كانت عودة اللاعب البلجيكي توماس فيرمايلين لصفوف فريق برشلونة بطل الدوري الاسباني ودوري ابطال اوروبا لكرة القدم، نبأ سارن يتلقاه لويس انريكي، خصوصا بعد الانتقادات التي تلقاها النادي الكتالوني الموسم الماضي بعد التعاقد مع المدافع البلجيكي وهو مصاب، وقد اثبت فيرمايلين نفسه بداية هذا الموسم ومنح 3 نقاط ثمينة في المباراة الاخيرة امام ملقا.

وعاش فيرمايلين محنة بسبب مشاكله البدنية ورغم كل الانتقادات التي تلقاها، فضل الابتعاد عن كل ما كان يقال عنه وبدأ بالعمل مع تواضع مثل ما فعل منذ صغر سنه، البلجيكي تعلم هذه المزايا من والده، والذي كان يراه حينما كان طفلا وهو يقوم باصلاح الأنابيب والصنابير من شروق الشمس الى غروبها.

وقد نما فيرمايلين في بيئة متواضعة، كون والده "سباك" اثر بشكل ايجابي على شخصيته اذ حتى الآن لا زال يعتبر والده قدوة بالنسبة له، ومن جانبه فإن والد انشأ شركة خاصة به في بلجيكا ولم يرغب في ان يعيش من عائدات ابنه.

ونشرت صحيفة "سبورت" في عددها الصادر الخميس تقريرا تكشف فيه شخصية فيرمايلين، المدافع البلجيكي منذ صغر سنه وهو خجول وكان يحلم حينما كان طفلا بأن يصبح حارس مرمى، حياته البعيدة عن الضجيج تغيرت في سن الـ15 عندما تلقى اتصالا من نادي اياكس الهولندي وهو الذي كان يلعب انذاك رفقة نادي جرمينال ايكيرين البلجيكي.

الرحيل صوب هولندا كان صعبا بالنسبة لتوماس، افتقد الى عائلته ولكن كان يعرف ان مثل هذه الفرصة لا تعوض، ولم يكن عليه سوى المقاومة بالصمت وتحقيق حلمه بأن يصبح لاعبا محترفا، ولم تكن عائلته تعرف ما كان يعاني فيرمايلين انذاك اذ فضل عدم اظهار محنته، وهي فلسفة حافظ عليها حتى الآن، ولذلك فرغم معاناته من اصابات خطيرة لم يشتكي ابدا.

واصبح فيرمايلين يتقدم في اياكس حتى وصل الى الفريق الاول، وجاء اول ظهور له مع رونالد كومان كمدرب وهو الذي كان قدوته كلاعب، وقد اثارت خصائصه في التمركز الجيد، والقوة، وقدرته في اخراج الكرة من الوراء اعجاب كومان والذي منحه الفرصة للعب في الفريق الاول لاياكس في 15 شباط/ فبراير 2004 في مباراة امام فريق فوليندام.

ولكن تلقى فيرمايلين ضربة موجعة بعد اقالة كومان من منصبه عقب 10 ايام فقط من خوضه لاول مباراة مع الفريق الاول، وقد كانت هناك مشاكل بين كومان والمدير الرياضي انذاك لويس فان غال اثيرت بعد الاقصاء اوروبيا على يد نادي اوكسير الفرنسي، مما جعل فان غال يأخذ زمام الفريق حتى نهاية الموسم، وفي الميركاتو الشتوي رحل فيرمايلين على سبيل الاعارة الى نادي فالفيك الهولندي بحث عن اللعب باستمرار.

وفي الموسم الموالي، عاد فيرمايلين الى اياكس وقد تألق تحت اشراف المدرب داني بليند، واصبح عنصرا اساسيا في الفريق مع المدربين الذين مروا بعد بليند مثل تين كيت، وأدري كوستر، وفان باستن وفانت شيب، ليتلقى في عام 2010 اتصال من ارسنال الانجليزي، الغنرز وضع على الطاولة 15 مليون يورو، وتمكن فينغر من خطفه رغم الغضب الكبير الذي اجتاح المدرب الجديد لاياكس انذاك مارتن يول.

واجرت صحيفة "سبورت" حوار مع اجناسي ميكيل والذي نشأ في الفئات الصغرى لارسنال ويلعب حاليا في فريق بونفيرادينا بدوري الدرجة الثانية الاسباني، وكان يعتبر البلجيكي مرجعا له، ويقول عنه: "لقد كان خجولا، وهادئ، ولا يتحدث كثيرا، ولكن في نفس الوقت ودود للغاية ومحترم، في ارضية الميدان كان يتحول الى شخص آخر ويصبح عدواني".

ويعتبر فيرمايلين من نوعية الاشخاص الذين يفضلون العمل بصمت وتواضع، ومع هذه المبادئ تمكن من الخروج من محنته، وظل يكافح حتى في عطته الصيفية من اجل الوصول الى الموسم التحضيري في افضل حالة بدنية، وايضا خصص وقت فراغه لهواياته بلعب الغولف او ركوب الدراجات الهوائية، واثبت في المباريات الاولى مع برشلونة انه بإمكانه ان يكون لاعبا مهما في الفريق.