أكد مدير عام أمانة العاصمة الشيخ محمد بن أحمد آل خليفة على استمرار حملات الرصد والرقابة ضد المخالفين غير الملتزمين من الملاك والمقاولين لحثهم على الالتزام بعدم رمي المخلفات الإنشائية في وسط الأحياء السكنية أو الساحات العامة، مشددا على أن أمانة العاصمة ستتخذ كافة الإجراءات ضد المخالفين ولن تتهاون في تطبيق الغرامات والعقوبات الرادعة بشأنهم.
وقال المدير العام أن المخلفات الإنشائية في تزايد مستمر، مشيرا إلى التقرير الصادر خلال الفترة من يناير حتى نهاية أغسطس 2015م، الذي أوضح إزالة (11 ألف طن) من المخلفات الإنشائية من مختلف مناطق وقرى العاصمة، كما كشف التقرير عن وجود زيادة في المخلفات المزالة بنسبة 50% عن العام الماضي، هذا بالإضافة إلى الحملات التي أطلقتها الأمانة لتنظيف البراحات والساحات المفتوحة والأراضي الفضاء في مناطق متعددة كسند والنويدرات وتوبلي خلال الأربعة أشهر الماضية، حيث أزالت أكثر من 1500 شحنة (20 ألف طن تقريبا) بالتعاون مع بعض الشركات الأهلية والخاصة، وبذلك يبلغ إجمالي المخلفات الإنشائية المزالة من العاصمة نحو (31 ألف طن)، وفي هذا السياق حذر المدير العام من التداعيات السلبية على البيئة إلى جانب التكاليف المادية في رفع تلك المخلفات.
وأوضح أن أكثر هذه المخلفات يتم إلقائها على جنبات الطرق وفي الساحات العامة، ويقوم المخالفون أحيانا برمي الأنقاض فوق الخدمات كخطوط الصرف الصحي أو خطوط الكهرباء فتعيق العمل مما تتسبب في العديد من المشكلات، فبالإضافة للأضرار الصحية على الإنسان جراء تلوث البيئة، تتسبب أيضا في تشويه المنظر العام للعاصمة وتؤشر سلبيا على مستوى الذوق العام.
لافتا إلى أن الحل الأمثل يكمن في التركيز على الاستدامة عبر التخلص القانوني للمخلفات الإنشائية، والتوجه نحو إعادة التدوير والاستفادة منها، إلى جانب الالتزام بتوصيل المخلفات إلى المكان المخصص لها واستمرار مبادرات تخفيض كميات المخلفات من أجل تعزيز المحافظة على نظافة وجمال البيئة.
وعن دور الأمانة في التصدي لهذه الظاهرة، أكدت مديرة إدارة الخدمات الفنية المهندسة شوقيه حميدان أن أمانة العاصمة تراعي حين إصدار رخص البناء الاشتراط على المالك أو المقاول تسوير موقع العمل ووضع المخلفات بداخله بالإضافة إلى توفير حاوية للتأكيد على أهمية حصر المخلفات ونقلها إلى الأماكن المخصصة لها، كما تلزم الأمانة المقاولين بآلية محددة للتخلص من تلك المخلفات، وأن عدم التزامهم بإرشادات الأمانة وراء تفاقم المشكلة، حيث يتم إلقاء نسبة كبيرة من تلك المخلفات في الأراضي المتروكة.
وفي إطار تعزيز الرقابة على رمي المخلفات الإنشائية أكدت حميدان أن مفتشي قسم النظافة يعملون على رصد حركة الشاحنات المخالفة التي تنقل تلك المخلفات لتحقيق الردع المطلوب وحماية البيئة والصحة العامة، كما يتم بشكل يومي مراقبة مستوى أداء الشركة المكلفة بتنظيف مناطق العاصمة.
وأفادت حميدان عن قيام الأمانة بتوجيه (2278 إخطار) لشركة النظافة لحثها على إزالة المخلفات الإنشائية في مختلف مناطق العاصمة، إلى جانب ذلك وجهت للمخالفين من الملاك والمقاولين عدد (462 إخطار) يتعلق بمخالفات رمي مخلفات وأنقاض البناء على الأرصفة والطرق والساحات، وذكرت أن إجمالي الغرامات المحصلة من المخالفين بلغت (2,670 دينار).
أما على الجانب التوعوي فقد أوضح رئيس قسم العلاقات العامة والإعلام جميل آل مبارك أن الأمانة تعمل في إطار برامج المسؤولية الاجتماعية وبالشراكة مع المجتمع على الارتقاء بالمعرفة والوعي المجتمعي بيئيا فيما يتعلق بالسلوكيات الصحيحة للتخلص من النفايات، كما تعمل الأمانة على نشر المفاهيم والقيم التي تعزز المعرفة والوعي بمخاطر الظواهر السلبية المرتبطة بالنظافة وبالمنظر العام، وفي هذا السياق لفت إلى أن أمانة العاصمة خلال الفترة الماضية قامت بتنفيذ أكثر من (30) حملة نظافة وتشجير، بالشراكة مع مؤسسات المجتمع شملت المدارس والحدائق والسواحل والساحات العامة إلى جانب حملات توعية وتثقيف بمشاركة (2500) من طلاب وطالبات المدارس والكوادر التعليمية، مشيرا إلى أن أمانة العاصمة خلال السنوات الثلاث الأخيرة تمكنت من تغطية غالبية المدارس الحكومية في العاصمة بالأنشطة والبرامج التوعوية والتثقيفية.
وفي ختام تصريحه دعا المدير العام جميع المواطنين والمقيمين والمقاولين إلى رفض هذه الظاهرة والإحساس بالمسؤولية الوطنية تجاهها، والالتزام بعدم رمي المخلفات الا في الأماكن المخصصة لها، كما دعاهم إلى المزيد من التواصل مع أمانة العاصمة وتقديم المبادرات والمقترحات التي تساهم في تعزيز السلوكيات الصحيحة للتخلص من المخلفات بصورة حضارية من أجل الحفاظ على نظافة الشوارع والطرقات والأحياء السكنية، مؤكدا على أن أمانة العاصمة مستعدة لاستقبال أي ملاحظات تتعلق بتعزيز قطاع النظافة من قبل المواطنين والمقيمين على الخط الساخن 80001855.