كتبت - هدى عبدالحميد: نظمت مجموعة رعاية الطلبة الشباب بإدارة الخدمات الطلابية بوزارة التربية والتعليم مؤخراً “ملتقى الطلبة الشباب الخامس” بمشاركة 25 مدرسة ثانوية تحت شعار (قواسم المواطنة المشتركة بين دول مجلس التعاون الخليجي) بمدرسة النور الثانوية للبنات، وحضر وزير التربية والتعليم ماجد النعيمي جانباً من أعمال الملتقى الذي استضاف عدداً من المفكرين والكتاب والمثقفين. وعلى هامش الملتقى التقت “الوطن” عدداً من المحاضرين وطلبة المرحلة الثانوية المشاركين في الملتقى، وقال رئيس مجموعة رعاية الطلبة الشباب بإدارة الخدمات الطلابية يوسف الحمدان: “إن اختيار شعار الملتقى جاء نظراً للظروف العصيبة التي يعيشها الخليج العربي والمنطقة العربية، بما يحتم علينا الوحدة كضرورة تفرضها لغتنا وعاداتنا وتقاليدنا ومصيرنا المشترك”، وشدد على ضرورة التنبه للمخاطر التي من شأنها أن تطمس هويتنا العربية وتصرف أذهان الطلبة إلى ما يزيدهم تشتتاً وتمزقاً. وبين الحمدان أن هذا المحور أكد أهميته الوزير النعيمي في كلمته إذ انبثقت منه عدة محاور أخرى تكمل شعار الملتقى وفتحت آفاقاً ومرئيات أكثر اتساعاً من خلال أوراق المحاضرين وحوار الطلبة، وذكر أن الملتقى يحمل سمة الديمقراطية التي تواكب سمات مشروعنا الإصلاحي الذي دشنه عاهل البلاد المفدى وهي سمة حضارية لا غنى للشعوب عنها، لأنها مفتاح التقدم والتطور في المجتمع. كما أوضح سفير دولة الكويت بمملكة البحرين سابقاً خلف الفودري في مداخلته أن مشاركته نابعة من كونه مواطناً خليجياً عمل في البحرين لما يقارب التسعة أعوام، وكمحب لهذه الأرض الطيبة، وأكد أن الملتقى يشكل أهمية كبيرة للمرحلة الحالية والقادمة، ويتوجب الاستفادة منه على مستوى الهيئات التعليمية والإدارية بالمدارس والعمل على تكريس وتفعيل ما يخرج به الشباب المشارك، لترسيخ أساليب الحوار لدى الطلاب، وغرسها في نفوسهم لنرتقي بشعوب دول التعاون نحو مستقبل أفضل. وشدد الفودري على ضرورة إقامة فعاليات متنوعة حيوية تعمل على إدماج الشباب الخليجي مع بعضهم البعض وزيادة أواصر التلاحم فيما بينهم خصوصاً كتمهيد لمرحلة الاتحاد بين دول وشعوب مجلس التعاون، وأشاد بجهود وزارة التربية والتعليم المتمثلة في إشراك الطلبة وتوعيتهم بآخر المستجدات. وبدوره، طرح الباحث في الشؤون الاستراتيجية الآسيوية الدكتور عبدالله المدني ورقة تناول خلالها أهم التحديات التي تواجه الخليج العربي في ظل المخاطر المحدقة به، ومن أهمها: التحديات السياسية كوننا نعيش في قرية كونية صغيرة، مؤكداً ضرورة تهيئة الأرضية لإطلاق مشروعات الإصلاح السياسي، ومواجهة التحديات الاقتصادية، وتهيئة بيئة مستقرة آمنة وتشريعات واضحة وشفافية لجذب الاستثمارات الأجنبية، كما بين أن النفط ثروة ناضبة، لذلك يجب إيجاد مصادر بديلة وتوجيه إيرادات النفط نحو الاستثمارات الصناعية الحقيقية ذات المردود المستدام، وليس في الصناعات الاستهلاكية والترفيهية فحسب، مع نشر الوعي بضرورة الادخار. أما بشأن التحديات الأمنية الماثلة، فقال: “إن أمن المنطقة أصبح هاجساً منذ انتهاء معاهدات الحماية البريطانية نتيجة تعرض المنطقة لثلاث حروب خلال ثلاث عقود، وذلك إلى جانب التحديات التنموية”، فلا يزال هناك ما يجب فعله رغم كل ما تحقق بسبب التغيرات الديموغرافية، وتزايد عدد السكان وتقادم البنى التحتية، بالإضافة إلى التنسيق في مشاريع البنى التحتية، وإقامة الصناعات الأساسية توفيراً للجهد والمال وصولاً إلى التكامل، ونوه المدني إلى ضرورة إحداث ثورة في مفاهيم العمل والإبداع والإخلاص لمنشأة العمل وغرسها منذ الصغر في نفوس الناشئة من خلال المناهج التربوية تأسيساً على ما هو جار في دول الشرق الأقصى. كما أشار مدير إدارة العلاقات العامة والإعلام بوزارة التربية والتعليم – سابقاً والكاتب بجريدة “أخبار الخليج” د. نبيل العسومي إلى أن رؤى الطلبة تتمحور حول مستقبل الخليج العربي ممثلاً في الاتحاد بين دوله، متطرقاً إلى أهمية الإيمان بوحدة المصير وأهمية العمل الدؤوب من أجل الاتحاد على مختلف الأصعدة وكافة المجالات، من أجل أن نعلو من شأن هذه المنطقة الغنية بالعقول والموارد الطبيعية، ونبه إلى الاستفادة من اتجاه دول أوروبا الغربية لإعلان الاتحاد الأوروبي. وفي الإطار ذاته، بين اختصاصي مناهج بإدارة المناهج بوزارة التربية والتعليم رضا المكي دور وزارات التربية والتعليم في دول مجلس التعاون الخليجي في ترسيخ قيم المواطنة المشتركة عبر مناهجها وأنشطتها، محذراً من تجاهل تسليط الضوء على المصطلحات المهمة في المناهج الدراسية مثل المواطنة، وحقوق الإنسان، وغيرها، واستعمالها من غير أن يتم شرح تلك المصطلحات. وأكد المكي أن وزارة التربية والتعليم بمملكة البحرين تمثل نموذجاً يجب أن يحتذي به الآخرون، فالنية تتجه لاكتشاف ما عند الوزارة وعند الطلاب، ولمعرفة ذلك نحتاج إقامة المزيد من الندوات والمحاضرات، وأشار إلى أهمية الشراكة بين وزارات التربية والتعليم بالخليج العربي؛ ففي البداية طرح السياسة فكرة الاتحاد وربط الوزراء بدول التعاون قنوات الاتصال فيما بينهم والتشارك في المناهج. ومن جهته، أشاد عبدالله فخرو الطالب بمدرسة الهداية الخليفية الثانوية للبنين بجهود “التربية” في إشراك فئة الشباب بشكل عام وطلبة المرحلة الثانوية بشكل خاص في إبداء الرأي حول القرارات المصيرية وإطلاعهم على آخر المستجدات المحلية والخليجية والعالمية والاستماع إلى مقترحاتهم. وقال فخرو: “الملتقى خطوة أشعرتنا بسعادة شديدة، وأحسسنا بأننا جزء مهم من المجتمع يؤخذ برأيه ويستمع له، لا أن نكون مهمشين ويقرر عنا، بل نحن جزء من صنع القرار وعلى وعي تام بما يحدث حولنا، وأقترح تكرار مثل هذه الملتقيات، مع إشراك طلبة المرحلة الثانوية بدول مجلس التعاون للتحاور عن كيفية تحقيق توحيد التعليم بين دول المجلس وغيرها من الأمور”، وعبر عن شكره لوزير التربية والتعليم لجلوسه بين أبنائه وبناته الطلبة والطالبات والاستماع إلى آرائهم ومقترحاتهم الأمر الذي أشعرهم بمدى أهميتهم وأهمية ملتقاهم الحواري. كما وصف خالد الخياط الطالب بمدرسة الهداية الخليفية للبنين الملتقى ب«المبادرة المهمة” من قبل “التربية” لتمثيل فئة الشباب في الحياة العامة، ومشاركتها مع القيادات صاحبة القرار، لأننا كشباب سنتولى مستقبلاً مناصب أو مراكز تتطلب اتخاذ القرار، وعليه لابد أن نكون على وعي بما يحدث من حولنا وأن نعي القضايا العامة التي نواجهها حتى نستطيع التعامل معها بحكمة. وأكدت فاطمة الحايكي الطالبة بمدرسة مدينة عيسى الثانوية للبنات أن الملتقى رائع، وسيترك بصمة تجعلنا نرتقي بالوطن ونكون واعين أكثر بالاتحاد الخليجي الذي سيتحقق في المستقبل القريب، وقالت: “نحن فئة الشباب سنكون جزءاً من القرارات المتخذة وسننهض بالتغيير للأفضل، ورغم حداثة سننا إلا أن الوزارة أشركتنا بهذا الملتقى، وعلينا تعزيز روح المواطنة وأن نكون حذرين من التحديات التي تواجهنا”، وبدورنا لابد أن نوصل ما توصلنا إليه في هذا الملتقى لزميلاتنا اللاتي لم يحالفهن الحظ للحضور، لنكون جيلاً واعياً يرتقي بالبحرين خليجياً وعالمياً. وأشادت آمنة عبدالحميد الطالبة بمدرسة سار الثانوية للبنات بجهود الوزارة بإشراك فئة الشباب في مختلف الموضوعات العامة، بالإضافة إلى أن الملتقى أشعرهم بأهميتهم وأهمية آرائهم التي تؤخذ بعين الاعتبار وعلى أساسها قد تتغير بعض القرارات قبل اتخاذها؛ فرأي الشباب يشكل فارقاً بالنسبة للمسؤولين.