لمعرفة تأثير كل مستوى من مستويات الاتصال السياسي في العملية الانتخابية لابد من معرفة أدوار كل نوع من هذه المستويات. وتنقسم أنواع وسائل الاتصال من حيث عدد المشاركين فيه إلى عدة أقسام، وهي: الاتصال الذاتي، والاتصال الشخصي، والاتصال الجمْعي، والاتصال الجماهيري، والاتصال الجديد. وسنتناول في هذه المقالة نوعين منها فقط، وهما الاتصال الذاتي والاتصال الشخصي.

إن الاتصال الذاتي يفيد السياسي والمرشح في تنظيم إدراكه عن الأشخاص والأشياء والأحداث، كما يسمح هذا النوع من الاتصال للفرد أن يتخذ قراراته السياسية بناءً على المعلومات التي يستقبلها عن طريق حواسِّه، كاتخاذ قرار التصويت في الانتخابات، أو حول مختلف القضايا السياسية. كما أن الاتصال الذاتي قد يفيد السياسي عندما يقوم هو نفسه بالتحدث مع نفسه لإيجاد الأفكار والرؤى التي قد تفيد بلده، كما أن الاتصال الذاتي قد يفيد المرشح في إيجاد السبل بشأن كيفية التحرُّك الإيجابي في دائرته الانتخابية، وذلك لأن حيِّز الاتصال الذاتي هو عقل الإنسان عندما يتحدَّث مع نفسه. أما الاتصال الشخصي الذي يستخدم السياسي أو المرشح خلاله حواسه الخمس كطريقة للتواصل والتفاعل مع شخص واحد من الجمهور أو مجموعة أشخاص من أبناء دائرته، وتنشأ العلاقات والصداقات كنتيجة لهذا النوع من الاتصال. فالاتصال الشخصي يُمَكِّن السياسيين وقادة الرأي من الاتصال مع الجماهير بصورة مباشرة وبدون حواجز أو عوائق ووجهاً لوجه كما يحدث من جانب المترشحين للانتخابات في كثير من دول العالم، الذين لا يكتفون باستخدامهم وسائل الاتصال المختلفة، بل يقومون بالتواصل المباشر عن طريق زيارات شخصية إلى المجمَّعات السكنية، وأحياناً يقومون بزيارة الناس في منازلهم ؛ وذلك لخلْق علاقات ودية بين المترشح والناخبين، وبناء وتعزيز أواصر من الثقة وعلاقات متينة بين المرشح والمواطنين في دائرته الانتخابية. بل إن الانتخابات تعدُّ فرصة سانحة أمام المترشح السياسي لممارسة جهود اتصالية مباشرة بالناخبين.

* أستاذ الإعلام المساعد - جامعة البحرين