كلما أنزف دمعاً لفقدان صديق أتذكر صديقي الآخر، فبقدر ما أكن من محبة ومودة لصديقي العزيز أبو خالد، فأنا أيضاً أكن لهذا الرجل البسيط ابن المحرق نفس الحب. هذا الرجل الذي يتعامل مع الجميع بنفس الدرجة من التواضع والتقدير ، فهو أخي وعزيزي إبراهيم العريفي. كان عبدالرحمن يحترم خصومه قبل أصدقائه وأعدائه قبل مريديه، هذه المرتبة تجمع الاثنين فكلاهما مشهور بتواضعه الجم وبساطته في التعامل بالرغم من كون أحدهما قائداً سياسياً قومياً محنكاً قضى جلّ حياته مدافعاً ومناضلاً عن القضايا القومية والآخر رجل بسيط عمل في بابكو ولكن ما استنتجته منهما أن الأخلاق والتواضع ليس لها مركب كيميائي وإنما هي بساطة القلوب. بالأمس توفي الصديق العزيز المتواضع الخلوق إبراهيم العريفي الغني عن التعريف، عرفته متواضعاً بسيطاً، ومحباً للناس. تواضعه الجم يرفع من مكانته في قلبي وقلوب كل من عرفه عن قرب أو بعد، هذا ما يذكرني بصديقي وصاحبي عبدالرحمن النعيمي الذي يجتمع معه في الخلق. لقد رافقت عبدالرحمن في حياته الزاخرة وأصبح هو الظل المرافق لحزني على فقدان أي صديق آخر، وأيضاً رافقت أبو عارف في حياته وكان حزني على فقدانه يضاهي حزني على فقدان صديقي عبدالرحمن فقد كانا أعز الناس على قلبي وأكثرهما تواضعاً. دعائي بأن يسكنهما العزيز فسيح جناته ويلهم ذويهم الصبر والسلوان، فسلام لك أبا عارف وعلى روحك الطاهرة وسلام لك أبا خالد وعلى روحك الطاهرة. صديقكما المخلص راشد حمد الجار