أكد مسؤولو التصميم المعماري لجناح معرض البحرين المشارك في معرض إكسبو ميلانو، والذي ينتظر افتتاحه برعاية خاصة من لدن صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن حمد آل خليفة ولي العهد نائب القائد الأعلى النائب الأول لرئيس مجلس الوزراء يوم الـ4 من سبتمبر الجاري، أن أحد أهم أسباب إقبال الزوار الكبير على جناح البحرين الوطني ومشاهدة الفعاليات التي ينظمها يرجع للتصميم الإبداعي الفريد للجناح، والذي يعد أحد الأجنحة الثلاثة المتميزة في المعرض الذي تشارك فيه أكثر من 145 دولة.وذكر المصممون في تصريحات خاصة لوكالة أنباء البحرين "بنا"، أن جناح مملكة البحرين في "إكسبو ميلانو" 2015، حظي بإقبال كبير من قبل الزوار وإشادة عالمية باعتباره نموذجا هندسيا بارعا، ونافذة تشكيلية مهمة قدمت التراث البحريني ومستقبلها الواعد أمام العالم أجمع، لافتين إلى أن تراث البحرين العريق، والذي تمتد جذوره إلى حضارة دلمون الضاربة في التاريخ، يبشر بحاضر مشرق كشفت عنه أروقة الجناح المتعددة.وأشاروا إلى أن مشاركة مملكة البحرين في هذا المعرض تعد مهمة للغاية لإبراز إنجازاتها في المجالات الثقافية والتراثية والسياحية والزراعية، خاصة أن جناح المملكة يتضمن العديد من الفعاليات والأنشطة، وأن المعرض حظي بإقبال جماهيري واسع بعد أن تم افتتاحه في شهر مايو الماضي، ومن المقرر أن يستمر حتى أكتوبر المقبل، ويتوقع أن يجذب 28 مليون زائراً.من جانبها، أكدت المصممة "آن هولتروب" أن هيئة البحرين للثقافة والآثار قد وجهت الدعوة إلى خمسة مكاتب معمارية عالمية للتنافس لتصميم جناح المملكة، ونجح "استديو هولتروب"، الذي يتخذ من أمستردام والمنامة مقراً له في كسب المنافسة في أبريل 2014، حيث قام بالتصميم المعماري للجناح، لافتة إلى أنه كان لدينا مدة عام واحد فقط، وهي مدة قصيرة نسبياً، لاستكمال التصميم وبناء الجناح الممتد على مساحة 2000 متر مربع.وأوضحت انه بسبب طبيعة هذا المشروع الضخم، وضيق الوقت، فقد بدأنا العمل مع المقاول الإيطالي "ريستورا" من "فيمركايت" بالإضافة للمقاولين الفرعيين، وقمنا بتطوير التصميم، وبدأنا في الأعمال الإنشائية في سبتمبر 2014، مشيرة إلى أن جناح البحرين في المعرض يتكون من 350 قطعة من الكنكري الأبيض الفريد، والتي تبدو كلغز كبير من الجدران والأسقف، وتم تشكيل جميع المفاصل والأبواب والنوافذ من النحاس الأصفر بالكامل.ونوهت إلى أن جناح البحرين في المعرض قابل للتفكيك وإعادة التجميع بالكامل مرة أخرى، وذلك من دون أن يتعرض لأي ضرر، وأنه بعد انتهاء المشاركة في المعرض سيتم شحنه إلى البحرين، حيث من المقرر أن يصبح معرضاً بستانياً، وهي فرصة جيدة لجميع البحرينيين والمقيمين من الاطلاع على الجناح والاستمتاع بالجوانب الإبداعية في إطاره، فضلا عن الفعاليات المتوقع تنظيمها عبر أروقته.من ناحيتها، ذكرت "نوره السايح" نائب المفوض ورئيس الشؤون المعمارية في هيئة البحرين للثقافة والآثار أن فكرة جناح معرض البحرين بإكسبو ميلانو 2015 نبعت من تاريخ المملكة الزراعي وعلاقة المعرض بموضوع الغذاء، مؤكدة أنه استجابة لذلك قمنا بعرض التنافس على تصميم الجناح لإنشاء عشر حدائق، وسيتم عرض أهم عشر أشجار من أشجار الفواكه الموجودة في البحرين منذ أمد بعيد على سبيل المثال: الموز، والنخيل، والتين، والتين الهندي، والحماض، وغيرها.وأشارت إلى أنه تمت زراعة تلك الحدائق بالأشجار التي نمت وكبرت على مدى 100 عام، كما تم عمل تصميم الحديقة بالتعاون مع مهندس تجميل المناظر "أنوك فوغيل"، ومقره في أمستردام، وقد استوحيت فكرة الجناح لتكون عبارة عن مجموعة من الحدائق التي تحيط بها أشجار الفواكه ويتخللها أسقف المعرض والمساحات والمقهى.وأضافت أنه خلال فترة المعرض ستكون الأشجار قد أينعت وأثمرت، ويمكن للزوار في حديقة المقهى تناول المثلجات مع التين المنتج من الحديقة، موضحة أن الأشكال الهندسية بالجناح مستوحاة لدرجة ما من الآثار المعمارية من معبد "باربار" في البحرين، وهو المعبد الذي تم بناؤه لما كانت تعرف بآلهة الماء العذب الأسطورية "آنكي"، والتي سمحت بتطوير الحدائق الخضراء والزراعة.يذكر أن مخطط جناح البحرين بمعرض إكسبو ميلانو 2015 كُلل برسم تجريدي هندسي مستوي عبارة عن مجموعة من الأقواس والخطوط المستقيمة والتي تعكس ثراء التجارب والمساحات في إطار حدود الجدار الداخلية، ويستمتع الزوار للجناح بالأجواء الخاصة والمريحة، كما يقدم المقهى المرفق بالجناح المأكولات البحرينية التي وردت من البحرين بالكامل وتطهوها رائدة الأعمال وخبيرة التغذية والطهي "ناريس قمبر".وحظي الجناح البحريني بالإشادة عدة مرات في الصحف العالمية، ومنها الصحف الإيطالية، باعتباره الجناح الأفضل وواحد من ثلاثة أجنحة تربعت على قمة الأجنحة المشاركة في معرض إكسبو ميلان الدولي، وأعرب زوار المعرض عن سعادتهم وإعجابهم بجناح المملكة، مشيدين بالفعاليات المتميزة والأنشطة المختلفة التي يتضمنها، حيث اطلعوا من خلاله على مختلف الإنجازات الحضارية للبحرين ومسيرة نهضتها المباركة والتطور الذي تشهده البلاد في شتى القطاعات والتعرف على تراثها وعاداتها وتقاليدها.