إعداد - علي راضي اتفقت جميع الأقلام الصحافية العربية الأسبوع الماضي على وصف ما يحدث في البحرين بالطائفية المقيتة التي تستغل وجود بعض المطالب والمشاكل الموجودة في جميع دول العالم مثل البطالة والإسكان وتردي بعض الخدمات لإشاعة الفوضى وعدم الاستقرار في هذا البلد الآمن الذي كان مقصداً للسياحة العربية والخليجية، وأكدوا أن موقف المعارضة من إقامة الفورمولا 1 في البحرين باستخدام العنف وسد طريق الحلبة وإلقاء المولوتوف على مرتادي السباق عن ينم عن مطالب حقة وإنما عن حقد وكره لهذا البلد. ورفض الكتاب العرب جميع التدخلات الخارجية في الشأن البحريني ووصفوها بالطائفية خاصة من قبل إيران والقائمة الصدرية في العراق واتباع حزب الله في لبنان، ورفض الكتاب العرب مقارنة بضعة قتلى في البحرين بما يزيد على عشرة آلاف قتيل في سورية، وأكدوا أن البحرينيين يعرفون أن الحل داخليٌ وليس بتشويش إعلام إيران وكوكبة في الجنوب اللبناني، وطالبوا من الأغلبية الصامتة من شيعة البحرين إدانة التدخلات الإيرانية والعراقية واللبنانية في شؤون المملكة، وكشفوا أن البحرين عاشت ولا تزال حالة من الصراع المحزن الذي شرخ التعايش بين الشيعة والسنة، ونوهوا إلى أن الكويت والبحرين تعيشان أزمة وجود أطراف تستغل المشاكل ولا تريد الاستقرار للبلدين، ووجه البعض انتقادات للموقف المصري الذي وصفوه بالمتخاذل من التدخلات الإيرانية في الشأنين البحريني والإيراني. الإمعان في التضليل وقالت الدكتورة حسناء القنيعير في صحيفة (الرياض) لا يستحي الطائفيون من مقارنة الوضع في سورية بالوضع في البحرين ، مع بعد ما بينهما. لكنه الإمعان في التضليل، وعقيدة الأحقاد المترسخة في نفوسهم منذ آماد بعيدة. وأوضحت حسناء، لا ينفك هؤلاء الطائفيون من حشر أنوفهم في الشأن البحريني، استجابة لإملاءات أسيادهم الصفويين، كنبيه بري الذي يعاني من أزمات داخلية يصدرها للخارج وللبحرين تحديداً، بسبب قرب سقوط سيده في دمشق ، ولوقوعه - باعترافه - في قبضة رئيس مليشيات « حزب الله « عسكرياً وأمنياً واقتصادياً وسياسياً! وكانت البحرين قد نددت بالتدخل اللبناني في شؤونها الداخلية ، احتجاجاً على ما أورده نبيه بري من «ادعاءات كاذبة ومستغربة تعتبر خطوة استفزازية وتدخلاً سافراً وغير مبرر في الشؤون الداخلية لمملكة البحرين» . وذلك في مارس الماضي لدن افتتاح معرض صور فوتوغرافية في بيروت نظمه من يسمون معارضة بحرينية، فقال لهم : « أنتم تطالبون بإسقاط السلطة الحاكمة الظالمة، التي لا تريد الخير لشعبها الذي واجهته بالرصاص الحي وبالقتل والموت « ! قال ذلك دون أن يرفّ له جفن نتيجة الكذب والتدليس وقلب الحقائق ، وأصوات الرصاص وهدير الدبابات ونواح الثكالى وبكاء الأطفال في سوريا على مرمى حجر منه . وأكدت حسناء أنه لا يمكن مقارنة بضعة قتلى في البحرين بما يزيد على عشرة آلاف قتيل في سوريا، هذا عدا عن المعتقلين والمفقودين والجرحى. لكن الولي الفقيه وأتباعه يصرون على التغطية على جرائم النظام السوري، وصرف الأنظار عنه نحو البحرين» !. العيب ليس في إيران! وتحت عنوان «إيرانيون بيننا»، قال سليمان أبا حسين في صحيفة (اليوم) السعودية ليس إيران الدولة هي ما يجب الوقوف عنده ، بل الوقوف على من يتبنى صوتها داخل المجتمع المدني الخليجي، وبعض أو قليل من الدوائر الرسمية في محيط السياسة الخليجية. ليس ذلك فقط، بل الإعلام ، جيش المحطات أو الأبواق المدفوعة لصالحها وبعض المحطات الأجنبية المشبوهة التي صورت أحداث المنامة بطريقة مخجلة وطريفة في نفس الوقت لإعطاء صورة قاتمة عن مستقبل دولة مثل البحرين بوعيها ووعي رجالها وقادتها الذين يعرفون أن الحل داخليٌ وليس بتشويش إعلام إيران وكوكبة في الجنوب اللبناني وغيره من فضاء الإعلام الفسيح. وربما نعذر من كان فارسياً ويحلم بالحلم الفارسي الكبير الذي لم يتحقق منذ ثلاثين عاماً، وربما نعذر من كان يرى أن الحكم الإيراني قادر على إدخال الشعب الإيراني إلى حلم الاقتصاد الفاخر وتصدير الفستق الفاخر وإخراجه من أزماته المعيشية اليومية، إلا أننا وبالتأكيد لا نعذر تلك الأصوات التي تنتمي إلى العروبة، وتتمتع بجنسيات المنطقة وتنعم وتغنم من خيراتها. الطائفية في البحرين و»الصـــــدر» العــــاري! وتحت عنوان «الطائفية البحرينية.. و«الصدر» العاري!»، أكد طارق الحميد في صحيفة (الشرق الأوسط) أن يصل الأمر بالزعيم الشيعي العراقي مقتدى الصدر إلى تحريض البحرينيين على مقاطعة سباق فورمولا 1، وبعد أن التقى بمن اعتبرهم أحد مواقع الأخبار الإيرانية «ثواراً» بحرينيين في قم الإيرانية، فهذه هي الطائفية بعينها، خصوصاً أن الصدر نفسه قد تعرت مواقفه كثيراً، وتحديداً موقفه في سوريا التي يقتل الشعب فيها يومياً. وأكد الحميد أن تدخلات الصدر، وقبله نصر الله، في الشأن البحريني، ما هي إلا الدليل الصارخ على الطائفية المقيتة التي تضرب مملكة البحرين، وهي ما يحرك المعارضة البحرينية، وتحديداً الشيعية، خصوصاً التي لم تقم بفرز نفسها عن متطرفي قم، والضاحية، وخلافهم، أو قل أبناء إيران. وبالتالي فإنه لا يفيد المعارضة البحرينية الشيعية، وغيرها من شيعة المنطقة، التخفي تحت مطالب الإصلاح، والتشدق بها، ما داموا يرتضون تدخل شخصيات متطرفة مثل نصر الله والصدر، أو مواقف رجل مثل أحمدي نجاد، الذي يعتبر أول رئيس إيراني يزور الجزر الإماراتية المحتلة، فما يتناساه المعارضون، أو الثوار، أو الانقلابيون، من شيعة البحرين، وغيرهم، أن «الصدر» غطاء عار بالعراق، وسوريا، فكيف به في البحرين، والخليج العربي؟!. معارضة بحرينية غير مسؤولة ووصف الكتور وليد بورباع في صحيفة (الوطن) الكويتية المعارضة الوفاقية في البحرين بأنها غير مسؤولة، ورد على الحقوقي الكويتي أنور الرشيد قائلاً» بل إن ما يحدث في البحرين «العربية» يا أخ أنور وقدرها في أن تظل بظروفها وتركيبتها وتاريخها هي بمثابة الخط أو الحائط الأول في الدفاع عن شرقنا العربي وتقف بقدرها ضد هذه الحملة الاستكبارية والأطماع الفارسية بمشروعها الصفوي منذ أمد التاريخ بفلسفة «كيف لعرب رعاة وقبائل شتى يسقطون الحضارة والامبراطورية الفارسية؟» لذلك تجد لهذا المشروع الصفوي يا أخ أنور أذرع حزب الله بلبنان والحوثيين في اليمن، وها هو احتل جنوب العراق وأصبح المالكي حامي البوابة الشرقية باتفاقية تعاون حتى لو سال الدم السوري وتمزقت وتشرذمت حقوق الإنسان فإن لبنان والعراق قرارهما يصدر من طهران. وأضاف بورباع :» نعم، يا أخ أنور الحمد الله أن درع الجزيرة أجهض محاولات تقويض سيادة البحرين، وحمى جدار الوحدة الوطنية البحرينية بمعارضتها الصحية التي رعاها الملك وولي عهده بالحوار البنّاء مع مشروع إصلاحي وديموقراطي أكبر وبقلب مفتوح وبمسافة واحدة لجميع الأطياف، نعم، يا أخ أنور إن على المعارضة أن تتحمل المسؤولية الوطنية والتاريخية وتنضج في مشاركتها في تصحيح المسار الإصلاحي لا الانتقامي والمطلوب إصلاح الأنظمة بالمناصحة وليس إسقاطها وجل العرب يرفضون إقامة ولاية الفقيه في البحرين بهويتها العربية ، فعليك أن تراقب الأحداث الحقيقية وتسميها بمسمياتها فما يحدث ليس قتالاً طائفياً لا بل هجمة صفوية مساراتها تصعيد العمليات الإرهابية المسلحة في البحرين من خلال الخلايا الساكنة وتحويلها إلى نشطة وإذا وافقنا على ذلك بفلسفة سياسية بعيداً عن معطيات الواقع الإقليمي فالخطر على كل الخليج يا أنور والتاريخ لا يرحمنا إذا قرأ أجيالنا القادمة ذلك». البحرين والكويت مشكلة واحدة وقال فيصل الزامل في صحيفة (الأنباء) الكويتية إن مشكلة البحرين لا تختلف عن مشكلة الكويت في الجوهر، ففي البلدين هناك «طرف» يستثمر العجز الإداري في الدولة، ويستخدم الرغبة الجامحة في تحقيق إنجازات للقيام بمشاغبات مستمرة تمنع وتحول دون تحقيق الإنجازات المطلوبة بهدف التعيش من وراء العجز واستثمار الفشل، ففي البحرين هناك مشكلة بطالة، وهي مشكلة عالمية وخليجية كما هو معلوم، وبالنسبة للبحرين فإن علاجها يتطلب زيادة المشاريع وبالتالي حجم الوظائف، وهو ما يقاومه «طرف» في الصف البحريني الشيعي، من خلال مقاومة مبادرات مثل «مسابقة الفورمولا1» وإغلاق الطرق وعرقلة وصول الموظفين في قطاع الأعمال إلى مكاتبهم، ودفعهم لنقل مقراتهم إلى دول خليجية أخرى، هذا «الطرف» لا يهمه الضرر الذي يلحق البحرينيين بكل شرائحهم مثلما يهمه استثمار المشكلة وتحويلها إلى عجز مزمن. وكشف الزامل عن أنه في البحرين زاد التدخل الخارجي من عمق المشكلة، وبالرغم من علم الشعب البحريني بأن إيران التي فشلت في تحقيق الرفاه لشعبها هي آخر من يتبنى عملية الإصلاح في البحرين، إلا أن هناك «طرف» لا يريد مواجهة هذه الحقيقة، وبدلاً من رد التحية للدولة التي قامت - منذ تولي الملك حمد لمقاليد الحكم - بممارسة أقصى درجات الانفتاح، بل وأعادت مبعدين إلى إيران منذ عقدين من الزمن بعد أن تضاعف عددهم إلى الآلاف وتجنيسهم بالكامل، هذه الخطوات استحقت رد التحية بأحسن منها، ولكن هذا لم يحدث بسبب إصرار «طرف» على اختطاف الشارع البحريني الشيعي ودفعه في مسار بعيد عن بقية المواطنين (شيعة وسنة) والعمل على زعزعة الانضباط في العمل الوظيفي المهني لصالح الطائفة بشكل سيء، مثل توجيه البعثات الدراسية بعيداً عن الاستحقاق والدرجات، وهو أمر سيء جداً وموجود أيضاً في الكويت، وليس هناك شيء أخطر من فقدان الدولة الثقة بفئة من مواطنيها وبالتالي إبعادهم عن المراكز الحساسة، مثل قوى الأمن التي تعرضت في البحرين إلى خروقات في التعامل مع أعمال الشغب، رغم أنها تتم بأقصى انضباط ممكن كون الدولة هناك تعلم جيداً أن المجتمع البحريني الشيعي شيء وهذا «الطرف» شيء آخر، الأمر الذي يحمّل الجميع مسؤولية نبذ تلك الخروقات حتى لا تكون مبرراً - مشروعاً- لإبعاد بعض أبناء هذا البلد الجميل عن تلك المواقع. الصورة المذهبية للمعارضة البحرينية واعتبر الدكتور سعد بن طفلة العجمي في صحيفة (الاتحاد) الإماراتية أن البحرين لا تزال تعيش حالة من الصراع المحزن الذي شرخ التعايش بين الشيعة والسنة، على رغم مرور سنة حافلة بالمطالبات المشروعة خلفت ضحايا أدمت قلوب كل محب لهذا البلد العزيز. فبعد مرور أكثر من عام على المواجهات الدامية في فبراير العام الماضي، لا يزال المشهد متوتراً بين المعارضة والحكومة، وعلى رغم الهدوء النسبي إلا أن سباق الفورمولا 1هذه الأيام في البحرين يعد مناسبة للحكومة لإثبات عودة الأمور إلى طبيعتها، ومناسبة للمعارضة لتفعيل الاحتجاجات وانتهاز السباق لتسليط الضوء على مطالبها. ولكن أية معارضة؟ وأكد العجمي أن عوامل عدة تعاضدت للتقليل من شأن المعارضة البحرينية وحصرها ضمن الطائفة الشيعية وتصويرها على أنها معارضة مذهبية، والحق أن المعارضة في بداياتها لم تكن كذلك، ولكنها كانت معارضة وطنية شاملة، إلا أن أخطاء المعارضة وأطرافاً في الحكومة البحرينية نجحت بعمد أو بغباء في تحويل الصراع من مطالب مشروعة، إلى معارضة يقودها رجال الدين -وتحديداً رجال الدين الشيعة- فلقد تضاءل الدور السني في المشاركة بالاحتجاجات، وتلاشى الدور المدني الضعيف أصلاً، وحدثت انشقاقات داخل حركة «وعد» الليبرالية وخاصة بعد موت رمزها عبدالرحمن النعيمي، وتخوف أطراف داخل الحركة من استغلال الدين السياسي لمطالبهم ومصادرتها مثلما جرى في مصر، حيث صادر «الإخوان المسلمون» حق الآخرين في صياغة الدستور بعد سيطرتهم على البرلمان وتكالبهم على الرئاسة والبرلمان ولجنة الدستور في نفس الوقت، متجاهلين بذلك القوى المدنية المصرية التي أشعلت ثورة مصر وخلعت رئيسها. ونوه العجمي إنه من سوء حظ المعارضة في البحرين أن المنطقة تعيش احتقاناً مذهبياً بين الشيعة والسنة، وبالتالي فإن مخاوف سنية من تكرار تجربة العراق -حيث يستفرد حزب الدعوة الشيعي بالسلطة بعد وصوله، ومن تكرار تجربة إيران حيث صفى «الحزب الجمهوري الإسلامي» كافة الفرقاء السياسيين ثم التفت إلى داخل الحزب نفسه لتصفية المعارضة. وكشف العجمي عن العوامل التي عززت الصورة المذهبية للمعارضة البحرينية -وإن ظلماً- أن معظم قادتها اليوم هم رجال الدين، وبالتالي فإن تسويق المطالب المدنية والديمقراطية من قبل العمائم واللحى بشكل عام مسألة صعبة بعد التجارب المرة في إيران والسودان والعراق ومصر اليوم -بل وحتى في تونس رغم تباين بسيط في المشهد الديني السياسي هناك. نار الطائفية وكشف العجمي أن مساندي المعارضة ومعارضيها من خارج البحرين يصبوا الزيت على نار الطائفية بالبحرين، وتكريس صورة مذهبية للمعارضة فيها، فلقد وقف متطرفو السنة ضد المعارضة في الخارج، ووقف متطرفو الشيعة مع المعارضة، وساندت قنوات فضائية مذهبية عراقية وإيرانية و»المنار» التابعة لـ»حزب الله» المعارضة البحرينية، بينما تصدت لها قنوات طائفية سنية مثل قناة «صفا» السلفية المتطرفة. وأوضح العجمي أن من سوء طالع المعارضة البحرينية، أن من يقف معها اليوم هي أطراف تتباكى على الديمقراطية وحقوق الإنسان في البحرين، لكنها تساند وبكل قوة سفك الدماء البشع في سوريا، وهي مسألة لا يمكن للبحريني العادي إلا أن يتوقف عندها مشككاً بصدق نوايا معارضته التي تساندها قوى دموية، صحيح أن ذلك ليس بالضرورة ذنب المعارضة بالبحرين، ولكن الأمور متصلة ببعضها -شاءت المعارضة أم أبت ذلك. لقد تضافرت عوامل ومعطيات جديدة لصبغ المعارضة البحرينية بالصبغة الطائفية، ولم تعد شعاراتها المتشددة تجذب كافة الأطراف، ولم يعد أمامها إلا القبول بالحوار والحوار وحده، وهذه حقيقة نتمنى ألا يظن النظام في البحرين أنها نقطة ضعف، فبعض مطالب المعارضة البحرينية مطالب مشروعة، واعتقاد النظام أن الظروف حاصرتها في دائرة الطائفية وبالتالي تجاهلها هو خطأ جسيم، فالمطلوب تهيئة الأرضية لحوار بناء وحقيقي بإطلاق سراح المعتقلين ووقف أية انتهاكات لحقوق الإنسان، ومن دون ذلك ستبقى المعارضة في دائرة المجهول، وتبقى البحرين في شر الانقسام الطائفي. الخلايا السرية الساكنة وقال داوود البصري في السياسة الكويتية إن تحريك الخلايا السرية الساكنة مسألة ليست خيالية كما قد يعتقد البعض، بل إن لها جذورها وتفاصيلها في خلايا العمل الاستخباري السري السوري وحليفه النظام الإيراني اللذين ينسقان سوية وبتكتيك عالي الجودة من التنسيق والتبادل المعلوماتي والاتصال اللوجستي بشأن مواقع التحرك وطرقه وأساليبه على صعيد تصعيد نشاط العملاء والمرتزقة والموالين والذين يختارون بشكل دقيق من بين أفراد الشعوب الخليجية ليتم شحنهم لمدينة قم الإيرانية حيث يتم التثقيف الأيديولوجي وغسيل الدماغ هناك، ومن ثم رحلة العودة والتسرب للمجتمعات الخليجية من خلال البوابة السورية والتي عن طريقها تتم كل الاتصالات وتنفذ كل العمليات والخطط الميدانية المراد تنفيذها في دول الخليج العربي، فالتمويل إيراني والتخطيط والتنفيذ مهمة المخابرات السورية، وكانت هذه الصيغة قائمة منذ ثمانينيات القرن الماضي واستمرت اليوم بوتائر متصاعدة مع دخول الأحزاب الطائفية في العراق في اللعبة وهي العميلة السابقة للنظامين الإيراني والسوري لتمارس دورها المشبوه في التسلل لدول الخليج العربي كما يفعل اليوم ما يسمى بالتيار الصدري عبر قائدهم الأرعن في المسألة البحرينية، وحيث يتم التنسيق مع عملاء إيران في مملكة البحرين لتصعيد التخريب من خلال البوابة الإيرانية وبشكل مباشر هذه المرة. «وين مصر عن الإمارات والبحرين؟!» وقال حمادة الكحلي في صحيفة (صدى البلد) المصرية، بلهجة خليجية .. «وين مصر عن الإمارات والبحرين؟!)، وين مصر؟ بلهجة خليجية خالصة ترددت هاتين الكلمتين على ألسنة أهل الخليج حكومات وشعوب خلال الأيام القليلة الماضية، أملاً في إطلالة مصرية كانوا قد اعتادوا عليها كلما ألمت بهم أزمة لاسيما إذا ما كانت إقليمية ومع إيران. وأضاف الكحلي لقد مرت دولتا البحرين والإمارات مؤخراً بواقعتين خطيرتين تتعلقان بشكل مباشر بالأمن القومي للخليج وبشكل غير مباشر بالأمن القومي لمصر، فالأولى تتمثل في عودة أحداث التمرد بدولة البحرين رغم الإصلاحات المشهودة التي قام بها الملك حمد بن عيسي والذي سيشهد له التاريخ بأنه أول حاكم عربي يطلب مفتشين دوليين ليتأكدوا من حقيقة ما يتردد عن قمع المعارضة بالقوة وملء السجون بالشيعة البحرينيين، أما الواقعة الثانية والتي لا تقل خطورة عن الأولي فتتعلق بالزيارة الاستفزازية التي قام بها الرئيس الإيراني أحمدي نجاد إلى جزيرة أبو موسي الإماراتية المحتلة من قبل إيران والتي تؤكد طهران أن لها السيادة الأبدية عليها. البحرين تواجه بحرين وتحت عنوان “البحرين تواجه بحرين” كتب خالد القشطيني في صحيفة الشرق الأوسط يقول إن أحمدي نجاد مشغول بعملية هندسية طموحة تتضمن بناء جسرين؛ الأول نحو البحر المتوسط عبر العراق وسوريا؛ المخطط الإمبراطوري التاريخي القديم. الثاني نحو الخليج عبر البحرين للسيطرة على عموم الخليج وثرواته النفطية.. هذا هو البحر الأول الذي تواجه المنامة أمواجه. وكشف القشطيني أن البحر الثاني هو المعارضة الداخلية البحرينية التي تتناغم مع أمواج البحر الأول، فالاستقرار شيء أساسي لكل الأمم، بيد أنه بالنسبة للبحرين شريان الحياة. فليس لهذه الدولة ما تصدره.. بنت استراتيجيتها الاقتصادية على الخدمات السياحية والمصرفية والتجارة العالمية.. أنفقت مبالغ طائلة على بناء البنية الأساسية لهذا المصدر من الرزق. وما من شيء يعتمد عليه هذا المصدر أكثر من الأمن والاستقرار وسيادة القانون. قنبلة واحدة تكفي لقطع السياح لسنوات، كما اكتشف المصريون. ويتمثل الخطر الخارجي، طبقاً للقشطيني، في سعي إيران لبث الاضطرابات؛ بل والثورة، لتقع البلاد في حضنها كما فعلت في العراق. ولتنجح المعارضة في مفاوضاتها مع السلطة، عليها أن تطمئن المسؤولين من حيث حرصها على الوقوف بجانب استقلال البلاد وسيادة البحرين ودوام النظام القائم، وأمن الخليج وعروبته، وإدراكها أن رخاء البحرين ومستقبلها الاقتصادي والحضاري يتوقف على بقائها جزءا من كيان المنطقة العربية، وهذه أمور على زعماء الطائفة الشيعية أن يثبتوا مصداقيتها باجتهاداتهم وطقوسهم واتصالاتهم واستقلاليتهم وتمسكهم بالتشيع العربي الأصيل بعيداً عن التشيع الصفوي الدخيل والمعادي للعروبة والخلفاء والتاريخ العربي، ونحو ذلك من التفاصيل. وأكد القشطيني أن شعب البحرين كما عرفه شعب متطور ويعتز أبناؤه بتحضرهم وتنورهم وانسجامهم مع الحياة المعاصرة. وقال :«سأشعر بجرح بالغ إذا سمح لنفسه بالوقوع في هذا التخلف الذي أوقع به الإسلامجيون العراق وإيران. هذا شيء ينبغي لكل بحريني الحذر منه، فالتخلف علة مثل الإكزيما يصعب التخلص منها”.