هذه الدول قبل تمكن النظام الإيراني منها، والأكيد أنه لن يتبقى منها غير الصور بعد التحرر منه، والأكيد أيضاً أنها ستتكرر في الدول التي قد يتمكن منها هذا النظام مستقبلاً.

ليس تحاملاً على إيران لكن هذا هو النموذج الذي وفره النظام المسيطر على السلطة فيها ويعتبره البعض الذي أقحم نفسه في عالم السياسة عنوة مثالاً ويعمل على الترويج له عبر رفع الشعارات الخائبة التي تتخذ من الحرية والديمقراطية وحقوق الإنسان مطية.

التقدير أن كل من رأى تلك التغريدة والصورة المرفقة بها قال إنها صرخة مصحوبة بالألم تبحث عمن يسمعها جيداً ليعمل على إنقاذ العراق من تغلغل النظام الإيراني فيه وتمكنه من المشاركة في القرار بل فرضه. ومعنى الكلام أنه ليس من العدل أن يقبل العراقيون أن يكون هكذا هو حال العراق الذي ظل على مدى الأزمان رديفاً للحضارة وعنواناً لها. ومعناه أيضاً أنه ليس من العدل أن يقبل السوريون واللبنانيون واليمنيون أن يكون هكذا حالهم بعد كل الذي قدموه للحضارة الإنسانية.