حاورتها – مروة العسيري: أكدت النائب ابتسام هجرس أن “جمعية الوفاق خذلت الوطن بانسحابها من البرلمان”، معربة عن “استغرابها من موقف الجمعية، خاصة وأنها ترفع دائما شعارات الولاء والانتماء الوطني”. وكشفت هجرس في حديث لـ “الوطن” أنها “كانت ستكتفي بالترشح إلى البرلمان في انتخابات 2014 المقبلة، إلا أن أحداث البحرين وما تشهده مؤخراً عجلت من خوضها المعترك السياسي مبكراً”، مشددة على أنها “لن تتهاون عن استجواب أي وزير أو محاسبة أي مسؤول تجاه التقصير في الواجبات والمهام، وأنها ستعمل دائماًَ على حفظ حقوق من صوتوا لانتخابها بالبرلمان، وأنها كذلك، ستعمل على خدمة شعب البحرين كافة”، محذرة من أن “البعض يحاول توظيف احتياجات المواطن لخدمة أجندته الخاصة”. وأشارت هجرس إلى “سأنضم إلى المستقلين إذا تطلب العمل السياسي حتمية الانضمام إلى إحدى الكتل النيابية”. وذكرت أنها تقدمت مؤخراً في اقتراح بقانون بمنح العاملين بمجال الإعلام بالقطاع العام علاوة مهنية فنية لما تشكله هذه الشريحة من العاملين بالوزارات والمؤسسات الحكومية أهمية كبيرة في الوقت الذي شهدت البحرين أحداث مؤسفة خلال الفترة الماضية.. وفيما يلي نص الحوار. ^ جاء ترشحك للبرلمان عقب انسحابات جماعية، فهل حملت لواء المرأة، أم أن هناك أسباب أخرى ؟ - جاء ترشحي بعد أزمة وبعد انسحابات جماعية كان القصد من وراءها إيقاف الحياة الديمقراطية والمشروع الإصلاحي لوطني البحرين وشعبه الطيب، وحبي لخدمة الناس حتم خوض التجربة، ومن يعرفني عن كثب يعرف حبي للمساعدة ولخدمة الناس، ولعلي في نفس السياق استغرب موقف جماعة الوفاق، فقد كنت دائمة التساؤل حول كيف استطاعوا خذل وطنهم ؟، وأين الحب والولاء الوطني؟، وجاء ترشحي حتى أؤكد أن هناك نساء قادرات على حمل الأمانة وخدمة الوطن بكل إخلاص، ويرفضن أن يطعن الوطن في الخفاء. ^ هل فكرت أن ترشحي نفسك قبل خروج الوفاق من البرلمان؟ - نعم، كنت أفكر بالترشح حتى مع وجود مرشحين الجمعية بدائرتي، لكني عزمت الترشح في انتخابات 2014، إلا أن أحداث البحرين عجلت من دخولي إلى المعترك السياسي. ^ يؤكد الجميع حبك للمساعدة وانفتاحك على أهالي دائرتك، فهل أثر انشغالك بالعمل السياسي على أدائك لواجباتك ؟ - على العكس تماماً، فقد عزز فوزي بمقعد في البرلمان من تواصلي مع المواطنين، وفتح لي الأبواب للدخول إلى قلوبهم ومنازلهم لملامسة ما يعانونه، وهو ما جعلني بدوره أكثر اطلاعاً على ما يمكنني تقديمه لخدمة ومساعدة المواطنين، خاصة وأنني اليوم أمتلك أدوات مهمة كفلها لي الدستور، وهي الرقابة والاستجواب أيضاً لأي وزير مقصر، وأعاهد الجميع على أنني لن أتهاون في استجواب ومساءلة أي مقصر. ^ ولكن حبك لمساعدة الآخرين، جعل غالبية أقتراحاتك النيابية تتسم بالشكل الخدمي، ألا تخافين أن يتم وصفك بـ “نائب الخدمات” ؟. - لو دققنا النظر جيداً في كافة الاقتراحات النيابية التي أتقدم بها أو يتقدم بها غيري من النواب سنجد أن جميعها خدمية، فاحتياجات المواطن البحريني بدءاً من الوظيفة إلى السكن مروراً بالتعليم ونهاية بالصحة، جميعها خدمية، وهو ما يطالب به المواطنين من النواب، المدهش أن هناك من يحاول أن يستغل تلك الاحتياجات لتحقيق مصالح وأجندات خاصة، وهو ما أرفضه بشدة. ^ ولكن هل سبق وأن تقدمت باقتراح بقانون، أم أن مشاركاتك ستقتصر على الاقتراحات برغبة ؟ - تقدمت باقتراح بقانون سيتم إدراجه قريباً على جدول أعمال المجلس، وهو يخدم العاملين بالعمل الإعلامي، ويتعلق بمنح العاملين بمجال الإعلام بالقطاع العام علاوة مهنية فنية لما تشكله هذه الشريحة من العاملين بالوزارات والمؤسسات الحكومية أهمية كبيرة في الوقت الذي شهدت البحرين أحداث مؤسفة خلال الفترة الماضية، ولا تزال تشهد استهداف إعلامي وتشويه من الداخل ومن الخارج، وقد أثبت الإعلام البحريني القدرة على صد تلك الهجمات والإشاعات، وعمل على مدار الساعة، وأثبت الفريق الإعلامي قدرته وكفاءته في العمل تحت ضغط العمل، وتحديا لظروف الأمنية الخطرة، كما ساهم الكثير منهم في إبراز أعمال التحقيق وكشف المخططات التي استهدفت البحرين، وكتابة وتحرير الأخبار ونشر التوعية والكثير من المهمات الإعلامية المهمة الأخرى، لذا فهم يستحقون فعلاً التقدير. ^ وماذا عن التشريعات التي تخص المرأة ؟ - بلا أدنى شك، لن أترك أي تشريعات أو أقتراحات أو قوانين تمر بالبرلمان دون أن يكون هناك مراعاة للمرأة ولظروفها، فوجود المرأة في البرلمان خير سند ونصير لها ولإيصال صوتها وقضاياها الحيوية والمهمة، وأنا اليوم لن أذخر جهداً في اقتراح وتقديم التشريعات التي تساند المرأة في حال تطلب الوضع ذلك، فالبحرين اليوم توفر كل ما يساند المرأة، وإن احتاجت إلى أي تشريع جديد فنحن أول من يساندها، خاصة وأن تأخر صدور الشق الثاني من قانون الأحوال الأسرية “الجعفري” يؤثر سلباً على المرأة، وأتمنى أن يرى القانون النور قريباً. ^ هناك من اتهمك بالمناطقية كونك تقدمين اقتراحات تخدم دائرتك فقط ؟ - أخدم كافة المواطنين دون استثناء، وهناك اقتراحات برغبة تتعلق بمواطنين من محافظة المحرق والشمالية والجنوبية، ولكن الحق يقال أن العاصمة تفتقر لكثير من الخدمات وتحديداً الإسكانية منها، كما إن أبناء دائرتي هم من أوصلوني للمجلس وواجب علي أن أسارع لخدمتهم وتلبية كافة طلباتهم، إذ أن قمة سعادتي عندما أسعد إنسان، والقسم الذي قسمته ليس من فراغ. ^ شاركت في عدد من الوفود التي مثلت البحرين بالخارج، فكيف وجدت صورة المملكة ؟. - أخذت على عاتقي خلال سفري لخارج البحرين ممثلة لوطني أن اكشف كافة الحقائق التي تؤكد ما حققته المملكة من إنجازات كبيرة في مسيرة مشروعها الإصلاحي بقيادة جلالة الملك المفدى، وخاصة ما حققته المرأة البحرينية من انتصارات واسعة في المجالات السياسية والاقتصادية والاجتماعية، كما حرصت أن أكشف زيف الادعاءات التي يروج لها البعض، وأن أوضح للعالم بأكمله زيف المعلومات المغلوطة والكاذبة التي يحاول البعض الترويج لها، كذلك كنت أؤكد لكل من أقابله وألتقى به خلال تمثيلي للمملكة بالخارج على ما تتمتع به البحرين من أمن واستقرار، وأن الصورة المغلوطة التي يراها البعض عبر الفضائيات ليست إلا أكاذيب تروج لها فئة لا تنتمي إلي تراب هذا الوطن. ^ هل تعرضتِ لتهديد أو مشاكل في فترة الانتخابات والترشيح ؟ - لم أتعرض لتهديد خطي ومكتوب أو شفهي، وإنما في إحدى اجتماعاتي بمقري الانتخابي مع أهالي الدائرة نشب حريق في سيارة لبيت جار لي، وظن الأهالي أنها سيارتي، كما حدث أنه في أخر يوم للانتخابات تم إتلاف صوري بمنطقة النعيم. ^ ما رأيك في التعديلات الدستورية؟، وخاصة مع يتعلق منها بالمؤهل العلمي ؟ - مع المؤهل العلمي، فهو شيء مهم كون النائب يسافر إلى الخارج ويلتقي بالوفود الأجنبية، وهو ما يحتم أن يكون النائب على قدر من العلم والثقافة، ولكن هذا لا نستطيع أن نجعله نظرية قانونية ثابتة، فهناك من الناس الذين لا يحملون مؤهل علمي ولكن خبرتهم الواسعة تجعلهم بحر من الثقافة والعلم. ^ ما تعليقك، حول عدم انتماءك حتى الآن إلى أي من كتل المجلس النيابية ؟ - وصلتني دعوات كثيرة من بعض الكتل منذ دخولي وأقربها منذ أسبوعين، وأنا على علاقة طيبة مع جميع الكتل، فأنا أتعاون معهم في اقتراحاتهم وهم يتعاونون معي، ولكن هناك وميض أمل أن انتمي لأحدى الكتل، فأنا أراقب الساحة وأرى ما هي التوجهات الأنسب لي والتي تقنعني، ولا أحب العداوات أو الإشكاليات بين النواب. ^ هل تعتقدين أن التكتلات هي سبب العداوات بين النواب في المجلس؟ - التكتلات تخلق نوعاً من الحساسيات في بعض الأمور، وهناك بعض النواب الذين صدمت بهم بسبب توجهات كتلتهم. ^ ما هي الكتلة الأكثر احتمالاً أن تنتمي لها؟ وهل ستعيدين ترشحك في انتخابات 2014 ؟ - أميل أكثر إلى كتلة المستقلين، ولكن مازال الحديث مبكراً على هذا الأمر، وما زلت أدرس الموضوع، وهدفي هو أي توجه يصب في مصلحة الوطن والمواطنين، وسأعيد ترشحي في انتخابات 2014 بكل فخر واعتزاز.