معهد البحرين للتنمية السياسية طرح برنامج «تأهيل المرشح» وذلك ضمن المرحلة المتخصصة للبرنامج الوطني للانتخابات «درّب 2»، ويتضمن البرنامج مجموعة من ورش العمل والدورات التدريبية المتخصّصة، منها دورة تدريبية حول سلوكيات المرشح المثالي. وللأمانة هذه الدورة من أهم الدورات التي يجب أن تُتناول بطريقة متقنة من المتحدث في الدورة والمتلقين -المرشحين ومدراء الحملات- لأنها تُعد من أخلاقيات الترشح حيث لا يجب تجاهل دور السلوكيات المثالية في نجاح العملية الانتخابية واختيار المرشح المناسب. فالمرشح المثالي لأي منصب يجب أن يتمتع بصفات معيّنة، بخبرة وكفاءة ومهارة عالية وأداء متميز، والالتزام بمهام العمل بجانب التمتع بذكاء عاطفي/اجتماعي، ويُعد سلوك المرشح من أهمها، كما أنها بلاشك تعكس شخصية المرشح، والسلوك الإيجابي قطعاً يحبّب الآخرين ويمكن اختياره في تمثيل الشعب في العمل النيابي أو العمل البلدي.

سلوك المرشح الإيجابي أو السلبي معيار، ويمكن قياس متغيّرات سلوكه قبل الانتخابات وخلال الانتخابات وبعد الانتخابات، سواء فاز في الانتخابات أو لم يصل إلى القبة البرلمانية، فهذه المراحل الثلاث من سلوكه تعبّر عن التزامه بالمسؤولية الوطنية تجاه الوطن والمواطن وعما يلزمه من السلوك الانتخابي في إقناع الناخبين عن برنامجه الانتخابي وسبل تنفيذ وتحقيق ذلك. صحيح أن المهارات المتعددة والخلفية المعرفية مهمة إلا أن المهارات الشخصية في التعامل مع الآخرين ضرورية أيضاً وتتوازن مع تلك المهارات، وشتان بين المرونة والعصبية أو الاحترام والإهانة أو الإذلال، وما بين التقدير وعدمه.

كثير من الناخبين يتخذون سلوك المرشح معياراً لوصوله للقبة البرلمانية أو عدم دعمه «هذا طيب وهذا يسلّم عليَّ دائماً وهذا عمره ما احتقرني»، هي معايير يرونها في غاية الأهمية في تمثيل المرشح لأي وظيفة، فالأخلاق العالية والرفيعة سمة المسلم، وعديمو الأخلاق قد يشكّلون عبئاً على سمعة المملكة في حال فوزهم في الانتخابات أو ما بعد الانتخابات «وما أدراك ما بعد ذلك». وأهم من هذا كله، على المرشح أن يبتعد عن القذف وتشويه سمعة منافسيه أو التحقير بهم أو المحاولة في تدبير مكائد، يجب على المرشح أن يتحلّى بروحٍ تنافسية عالية بعيدة عن الإضرار بمنافسيه وأُسرهم نفسياً ومادياً.

عموماً، الناس معادن، أي أن المرشحين معادن، منهم الذهب ومنهم الذي يصدأ بسرعة ومنهم من لا تعلم معدنهم «أصلي أو مزيف»، والأخلاق تكون إما فطرية أو مكتسبة، والتجارب والخبرات تجعل المرء يعدّل من أخلاقه أو يزيد الطين بلة.