حدث أن يكتب البعض منا مذكراته في سرية تامة ويُخفيها عن أقرب المقربين منه، كي لا يجدها ويطالع ما فيها، لكن الفتاة التايوانية مينغ شيه شيانغ لها رأي آخر، فقد ابتكرت طريقة فريدة في كتابة مذكراتها تمنحها المتعة والحس الفني، بل وشعورا بالرضا والأمان أيضا بأن لا يفك شفرة يومياتها أحد، ليس المُقرّبين فقط بل كل من ينوي ذلك، الفتاة اليافعة تقوم اليوم بعرض مذكراتها بطريقة فنية أمام الملأ في عواصم دول العالم وتحقق نجاحات متتالية وفضولا لا متناهي.
"العربية.نت" اقتربت من مينغ وحاولت معرفة أسرارها خلال عرضها في متحف الباردو بالجزائر العاصمة، فتقول :" هذه اللوحات الفنية التي تشكل أشكالا متداخلة فيما بينها أساسها برنامج الكمبيوتر "رسم بياني للشبكة التفاعلية " فما ترونه في اللوحة يمكن الولوج إلى أعماقه في الكمبيوتر، فعملي الفني مبني على برمجة مذكراتي وكتابتها بشكل يومي بطريقة متداخلة تشكل كلمات متفرعة، وهذه النقط الصغيرة في اللوحة كل واحدة منها كلمة تربطها بكلمة أخرى وهكذا دواليك".
فكيف تمكنت مينغ من عمل كل هذا؟ ترد فتاة تايوان لـ"العربية نت" قائلة "أدرس في نيويورك وهناك زخم فني كبير وبحكم تعدد الثقافات التي عايشتها في حياتي استخلصت ما وصلت إليه، ما أقوم به فن معاصر يمكن لأي شخص أن يتمتع بمشاهدته عبر الكمبيوتر وأيضا عبر لوحات فنية تقليدية".
تشكل هذه اللوحة الفنية المعروضة في الصورة بجانب مينغ نتاج عام كامل من يوميات الفتاة وتصل عدد الكلمات فيها إلى 23358 كلمة.
وتملك مينغ بطبيعة الحال العديد من فنها:" لدي العديد من المذكرات الأخرى، كل يومياتي عن السياسة والفن والمجتمع وحياتي الشخصية، موثقة بطريقة فنية وآمنة".
فن معاصر تريد منه منيغ أن تبعث برسالة للعالم أجمع من خلاله:" لقد تعلمت الكثير في حياتي القصيرة وأعتقد أن الفن لغة لا يمكن تجاهلها أو عدم فهمها.. نستطيع حقا أن نصنع حياة أفضل بيننا بلا خلافات فلنفعل ذلك ".
قبل الجزائر نظمت مينغ معارض لفنها في ثلاثة بلدان وتستعد أن تقدم عروضا في نيويورك وفي برلين الشهر القادم وفي شمال الصين نهاية ديسمبر، آملة أن تكون ملهمة للطامحين في عالم يغمره السلام والأمان.